Sunday 13th October,200210972العددالأحد 7 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

المسألة السودانية بين سقوط همشكوريب واستعادة توريت المسألة السودانية بين سقوط همشكوريب واستعادة توريت
البيان الحكومي يؤكد تورط إريتريا في حرب الشرق

* القاهرة - مكتب الجزيرة - عطيات عبدالرحيم:
بينما الجميع في انتظار استئناف محادثات السلام بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان في الرابع عشر من الشهر الجاري «اكتوبر» حسب ما أعلن في البيان الصادر عن منظمة الايقاد بدأت المعارك في الجبهة الشرقية للسودان واستولت قوات الحركة الشعبية على همشكوريب وقد اتهمت الحكومة السودانية تورط اريتريا في هذا الهجوم بل ودعمها المعارضة السودانية بالقوات والعتاد بينما تنفي اريتريا ذلك وأكدت ان القوات التي هاجمت شرق السودان تحركت من داخل الحدود السودانية.
هل هذه التطورات الجديدة ستؤدي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين السودان واريتريا مرة ثانية؟ وأين يقف السلام في السودان الآن؟ تساؤلات طرحتها الجزيرة على مختلف القوى السودانية.
جبهة الشرق خيار قائم ومستمر
الفريق عبدالرحمن سعيد نائب رئيس التجمع الوطني الديمقراطي: التجمع أعطى مهلة أكثر مما يجب للحل السلمي والحكومة كانت ومازالت ترفض دخولنا في محادثات مشاكوس بدعوى اننا لسنا طرفاً في الحرب فإذا كانت الحرب مقياسا للدخول في المفاوضات فالتجمع يريد ان يثبت ان لديه سلاحاً ومقاتلين وأراضي سودانية تماما ننطلق منها وأصبح كما قالوا هم العمل العسكري مفتوح في جميع الجهات ونحن قمنا بفتح جبهة أخرى في شرق السودان لتخفيف الضغط على الحركة في جبهتيها الأخريين ونعتبر ذلك واجباً على التجمع.
ولكن هذا لايمنع اننا نؤمن بان حل مشاكل السودان ممكن تأتي عبر الحوار والتفاوض ولاينطبق على حرب السودان كحرب أهلية شرط الأقوى في الحرب هو الأقوى في التفاوض ولم يمر في ذهننا ذلك أبدا فأي شخص يحمل السلام يقوم به من أجل رفع الغبن الواقع عليه والحركة الشعبية قامت بذلك من أجل رفع صوتها عالميا وأما التجمع الوطني لم يحمل السلاح إلا بعد ان تم استفزازه من قبل الحكومة.
أما فيما يختص بالهجوم على الحكومة الارتيرية فليس هنالك سبب يجعل ارتيريا تشاركنا عسكريا فنحن لدينا قواتنا المدربة تدريباً عالياً جداً ولدينا سلاحنا ومناطقنا السودانية في الشرق والتي نعرفها تماماً وننطلق منها دون أي حوجة للاستعانة بأي قوات أخرى.
وفيما يختص ببيان رئيس التجمع السيد محمد عثمان الميرغني وعن اللجوء للحرب في الشرق فليس هناك أي تناقض في ذلك فهو المسؤول عن السلام أما التجمع له خيارات أخرى إلى جانب التفاوض والسلام وهذا من حقنا ونحن لم نسقط خيار الحرب في أي يوم فجميع الخيارات لدينا مفتوحة وأكد الفريق عبدالرحمن سعيد ان قوات التجمع لم تتلق أي دعم من أي جهة فالسلام موجود حتى داخل السوبر ماركت.
واختتم حديثه بقوله ان المبادرة المصرية الليبية هي المبادرة التي يمكن ان تؤدي إلى سلام دائم وشامل في السودان والتعطيل في خطوات المبادرة من قبل الحكومة وليس من جانبنا.
المبادرة المشتركة وحل مشكلة السودان
ميرغني مساعد عضو المكتب السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي والمدير للحزب بالقاهرة وعبدالوهاب عبدالغني ممثل النقابات بالتجمع يؤكدان على تأييدهما لبيان السيد محمد عثمان الميرغني والداعي إلى الوقف الفوري للاحتراب وعدم تبديد الموارد البشرية والمادية وترويع المواطنين مؤكدان انهما ماضيان في مسيرة السلام التي ابتدأها في 16 نوفمبر 1988 وأكدا على ان خط مولانا واضح كما ان للحركة ضلعاً كبيراً ومهماً داخل التجمع الوطني ولديها خطها وهناك أيضا قوات أخرى لها دورها العسكري داخل التجمع هم قوات التحالف والجبهة الوطنية الثورية وهذه ليس لها صلة بالحزب الاتحادي الديمقراطي فهي فصيل مستقل وهناك أيضا قوات التحالف الفيدرالي وجبال النوبة.
وأضافا انه لا يمكن ان نرهن مستقبل السودان بين الحركة والحكومة فقط ولابد من اشراك كل الاطراف والمبادرة المشتركة هي المرشحة للقيام بهذا الدور وفي هذا الجانب التقى مولانا مع السيد أحمد ماهر وزير الخارجية المصري وأكد مولانا على جمع كافة أطراف النزاع السوداني في مبنى موحد يضم دول الايقاد ودولتي المبادرة المصرية الليبية المشتركة والمملكة العربية السعودية كدولة جوار مهتمة بالشأن السوداني.
حروب السودان لا نصر نهائي لأحد
عبدالناصر عبدالحميد عضو مركز الدراسات النوبية والتوثيق أوضح ان شرق السودان جزء من الأزمة السودانية وهمشكوريب تعتبر علامة من علامات الأزمة بين السودان وبين الجيران وسوف تستمر دائماً وتحدث نزيفاً في الجسد السوداني وستزداد البلاد فقرا وان حالة الكر والفر لن تصل بأي طرف إلى النصر النهائي وحل المشكلة السودانية غير مجد بحمل البندقية والطريق السليم هو ان يفهم النظام انه ليس هو الربان الأوحد لمستقبل السودان وانما السودان متعدد الثقافات والاعراف يحتاج إلى كل أبنائه فعليهم أن يتراجعوا عن حزبيتهم الضيقة وان يجلسوا مع الجميع لحل المشاكل ومشاكوس لابد ان تجمع الجميع معا ولابد من الاهتمام بالمبادرة المصرية الليبية إلى جانب الايقاد ونتمنى ان يكون الحل «سوداني-سوداني».
وفيما يختص بدور ارتيريا أشار إلى أن الأزمة الارتيرية السودانية أوراقها قديمة ومن قبل قطعت ارتيريا علاقاتها الدبلوماسية مع السودان وعليه لابد من استقرار السودان حتى لايؤثر على جيرانه فالحدود بين الدولتين بها قبائل مشتركة وان هذه الحروب لها تأثير كبير جدا على الشعبين وعلى الحكومة ألا تناور كثيرا حتى لا تستمر الحروب في البلاد وعليها ان تتقدم باستراتيجية واضحة لحل مشاكل السودان مع القوى الوطنية السودانية الأخرى.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved