Wednesday 16th October,200210975العددالاربعاء 10 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

التربية لأطفالنا .. أم العنف لأطفالنا؟ التربية لأطفالنا .. أم العنف لأطفالنا؟

كم هو جميل من منظمة الصحة العالمية وهي تطالعنا كل عام بموضوعات وقضايا مهمة وشعارات جميلة لأيامها الصحية، والصحة النفسية خاصة. حيث يأتي شعارها لهذا العام ليدور ويعالج قضية بل استطيع أن أسميها مأساة، بل تعدياً على حقوق انسان قد نقول أنه مغلوب على أمره وهذا التعدي قد نندهش جميعاً بأنه يحدث من أقرب الأقربين إليه ومن سهروا عليه الليالي لتربيته وتنشئته ليصبح رجل المستقبل ليخدمهم ويخدم مجتمعه وأمته وهذا التعدي ضد الطفل الذي يعتقد الوالدان والأقربون إليه أن المقصود منه تأديبه وتنشئته على أخلاق فاضلة وأسس إيمانية يحصل بطرق شتى وأساليب قد نسميها بالوحشية.
فدعونا نجتهد ونحاول استعراض بعض مظاهر تعدي الوالدين والأقربين ضد الطفل وبعض الأسباب التي تقف وراء ذلك ومن ثم حلولها.
بعض مظاهر العنف ضد الأطفال:
- الضرب المبرح القاسي والذي ينتج عنه التشوه الخلقي وقد يصل إلى العاهات المستديمة أو الوفاة.
- الاهانة والزجر المستمر والسخرية من رأيه لصغر سنه وعدم اعطائه الفرصة للتعبير عن مشاعره وأحلامه.
- عدم علاجه في حالة مرضه ورفض مساعدته عند حصول الشدائد.
- عدم الانفاق عليه والتقصير في تلبية طلباته وهذا يجره إلى البحث عن مصادر أخرى لمساعدته في ذلك.
- حرمانه من التعليم.
- اهماله وعدم متابعته وتركه لفترات طويلة دون السؤال عنه وعن زملائه المخالطين له وهذا يسهل عليه التعرف على أصدقاء السوء والانخراط في براثن المخدرات وادمانها ومن ثم السرقة فالسجن.
بعض أسباب العنق ضد الأطفال:
- ضعف الوازع الديني لدى الوالدين والأقربين حيث ان عدم الإيمان بالله عز وجل وعدم الخوف منه وعدم معرفة حقوق الأبناء في الإسلام من أهم الأمور والتي تجعل الأبوين يقدمان على ذلك.
- الجهل لفن التربية واعتقاد أن المعاملة القاسية والضرب القاسي هو ما ينبغي أن ينتهجه الأبوان في التربية وذلك لتنشئته رجلاً قوياً وجلداً.
- مرض الوالدين أو أحدهما بأمراض نفسية.
- اضطراب طفولة الآباء وتعرضهم إلى الضرب والقسوة في صغرهم.
- انحراف سلوك الأبوين كادمان المخدرات ونحوها.
- الطلاق وهو من أهم الأسباب حيث يعيش الطفل مع أم أخرى غير أمه أو أب غير أبيه وفي أكثر الأحيان قد يتعرض لكثير من القسوة والعنف أثناء العيش معه.
أما الحلول فهي كثيرة وأهمها تكثيف الارشاد والنصح الديني للآباء وتذكيرهم بأهمية التربية السليمة وتذكيرهم بالرحمة ولين الجانب والتي حث عليها ديننا الحنيف في كتاب الله وسنة نبية صلى الله عليه وسلم وأيضاً تكثيف التوعية والتثقيف الصحي للأسر وتعليمهم فن التعامل والموفق للزوجين، فالزواج الناجح وحب الزوجين لبعضهما البعض ينتج عنه حب الأبناء بإذن الله.
وأخيراً أرجو من إعلامنا تسليط الضوء على هذه القضية والتوسع فيها وعدم الاكتفاء بهذا اليوم «يوم الصحة النفسية العالمي».

محمد أحمد مشني/ ممرض نفسي

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved