بين الفينة والأخرى تفاجئ وسائل الإعلام الأمريكية كل المتلقين في العالم، بنشرها اسماء لشخصيات وجمعيات جميعها إسلامية مدعية تورطهم في عمليات ارهابية وتزعم الوسائل الإعلامية الأمريكية وتسايرها في أحيان كثيرة وسائل الإعلام البريطانية أن الإدارة الأمريكية قد وضعت اسم «الجمعية الفلانية» أو اسم رجل أعمال أو داعية إسلامية على قائمة داعمي الارهاب والمزعج في تخرصات وسائل الإعلام تلك أن ما ينشرونه من ادعاءات ومزاعم تظهر فيما بعد بأنها ادعاءات كاذبة، تتركز على المنظمات والجمعيات الإسلامية والشخصيات الإسلامية من رجال أعمال ودعاة من الدول الإسلامية من الداعمين والمساندين للأعمال الخيرية الذين يمولون عمليات الاغاثة الإنسانية وهذه الجمعيات الإسلامية سبق للمنظمات الإنسانية العالمية ومنظمات الأمم المتحدة الاستغاثة بهم بل حتى الولايات المتحدة الأمريكية التي كثيراً ما تعاونت معهم وشكرتهم على أعمالهم في البوسنة والهرسك وكوسوفا وأفغانستان.
هذه الجمعيات والشخصيات نفسها من داعمي الاغاثة الذين كانوا يتلقون الشكر والتقدير وأبوابهم يطرقها طالبو المساعدات، أصبحوا الآن مدعاة للشبهة والتعقب وتلقي الأتهامات الظالمة من قبل الصحافة الأمريكية والبريطانية وعلى الرغم من أن الحكومة الأمريكية تنفي شمول الجمعيات الخيرية الإسلامية ذات الشمولية الدولية وتصحح للصحف الغربية ما تذكره من أسماء لرجال أعمال ودعاة مسلمين، إلا أن هذه الصحف تكرر استهدافها للمسلمين وتوجه الاساءة لهم وللجمعيات الخيرية الإسلامية في حين تقدم الأوسمة والاشادة لجمعيات التنصير وخاصة تلك الجمعيات التي تعمل في الدول الإسلامية مما يعطي انطباعاً بأن المقصود ابعاد الجمعيات والشخصيات الإسلامية من ميدان العمل الاغاثي والإنساني في المناطق الإسلامية لتفريغها وتركها للجمعيات الغربية التي ينصب اهتمامها الأول في تنصير المسلمين الذين تغريهم المساعدات التي تقدمها الجمعيات الغربية، ومهما ما تقدمه من مساعدات ضئيلة فهي تعد مهمة وكبيرة لدى المتلقين الذين يتصورون ان اخوانهم المسلمين قد تخلوا عنهم في حين تضع كل العراقيل وتطلق الاتهامات ضد الجمعيات الإسلامية ورجالها المتطوعين وبعضهم أرسل إلى المعتقلات بعد أن «باعهم» الأفغان للأمريكيين فكان مصيرهم غواتنامو بدلاً من أن يكرموا على أعمالهم الإنسانية.
|