من أجمل عروض مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عرض مسرحية «حلم ليلة صيف» عن نص من أجمل كلاسيكيات شكسبير.. وقد قدمت العرض فرقتان إحداهما مصرية والأخرى سورية وكان موضوع المقارنة بين العرضين أحد الأمور المشوقة.
العرض الأول كان من انتاج صندوق التنمية الثقافية وقدم على مركز الابداع وهو المسرح الجديد بدار الأوبرا.. المسرحية قدمت من خلال مسرح شبه دائري توزع الجمهور على جانبي المسرح وقدم العرض عماد عبدالمحسن كمعد للعرض وخالد جلال كمخرج.. والمسرحية قدمت ابداعا جماعيا نجح في ادهاش المتلقي..
كان المتلقي يتوقع عرضاً من كلاسيكيات المسرح ولكنه فوجئ تماماً بعرض «يمسخر» وبصورة مدهشة النص ... فلا تعرف هل هذا مسرح للطفل.. أم للكبار.. العرض كان يحمل حالة توافقية عجيبة ويخلق لدى المتلقي صدمة البهجة طوال العرض..
وقام المخرج ببناء عمله على تجهيز المسرح بقطع عديدة من لعب الأطفال وتحول الممثلون إلى مهرجين كانوا يجلسون على كراسي في طرف المسرح وينفصلون عن العرض عندما يجلسون على الكراسي وعندما يرغبون في الدخول للعرض كانوا يقرعون جرساً للاستئذان.. عن العرض يقول الممثل محمد الدسوقي كلاماً يعبر عن نوعية العرض.. «بنيت شغلي كممثل دون مذاكرة أو تحضير منزلي فقد كنا نتجمع للبروفة لأكثر من خمس ساعات يومياً لنرتجل ونحاول الوصول لحالة مزاجية معينة وسط حالة ابداعية جماعية..»
العرض الآخر كان لفرقة طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية بقيادة الفنان رياض عصمت المخرج المسرحي صاحب الخبرة الكبيرة وقد لعب رياض عصمت من منطقة أخرى على نفس النص حيث اعتمد على تقنية المبالغة في الأداء المسرحي.. وكان مستوى الأداء لأكثر من مستوى هو منطقة تميز العرض حيث كان للمبالغة دور في تقديم عرض كوميدي.. وتميز طلاب المعهد بخفة الحركة والمبالغة في الأداء التي كانت تفجر الضحكات من وقت لآخر وقد شارك في العرض المسرحي السعودي هشام الأفندي الذي شارك في العرض كمشروع تخرج له..
ونحن في انتظار عودة هشام لممارسة دوره المسرحي بعد تخرجه من المعهد.. واكتسابه للكثير من الخبرات أثناء دراسته.
«حلم ليلة صيف» كان يحمل نصاً ثقيلاً دسماً.. تمكن المخرجان خالد جلال ورياض عصمت من تقديم قراءة مختلفة له وإن تميز خالد جلال وفريقه على تحطيم كل الأطر من أجل تقديم نموذج حقيقي للقراءة المختلفة للنص.. ومن مناطق اخراجية مدهشة.
| 
