احتفل وطننا الحبيب الأسبوع الماضي بانطلاق حملة الأمير سلطان الوطنية الشاملة للتثقيف الصحي تحت شعار (الصحة أولا)، والتي تنظمها بدعم وتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الادارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة لأول مرة وعلى نطاق المملكة لتنشر بشتى الوسائل والطرق الوعي بين كافة منسوبي القوات المسلحة وذويهم، وكافة أفراد المجتمع السعودي، وترفع من مستوى ثقافتهم الصحية من منطلق أهمية الصحة وكونها أغلى وأثمن ما يملكه الإنسان، وارتبطت دوما بالرقي والنمو والتنمية وارتفاع معدلات الإنتاج، بل أصبحت بلا منازع مقياساً للتحضر..
ويؤكد ذلك ما قاله صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية في كلمة ألقاها أثناء تدشينه نيابة عن سمو سيدي النائب الثاني حفل افتتاح حملة الأمير سلطان الوطنية للتثقيف الصحي حيث قال لافض فوه (إن الصحة أولا لها معان وأهداف كثيرة، فالتخطيط السليم للعمليات الحربية أو الإدارية والكفاءات الإدارية في الوحدات لا تعمل الا بالصحة الجيدة والعقل السليم)، إن ما قاله سمو الأمير خالد له دلالات وأبعاد مهمة تستحق من كل منصف التنويه والإشادة، وهذا أضعف الإيمان، فدور وزارة الدفاع والطيران في مجال الخدمات الصحية وبدون مجاملة أو محاباة دور ملموس وواضح وضوح الشمس، وليس بشيء جديد أو غريب عليها، فعطاؤها في تقديم الخدمات الصحية يتجاوز نصف القرن، إذا علمنا بأن أول مستشفى عسكري أنشئ في المملكة عام (1371هـ) هو مستشفى الأمير منصور العسكري بالطائف وتوالت بعد ذلك مستشفيات القوات المسلحة بالانشاء والتطوير يوما بعد يوم، حتى أصبحت تغطي كافة مناطق المملكة وتخدم ساكنيها، لذا مستشفيات القوات المسلحة تخدم شريحة كبيرة من سكان المملكة يصل عددهم الى أكثر من 6 ملايين نسمة في العام، وهذا والله إنجاز كبير وضخم يجير لصالح الخدمات الطبية للقوات المسلحة في وزارة الدفاع والطيران التي أخذت على عاتقها بدعم وتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وسمو نائبه ومساعده استمرار تقديم وتطوير خدماتها الصحية بما يتوافق مع المستجدات والمتغيرات الراهنة، وأعطت مفهوما وتصوراً جديداً للقطاع العسكري بأنه لا يقتصر على حماية المواطنين والدفاع عنهم من أي اعتداء خارجي من دول معادية ومستطمعة في خيرات وثروات بلدنا الغالي، بل حمايته ايضا من الأمراض الفتاكة التي لا تقل خطورة من أي غزو عسكري غاشم، وبناء على هذه المعطيات، لم تعد القوات المسلحة مجرد مؤسسة عسكرية، بل أصبحت بالفعل مؤسسة حضارية تسهم وتشارك بفاعلية في بناء الوطن وتطوره ونموه الحضاري في شتى المجالات، ولعل حملة الأمير سلطان الوطنية للتثقيف الصحي من باب التأكيد تجسد هذا التوجه بوضوح، وكل ما نأمله ونرجوه ان تحقق الحملة الأهداف المنشودة منها، وهذا بطبيعة الحال لن يتأتى إلا بتضافر كافة الجهود من قبل الجهات المعنية بالصحة، سواء في القطاعات الحكومية أو الخاصة وتعاونها التام والتنسيق المستمر فيما بينها، ولا أنسى بأي حال من الأحوال دوراً وسائل الاعلام المطبوعة والمرئية والمسموعة، فهي تلعب دور رئيسياً وفعالاً ومؤثراً في نجاح الحملة، لكون الاعلام بقنواته المتعددة يمثل أحد وسائل التثقيف المجتمعي لوصوله لشرائح كبيرة في المجتمع، ولا يمكن ان نتخيل نجاح أي مشروع تثقيفي وتوعوي بدون مساندة ومساعدة وسائل الاعلام.
وفق الله جهود القائمين على الحملة، وجزى الله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز خير الجزاء على تبنيه ودعمه لهذه الحملة الوطنية والتي اتخذت من - الصحة أولا - شعاراً لها، فكل عام، بل كل يوم والصحة بخير، وسلامتكم.
|