Thursday 24th October,200210983العددالخميس 18 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الوطن المعطاء الوطن المعطاء
اللواء عبدالله بن كريم بن عطية العطوي /قائد معهد اللغات العسكري

بالأمس البعيد والقريب على السواء
وبكل تأكيد ان كل انجاز حضاري راهن تشهده أرضها مرتبط بشكل وثيق بتاريخ محدد هو الأول من الميزان 1351هـ عندما أعلن الملك عبدالعزيز توحيد المملكة العربية السعودية.
وقد سبق ذلك عهد التأسيس وهو عهود بناء المُلك وإعادة الهيبة للدولة لاسيما بلاد مرت عليها قرون عاش أهلها في حالة من الفوضى والفرقة وهم بذلك أبعد ما يكونون عن الانضواء تحت قيادة واحدة.
وقد أنشأ عبدالعزيز مملكة ليست ككل الممالك فهو قد صنعها من العدم المطلق وانتزعها من بين براثن التمزق والفوضى والاضطراب وبناها حجراً حجراً.
وما أقلهم وبإيمان لا يوجد في غيره من القادة الذين قاموا بأعمال غير عادية وبشجاعة لا تتوفر في غير هذا النوع من حملة الرسالات الموهوبين، ان ما حققه عبدالعزيز حُفر في ذاكرة التاريخ ليبقى نبراساً يتوارثه الأبناء جيلاً بعد جيل لأن معين عصر عبدالعزيز نهر جار لا ينضب من الاخلاص والوفاء لهذا الوطن المعطاء.
إن عبدالعزيز لما وحّد هذه البلاد وضع نظاماً حضارياً صلباً يفوق كل التصورات، فمنذ الخليفة عمر رضي الله عنه وإلى ما قبل العهد السعودي لم يسعد العرب في الجزيرة بمن يجمع شملهم ويوحد كلمتهم ويعزز شأنهم ويجعلهم تحت سيادة توفر لهم الخير الأكبر.وانقضت «1300» سنة .
وهؤلاء العرب لا يزالون كما كانوا وما غيّر الزمان شيئاً في أحوالهم المدنية وبالأحرى البدوية ولا عمل فيهم عامل من عوامل التطوير الاجتماعي حتى بعث الله لهم الملك عبدالعزيز آل سعود ليجمع شملهم ويوحد مقاصدهم ويعزز جانبهم ويكون جمعاً صالحاً متكافئاً في الحقوق والواجبات متعاوناً على كل ما فيه النفع العام دون تميز أو تفريق مدركاً أن بقاءه متوقف على ضرورة انقيادته وطاعته لزعيم قوي عادل .
وبذلك تم توحيد هذه الأطراف المتباعدة على يد الزعيم المصلح فامتد ملكه عزيز الجانب وطيد الأركان من الخليج العربي إلى البحر الأحمر ليقيم دولة الإيمان والعمل، لا يعتمد على غير الله ثم على مصحفه وسيفه وعزمه الذي لا يلين وإرادته الفولاذية التي لا تتخاذل، فكان ان ظهرت المملكة العربية السعودية التي ملأت الدنيا وشغلت الناس ردحاً من الزمن ومازالت تمثل تجربة فذة لدولة تبني حضارة متطورة في أحلك الظروف.لقد احتل الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - مكانة متميزة في ذاكرة كل من عرفه أو سمع به أو قرأ عنه فهو العصامي وهو البطولة التي تتوثب بالحيوية وهو القيادة تمور بالشجاعة والحكمة وقبل هذا كله هو الإمام الذي أخذ على عاتقه أن يعلي كلمة ربه ويحمي دينه ويذود عنه ضد خصومه ومن ظهر منهم ومن استتر.
إن الشعلة المباركة التي انتقلت إليه عبر أمراء البيت السعودي الكريم بالجهاد في سبيل الله واعلاء كلمة الدين ظلت هي شاغله حتى وضعها في المقام الأول من اهتمامه فهو يعتبر نفسه وسيفه ورجاله في خدمة الدين والدفاع عنه والانتصار له، ويرى في هذه الرسالة هدفاً لا يمكن الحياد عنه ولو اضطر إلى قتال أهل الأرض قاطبة.
وكانت الروح الإسلامية الخاشعة ظاهرة في كل خطاب ألقاه وكل منشور أعلنه وكل مذكرة كتبها فهو يؤمن إيماناً جازماً بهذه الرسالة ويؤمن بأن نجاحه وتوفيقه وانتصاراته إنما هي مِنَن من الله تعالى.
لا بد أن تقابل بمزيد من الشكر والمزيد من التفاني في خدمة دين الله مسيرة عبدالعزيز رحمه الله من قبل ومن بعد سوى جهاد دائم وجهد دائب وحّد أمة وبنى مملكة وأرسى البناء الشامخ فضربت بذلك مثلاً رائعاً في القائد كيف يكون وكيف يعمل وكيف يفكر ومن ثم كيف يتكلم.
إنني بهذه المناسبة أتوجه بالشكر والامتنان لقادتنا الذين شيدوا هذا الكيان وأسسو المملكة العربية السعودية التي تمتاز بالأمن والاستقرار في ربوعها المترامية الأطراف شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وهذا الاستقرار شامل لجميع أنحاء المملكة وأصبح مثال تساؤل من حين لآخر في كثير من الأوساط العالمية والمحافل الدولية سر استتباب الأمن على هذه الأرض المباركة ويكثر التساؤل حول الطريقة والسياسة التي اتُّبعت حتى أتيح الأمن والاستقرار بعد أن كانت تعيش حالة عدم استقرار في شتى المجالات وقد عرف الناس من خلال المصادر صورا مرعبة من أعمال النهب والسلب والقتل التي كانت منتشرة في هذه البلاد قبل التوحيد.
ويتعين هذا السؤال الآن بعد أن عاشت هذه الدولة المباركة قرناً كاملاً مفعما بالأمن من غير أن يتزعزع والناس في هذه البلاد يعيشون حالة من التماثل والتآخي والتآزر منتمون إلى دولة موحدة منظمة مستقلة ذات سيادة وهذا فضل من الله.
لقد تعاقب على هذه البلاد خمسة ملوك منذ تأسيس هذه الدولة الميمونة وقد سعد سكان هذه البلاد بتفيؤ ظلال حكمهم الوارث ونعموا بخير ما يتمتعون به من أمن وطمأنينة وعدل واصلاح ورعاية شاملة في جميع مرافق الحياة اجتماعية وصحية وثقافية وما واحد من هؤلاء الملوك إلا وله فضلٌ على أبناء هذه البلاد يلهجون بالدعاء له في كل حين.
حفظ الله هذه البلاد وحفظ لنا قائدها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني أدامهم الله وحفظهم..
والحمد لله الذي بنعمته شاكرون.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved