* الرياض الجزيرة:
تنطلق فعاليات مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية الرابعة والعشرين لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد اليوم السبت في رحاب مكة المكرمة وتستمر حتى الرابع عشر من الشهر نفسه، وستبدأ لجنتا التحكيم الدولية للمسابقة في هذا اليوم بمشيئة الله الاستماع الى تلاوات المتسابقين على فترتين صباحية مسائية.
وقد بلغ عدد المشاركين في المسابقة «188» متسابقاً في مختلف فروع المسابقة الخمسة يمثلون «25» دولة عربية وإسلامية، و«71» جمعيات ومراكز وهيئات إسلامية من مختلف قارات العالم، منهم «24» مشاركاً في الفرع الأول، و«46» متسابقاً في الفرع الثاني، و«35» متسابقاً في الفرع الثالث، و«42» متسابقاً في الفرع الرابع، و«41» متسابقاً في الفرع الخامس.
استعدادات مبكرة
وبتوجيهات من معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، فقد بدأت الوزارة الاستعدادات لهذه المسابقة الدولية في وقت مبكر، بتكوين عدد من اللجان التي شرعت في أعمالها، ورسمت الخطط والبرامج لتنفيذها.
وتتكون لجنة تحكيم للمسابقة من: الدكتور حسن بن محمد باجودة، والشيخ ابراهيم بن الأخضر علي القيم، والشيخ محمد مكي بن هداية الله عبدالتواب، والدكتور ابراهيم بن سليمان الهويمل، والدكتور ابراهيم بن سعيد الدوسري، والشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم، وخليفة بن مصبح أحمد الطنيجي من دولة الإمارات العربية المتحدة، وسيد علي عبدالمجيد عبد السميع من جمهورية مصر العربية، والشيخ عبدالهادي احميتو من المملكة المغربية، وقاري أحمد ميان ثانوي من جمهورية باكستان الإسلامية، والشيخ محمد ثاني عبدالله من جمهورية نيجيريا، والشيخ روسلان عبدالحليم الحافظ من دولة اتحاد ماليزيا.
خمسة فروع للمسابقة
وتتكون مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية الرابعة والعشرون لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره من خمسة فروع:
الفرع الأول: حفظ القرآن الكريم كاملاً مع التجويد وتفسير الجزء الحادي والعشرين منه، ويشترط أن يكون المتسابق حافظاً للقرآن الكريم كاملا مع التقيد بأحكام القراءة، وأصولها، والالتزام بالرواية التي يختارها أثناء إجراء المسابقة، وأن يكون لدى المتسابق القدرة على تفسير الجزء الحادي والعشرين باللغة العربية الفصحى.
والفرع الثاني: حفظ القرآن الكريم كاملا مع التلاوة والتجويد.
والفرع الثالث: حفظ عشرين جزءا مع التلاوة والتجويد.
والفرع الرابع: حفظ عشرة أجزاء مع التلاوة والتجويد.
والفرع الخامس: حفظ خمسة أجزاء مع التلاوة والتجويد.
وتستضيف حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد جميع المتسابقين ومرافقيهم مدة المسابقة، كما تتحمل الوزارة قيمة تذاكر السفر بالطائرة للمتسابق قدوماً ورجوعاً بعد قبول الترشيح، ووصول الاستبانات.
كذلك اعتمدت الوزارة للمسابقة تقديم مكافأة مالية لكل متسابق حضر، واستمعت لجنة التحكيم له قدره «500» ريال مع شريحة هاتف بقيمة خمسين ريالا، إلى جانب الهدايا الرمزية، وهي: عبارة عن حقيبة تحمل شعار المسابقة، وبداخلها جهاز تسجيل صغير، ومصحف جيب، ومصحف مرتل، وكتاب التفسير من إنتاج مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة مع مجموعة مختارة من الكتيبات والشرائط التسجيلية المتنوعة.
جوائز مالية كبرى
كما رصدت الوزارة جوائز مالية كبرى للفائزين الخمسة الأوائل من كل فرع توزع بينهم في الحفل الختامي للمسابقة بلغت قيمتها الإجمالية «888» ألف ريال.
برنامج ثقافي دعوي
وقد أعدت الوزارة بهذه المناسبة برنامجاً حافلاً للمشاركين في المسابقة يتضمن الالتقاء بعدد من أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ وأئمة الحرمين الشريفين، وكذا سيلتقي المتسابقون بأصحاب السمو الملكي أمراء منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، إلى جانب القيام بجولة للاطلاع على جهود الدول في إعمار وتطوير مكة المكرمة ومنطقة المشاعر المقدسة إن شاء الله ، والقيام بزيارات لعدد من المؤسسات الإسلامية والعلمية.
كما أعدت الوزارة برنامجاً مكثفاً للمتسابقين عقب انتهاء المسابقة، حيث سيتوجه المتسابقون إن شاء الله إلى المدينة المنورة، يزورون خلالها المسجد النبوي الشريف والصلاة فيه، ومسجد قباء، وزيارة مكتبة الملك عبدالعزيز، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، والجامعة الإسلامية.
تجمع سنوي عظيم
من جهة أخرى، أجمع عدد من أصحاب الفضيلة رؤساء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة على الفوائد الجمة، والآثار الحميدة للمسابقات القرآنية الدولية التي تنظمها المملكة لناشئة وشباب الأمة الإسلامية وفي مقدمتها ربطهم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتحصينهم عقيدة وخلقاً تجاه ما يستهدفهم من أعداء الله في عقيدتهم وأخلاقهم الإسلامية.
ووصفوا هذه المسابقات بأنها تجمع سنوي عظيم لناشئة وشباب المسلمين، ليتدارسوا كتاب الله الكريم، وليتبادلوا الخبرات في طرق حفظه وتلاوته وتجويده، وفي ذلك فائدة عظمى للإسلام والمسلمين عامة ولحفظة القرآن الكريم خاصة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها رؤساء الجمعيات الخيرية بمناسبة مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره في دورتها الرابعة والعشرين.
الحوافز المادية والمعنوية
ففي البداية، قال فضيلة رئيس محاكم منطقة تبوك ورئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم في المنطقة الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد: إن ما يرصد لهذه المسابقة من جوائز مالية وعينية، يعد دافعاً نحو تحقيق الهدف والمقصود الأعظم من حفظ كتاب الله الكريم، وهو تدبر معانيه، والتخلق بأخلاقه، والعمل بما جاء به، وتلاوته، وقيام الليل به، وغير ذلك من الأعمال العظيمة التي يلتزم بها حامل القرآن الكريم تجاه نفسه وأهله ومجتمعه وأمته الإسلامية.
وأوضح أن حكومة المملكة ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، قد دعمت هذا الهدف الكبير بتعليم القرآن الكريم في جميع مدارسها ومعاهدها وجامعاتها، وشجعت الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في المملكة، حتى أصبحت من المعالم البارزة في تعليم كتاب الله الكريم وحفظه وتجويده.
وأعاد فضيلة رئيس محاكم تبوك التأكيد على أن هذه المسابقة الدولية أوجدت الحوافز المادية والمعنوية، ليس لطلبة الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن في المملكة، بل لكل راغب في تعلم القرآن وحفظه ويعد هذا من أفضل السبل لحث الشباب على التمسك بالقرآن الكريم الذي هو حبل الله المتين لا سيما في هذا الوقت، الذي تصارع فيه قوى الشر وأهل الباطل.
البرهان الصادق
أما فضيلة رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة جازان الشيخ عيسى بن محمد الشماخي أبان أن رعاية المملكة لهذه المسابقة القرآنية الدولية، تأتي تتويجاً لأعمالها الجليلة وبرهاناً صادقاً على خدمتها لكتاب الله تعالى، فهي تستضيف المسابقة وترصد لها الجوائز القيمة تكريماً لكتاب الله ولحامليه.
التقاء شباب الأمة
كما تحدث فضيلة رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم في منطقة القصيم الشيخ الدكتور علي بن محمد العجلان، مؤكدا أن مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم تعتبر انعكاساً لدور المملكة الرائد في خدمة كتاب الله الكريم، واهتمامها البالغ بالإسلام والمسلمين، وقال: إن هذه المسابقة تحقق تجمعاً سنوياً عظيماً لشباب المسلمين، ليتدارسوا كتاب الله الكريم، وليتبادلوا الخبرات في طرق حفظه وتلاوته وتجويده، وفي ذلك فائدة عظمى للإسلام والمسلمين عامة ولحفظة القرآن الكريم خاصة.
مكانة المملكة في النفوس
ومن جانبه، أكد رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم في منطقة المدينة المنورة الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي أن مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم تعد علامة واضحة لمكانة المملكة في نفوس الدول الإسلامية، مشيرا إلى أن عناية المملكة بالقرآن الكريم طباعة وتوزيعاً على مستوى الأفراد والشعوب دليل واضح على اهتمام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وحكومته الرشيدة بالإسلام والمسلمين، وقال: وما إقامة هذه المسابقة في مكة المكرمة إلا دليل واضح على ارتباط المسلمين بقبلتهم التي يتجهون إليها في كل صلواتهم وأدعياتهم، وهذه الرابطة الأخوية الإيمانية دليل على وحدة المسلمين وارتباطهم بهذا البيت العتيق الذي جعله الله مثابة للناس وأمناً.
المؤتمر الإسلامي المميز
وفي السياق ذاته، تحدث فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن محمد الرقيب نائب رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية، فقال: إن اختيار مدينة مكة المكرمة قبلة المسلمين العاصمة المقدسة لهذه البلاد لإقامة مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية سنوياً التي تعنى بحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، اختيار موفق، وذلك لوجود بيت الله الحرام، الذي هو محط أنظار المسلمين، ومهوى أفئدتهم مما يكسب المسابقة صفة روحية، ويجعلها مؤتمراً إسلامياً مميزاً، ينبغي أن يرافقه عمل إعلامي ضخم يوازي جلال المناسبة وأهميتها، ويظهر الدور الريادي الكبير الذي تقوم به المملكة منذ أن وحدها مؤسسها الملك عبدالعزيز رحمه الله وطيب الله ثراه من اهتمام بالقضايا الإسلامية وخدمة الإسلام والمسلمين في مختلف المجالات.
|