القافية
القافية هي روح القصيدة، فلو كانت القصيدة بدون قافية لأصبحت كالجسد بلا روح، وهناك أنواع من القوافي منها ما هو موروث ومنها ما هو مستحدث.
أنواع القوافي
1- المثنّاة:
وهي أكثر ما يستخدمه الشعراء من القوافي فهي الأساس، والقصيدة المثناة هي التي يتكون فيها البيت من شطرين.
وهناك أشكال مختلفة للقصائد المثنّاة:
أ- المثنّاة المهملة: وهي التي يلتزم فيها الشاعر بقافية العجز ويهمل قافية الصدر وأكثر ما ينظم على هذا الشكل هو بحر الهلالي والصخري، وأورد على ذلك مثالاً بيتين من قصيدةٍ لي بعنوان «حلاة العمر» على بحر الصخري:
سهرت الليل والفرقا تلوعي
وليلٍ من بعد خلّي يروعي
ألا يا عين لا تبكين يكفي
ثلاث اوجاب ما جفت دموعي
ب- المثنّاة المظمومة: وهي التي يلتزم الشاعر فيها بقافية الشطر الأول بالإضافة الى قافية الشطر الثاني، وأورد على ذلك مثالاً للشاعر الأمير خالد الفيصل:
لمت الزمان ولايم الوقت غلطان
حوادث الأيام من فعل أهلها
كلٍّ يغني مع زمانه على شان
هذا يميّلها وهذا عدلها
2- المثولثة:
القافية المثولثة هي التي يتكون البيت فيها من ثلاثة أشطر، ويكتب القصيد المثولث بثلاثة أشكال:
أ- أن تكون قافية الشطر الأول والثاني واحدة تتغير بكل بيت وقافية الشطر الثالث تكون مختلفة ولا تتغير بأبيات القصيدة، «وأورد على ذلك بمثال بيتين للشاعر عبدالله بن علي الصقيه»*:
بديت بذكر اللي رزق كلّ مخلوق
اللي سمك سبع بليا عمد فوق
ورسّى الجبال وسبع اراضين
أرجي يعز العاهل اللي حكمنا
فيصل ولد عبدالعزيز بديرنا
حكمنا وحنّا له مطيعين
ب- أن تكون قافية الشطر الأول والثاني واحدة لا تتغير في باقي أبيات القصيدة، «وأورد على ذلك مثالاً للشاعر سليمان ابن شريم»*:
ألا يا راكبٍ حرّه
من العيرات مصطوره
صبورٍ بالمساري ما تملّ الفنتق الخالي
لفت من يمّة الحرّه
وهي من قبل مذكوره
جلبها واحدٍ ما قط باع ولا شرى الغالي
ب- أن تكون قافية الشطر الأول والأخير من البيت واحدة وقافية الشطر الثاني مختلفة ولا تتغير بأبيات القصيدة، «وأورد على ذلك مثالاً للشاعر عبدالرحمن البواردي»*:
مرحبا بالخضر سيد الحضر
بو جبينن كما وصف الهلالي
يقمر البيض لا منّه حضر
لو يباهي بخدّه للقمر
غاب نور القمر يا هملالي
لا تبيّن مع القمرا قمر
3- المروبع:
وهو من أشهر القوافي بعد القافية المثناة، والقصيدة المربوعة هي التي تتكون من أربعة أشطر، وهناك عدة أشكال للمربوع:
أ- أن تكون قافية الثلاث شطرات الأولى متشابهة وقافية الشطرة الرابعة مختلفة ولا تتغير بأبيات القصيدة، مثال للشاعر عثمان بن حمد بن ناصر يبين ذلك:
قررت ابني على - أم -
شعرٍ مربوعٍ سلم
فيه اشاور من فهم
واقفل ابياته - إب - اين
ب- أن تكون قافية الشطرتين الأولى والأخيرة متشابهة وقافية الشطرة الثالثة مختلفة وتتغير بأبيات القصيدة، «مثال على ذلك للشاعر محمد الفيحاني»*:
هاضني واحدث شجوني
حبّ ناسٍ ما يبوني
يرقدون الليل كلّه
والسهر فطّر عيوني
ت- أن تكون قافية الثلاث الشطرات الأولى متشابهة ولا تتغير بأبيات القصيدة وقافية الشطرة الرابعة تختلف ولا تتغير بأبيات القصيدة، وأورد على ذلك بمثال «للشاعر عامر بن سليمان الشعيبي»*:
الله يا عالم خفيّ أسراري
يا من سمع نحله على الأحجاري
نقلت قدمها غاية المسياري
جرّ الأثر ياللي بعدها تشوفه
دحمسٍ يكتاد فيه الساري
لا ضوّ نجم ولا سنا قمّاري
ما غيّره شوفك غلط وغباري
ولا ذرى بيتٍ وثاق صفوفه
ث- أن تكون قافية الشطرتين الأولى متشابهة وتتغير بأبيات القصيدة وقافية الشطرة الثالثة مختلفة وتتغير بأبيات القصيدة وقافية الشطرة الرابعة مختلفة وتتغير بأبيات القصيدة، وأورد على ذلك مثالاً «للشاعر راشد بن سالم المنصوري»*:
مرحبا باللي لفانا
والمعنّى به قدانا
طيبٍ من صلب جدي
من سلال الطيبين
مرحبا عدّ الرمالي
وعدّ طشٍ من خيالي
بارقه ياضي شعاعه
في قنيفٍ له دنين
ج- أن تكون قافية الشطرات الأربع مختلفة ولا تتغير بأبيات القصيدة، وأورد على ذلك مثالاً «للشاعر فهد بورسلي»*:
يا ناس دلّوني
درب السنع وينه
ما شوف لي مرقى
من بير الاهوالي
من صد مضنوني
وخلّى بلا دينه
يجاوب الورقى
من ضيقة البالي
4- المخومس:
والقصيدة المخومسه هي التي يتكون بيتها الواحد من خمس شطرات وهناك عدة أشكال للمخومس:
أ- أن تكون قافية الشطرات الأربع الأولي متشابهة والخامسة مختلفة ولا تتغير بأبيات القصيدة، وأورد على ذلك بمثال «للشاعر عبدالله بن صالح الخليفي»*:
يا قلب طمّن ناظر العين مهلك
وامطارد الخفرات يا قلب مهلك
اشقيتني واللي تبي ما حصل لك
يا قلب ما سوّى حدٍ في مثلك
أقضيت مع ظبي الخلا يوم وافاك
ت- أن تكون قافية الثلاث شطرات الأولى متشابهة وقافية الشطرة الرابعة مختلفة ولا تتغير بأبيات القصيدة وقافية الشطرة الخامسة مختلفة ولا تتغير بأبيات القصيدة، وأورد على ذلك بمثال للشاعر «محمد بن سعيد الذويبي»*:
بسم الله أول ما أبدع القول وأبديه
أميّزه من خاطري ثمَّ أغنّيه
آزن محاريفه وأميّز معانيه
واحذر عليه من الدروب المضلات
يعيش المغنّي له هجوسٍ حليّه
ث- أن تكون قافية الثلاث شطرات الأولى متشابهة وقافية الشطرتين الأخيرتين متشابهة ولا تتغير بأبيات القصيدة، «مثال للشاعر علي بن قنبر»*:
هاض قلبي وابتديته
من جنين القلب ليته
من ضميري وانتقيته
مثل ما صفّ اللوالي
هاض قيلي والامثالي
ج- أن تكون قافية الشطرتين الأوليين متشابهة وقافية الشطرتين الثانية متشابهتين وقافية الشطرة الأخيرة مختلفة ولا تتغير بأبيات القصيدة، وأورد على ذلك بمثال «للشاعر عامر الشعيبي»*:
الحمد لك والشكر دايم
يا علي الحي قايم
رافعٍ سبعٍ عليّه
وباسطٍ سبع سوّيه
ف ستّ أيّامٍ توالي
* كتاب الشعر النبطي في منطقة الخليج والجزيرة العربية