Monday 21st October,200210980العددالأثنين 15 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

لما هو آت لما هو آت
اليوم معكم
خيرية إبراهيم السَّقاف

أشد وطأة علي من وقع السهام المهندِ.. تلك المهاتفات والمكاتبات من الكثيرات على اختلاف مراحل عمرهن يشكين مشكلاتهن، تلك التي تتمحور في: سطوة الرجل وقسوته، ظلمه وعدم منحه أي حقٍ من حقوق المرأة لها بينما يطالب بكافة ما هو له من الحق أو غيره.
الجور على النساء بالضرب، والإيذاء النفسي، حرمان المرأة من أبنائها...،
الاعتداء على الأهل بالنميمة والشتائم...، وقطع الرحم، وعقوق الأم...
ولقد كنت أتحدث بهذا الشأن إلى الزميلة الدكتورة حنان عطا اللَّه المختصة في العلاج النفسي وعلم النفس والأستاذة في جامعة الملك سعود، إذ اعتدْتُ على إحالة بعض الحالات الخارجة عن اختصاصي العلمي إليها فذكرت لي أنَّ هناك حالات كثيرة ومتكررة ومتكاثفة تمر بها كلّ يوم في عيادتها النفسية ولابد من إيجاد حلول لهذا الأمر... ذلك لأنَّنا جميعنا نرد هذه المشكلات إلى خلل في تنشئة الأفراد، وعدم تربية النفس في الإنسان على الإيمان باللَّه تعالى ومعرفة حقوق الإنسان وواجباته في منأى عن تسلط العادة أو هيمنة الأعراف... ففي ضوء وعي البشر، وانتشاره بين كافة المستويات ومعرفة الناس التي ازدادت بحدود وضوابط العلاقات البشرية، فإنَّ الوضع يحتاج لحل. ولعلي هنا أعاود تكرار ما اقترحته لأكثر من مرة خلال السنوات الثلاث الماضية وقبلاً في مقالاتي خارج الجزيرة آخرها قبل شهر ونصف الشهر بأن تكون هناك لجنة عليا خاصة لشؤون المرأة تتولى النظر في قضاياها الشرعية والمالية والأسرية والخاصة والعامة ورفع الضيم عنها من قبل أولياء أمورها أو حتى من كلّ رجل في أسرتها... لا يرعى اللَّه تعالى في أمرها بأيِّ شكل إذ عجت البيوت بالظلم، وازدحمت المحاكم بل وصل الأمر إلى المستشفيات والسجون. والأمر مرفوع لولاة الأمر وفقهم اللَّه..
ومن ضمن هذه المشكلات ما هاتفتني بشأنه الابنة (أ.ر) تقول:
«أعيش في أسرة مفككة ولا أملك الحديث لأي شخص عنها لعدم رغبتي في فضح أهلي، ولكن ما أقول لكِ؟ وجميع القيم الخلقية ملغاة في هذا البيت وحاولت الهروب منه إلى الزواج فوقعت في فخ أشد شراسة من دار أهلي وفوجئت بطلاقي دون حول لي ولا قوة، ثم عدت لتسلط أخي الذي يصل به إلى الأمر إلى تهديدي بقتلي لمجرد أنَّني أرفض سلوكه السيىء، وإنِّي أجلس بين بابي ونافذة غرفتي أتوقع المجهول الذي جمَّد كلَّ روح فيَّ».
أما «حياة» فإنَّّها واجهت صلف الحياة حين مات زوجها، فخرجت من دارها المؤجر إلى دار آخر أقل تكلفة... لكن إخوة زوجها حجروا على أمواله، وادَّعوا أنَّ لهم حقوقاً عنده، وهي تكابد الخوف...، إذ يرفض أحدهم أن يمنحها حق العيش السليم مع طفلها ما لم تتزوجه»...
و... حالات كثيرة... كثيرة... ينبغي للضمائر أن تستيقظ خوفاً ممَّن هو يرى ويعلم... ويُمهل ولا يهمل... سبحانه...
*** إلى: جميع من راسلني سوف أناقش رسائلكم في الاثنين القادم إن شاء اللُّه تعالى.

للمراسلة: الرياض 11683 ص.ب 93855

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved