* برلين من دكتور وليد اللباد أ ش أ:
وقع خبر استقالة السياسي الألماني يورجن موليمان والمعروف بمناصرته للقضايا العربية من كافة مهامه في الحزب الليبرالي الألماني كالصاعقة على المتابعين والمحللين السياسيين في ألمانيا لما تعنيه هذه الاستقالة من اختلال شديد في موازين القوى داخل النظام السياسي الألماني.
وتأتى استقالة موليمان من مهامه السياسية كقيادي في الحزب الليبرالي الديمقراطي دليلا جديدا على النفوذ القوي الذي يتمتع به اللوبي الصهيوني في دوائر الإعلام الألمانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وتأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية في عام 1949م.
ويعد يورجن موليمان أحد أكثر الشخصيات الألمانية احتراما وتأييداً للقضاياً العربية خاصة القضية الفلسطينية..
واتجهت الأصوات الألمانية من أصول عربية واسلامية المؤيدة لموليمان مؤسس جمعية الصداقة العربية الألمانية للحزب الليبرالي الديمقراطي في الانتخابات الألمانية الأخيرة على الرغم من مواقف الحزب غير الواضحة تجاه الأجانب وقضاياهم في ألمانيا.
وبرغم تلك الأصوات إلا أن الحزب الليبرالي الديمقراطي لم يستطع تحسين نتائجه الانتخابية لعدم رضاء غالبية الألمان عن السياسة الاقتصادية التي ينتهجها.
وفور إعلان نتائج الانتخابات الألمانية ظهر من صفوف الحزب الليبرالي الديمقراطي من يريد أن يؤكد أن يورجن موليمان هو السبب وراء إخفاق الحزب في تحسين نتائجه، بسبب الانتقادات اللاذعة والشديدة التي وجهها للسياسة الاسرائيلية في أعقاب مذبحة جنين وهو ما اعتبره هؤلاء السياسيون إحياء لظاهرة العداء للسامية في ألمانيا.
ووجد كبار قادة الحزب الليبرالي الديمقراطي في شخص موليمان ملجأ لاخفاقهم السياسي فوافقوا على تحميله مسؤولية الهزيمة التي حلت بالحزب وأطاحت به من المركز الثالث الذي يحتفظ به تاريخياً إلى المركز الرابع بعد حزب «الخضر» الشريك في الائتلاف الحاكم.
وبسبب الحصارالمضروب حول يورجن موليمان والحملات الإعلامية الرهيبة التي تعرض لها في الشهور الأخيرة واستجابة حزبه لهذه الضغوط خوفا من امتداد الحملة لباقي قيادات الحزب انضمت القيادة الحزبية للحملة المناهضة له وأعلنت عن قيام لجنة تحقيق معه بشأن مزاعم عن استخدام خاطئ لتبرعات الحملة الانتخابية.
وأرجع يورجن موليمان أسباب استقالته من كافة مناصبه الحزبية إلى الهجوم الذي تعرض له بمشاركة من قيادات حزبه بالإضافة إلى تعرضه لأزمة قلبية قبل أسبوع.
وكان زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي جيدو فيستر فيله قد أعلن قبل أيام أن الحزب سوف يجرى تحقيقا حول مبلغ 840 ألف يورو استلمها موليمان كتبرعات واستخدمها لتمويل ملصقات معادية للسياسة الاسرائيلية في إجراء وصفه موليمان بأنه انتقائي ويهدف إلى دفعه للاستقالة.
تجدر الإشارة إلى أن يورجن موليمان تدرج في المناصب الرسمية وشغل منصب وزير الاقتصاد في حكومة المستشار الألماني السابق هيلموت كول قبل أن تفلح الضغوط الصهيونية في منتصف التسعينيات في الإطاحة به خارج الحكومة إثرالكشف عن تعاملات مالية غير قانونية لأحد أقاربه واستخدام هذه الحادثة لتشويه صورته إعلامياً وسياسياً.
ربما كان يورجن موليمان آخرالرجال المناصرين للقضايا العربية على مسرح السياسة الألمانية وباستقالته أو بموته السياسي يترك المجال لصقور الصهاينة ومناصريهم ليحلقوا في سماء السياسة والإعلام الألماني.
|