في سفح ذاك السامق المتربع
عبر الدهور برأسه المتطلع
قد كان بالأمس القريب مجلجلا
بصلاتهم وحدائهم والمرتع
لم يبق إلا ساكنوا ارماسهم
في قاعة نالوا وثير المضجع
ويظل يذكر للسحائب عيدهم
يسقيهم منها سيول الأدمع
عشنا بها كاف سنين تسطرت
نغفوا ونصحوا في الهدوء المبدع
عشنا بها نحيي تراث جدودنا
و «النجر» يشكو عازفيه ويدعي
كان «الصعيدي» مثل مرآة لنا
يروي صدى انشاء أبناء معي
يا كاف والكثبان فيك تجمعت
عفوا وفي عهد لنا لم تجمع
اطلالك استرخت لهجر أحبة
احداقك اجمدت لهول تفزع
في كل جمعة الجمع تراصصوا
في الجامع التحتي بكل تخشع
ولنا بعيد العصر جلسة اخوة
مستأنسين بساسها والمربع
ان انس لن انسى «مطوخ سباخها»
لمعت مجامع ملحها المتنصع
تأتي القوافل كي تقايض ملحنا
قمحا نقيا «اصوعا بالأصوع»
قالوا لي ابن البيت بين بيوتنا
ما انت إلا من كرام الافرع
وتعمر البيت الجديد بحيهم
وبحبهم شادته كل الاذرع
درجوا على حب التعاون دأبهم
حتى أتاهم أمر ربي المقنع
يا كاف ماذا بعد ردي انني
أرهفت من شوقي اليك مسمعي