* زافيدوفو - استنبول أ ف ب:
استأنف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة محادثاته حول العراق مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يحاول اقناع موسكو بالتصويت لصالح قرار في الأمم المتحدة ينص على اللجوء تلقائيا إلى استخدام القوة ضد بغداد.
وكان بوتين وبلير أجريا مساء الخميس جولة أولى من المحادثات في أحد مقار الرئاسة الروسية في زافيدوفو على بعد حوالي 120 كيلومترا من موسكو.
وأكد بلير ان «لروسيا مصالح مشروعة جدا وتريد ان نراعيها وهذا ما نفعله» في إشارة إلى تأثير حرب محتملة على العراق على الاقتصاد الروسي وأسعار النفط والدين العراقي المستحق لروسيا «من 7 إلى 9 مليارات دولار».
وتعارض روسيا صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي ينص على اللجوء تلقائيا إلى القوة ضد بغداد كما تطالب واشنطن ولندن.
وتسعى واشنطن ولندن إلى إقناع الدول الثلاث الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن «الصين وروسيا وفرنسا» التي تملك حق الفيتو، بضرورة اعتماد قرار ينص على اللجوء تلقائيا إلى القوة في حال لم يحترم الرئيس العراقي صدام حسين شروط الأمم المتحدة.
وبعد تردد في البداية حول اعتماد قرار جديد بشأن العراق، أعربت روسيا عن استعدادها لقبول قرار يشدد شروط التفتيش عن الأسلحة في العراق لكنها لا تزال تعارض استخدام القوة ضد بغداد.
وأعرب الروس عن تأييدهم لمشروع فرنسي يدعو إلى التحرك على مرحلتين عبر اعتماد قرار أول حول ترتيبات نزع الأسلحة العراقية على ان يليه قرار آخر اذا ما اقتضت الحاجة، يحدد الاجراءات التي يجب ان تتخذ ضد بغداد في حال عدم احترامها القرار الأول.
وفي استنبول اعترف وزير الخارجية التركي سوكرو سينا غوريل في مقابلة مع وكالة فرانس برس بأن تركيا تحتفظ «بمئات» من الجنود في شمال العراق.
وأكد غوريل ان «عدد الجنود الأتراك في شمال العراق غير مهم، هم مئات، بضع مئات».
وقد اعترف المسؤولون الأتراك في الفترة الأخيرة بأن تركيا تحتفظ بجنود في شمال العراق لكنهم لم يحددوا عددهم.
وقام الجيش التركي بعمليات توغل عدة في شمال العراق لملاحقة المقاتلين الانفصاليين الأكراد من حزب العمال الكردستاني الذين أقاموا كما تقول أنقرة قواعد لشن هجومات على الأراضي التركية.
وقال سوكرو سينا غوريل ان تركيا تحتفظ بهذا الوجود العسكري للدفاع أولا عن مصالحها الأمنية. وأضاف «إن هذه المصالح الأمنية ما زالت قائمة».
وأكد ان السبب الثاني لهذه الوجود العسكري هو «إنساني» لان «حوالى 600 ألف لاجئ اجتازوا في 1991 الحدود التركية»، وعندما عادوا اضطرت تركيا إلى الاهتمام بمشاكلهم وهذا مستمر.
يذكر ان المسؤولين الأتراك قلقون في الوقت الراهن من امكانية إقدام أكراد العراق على إقامة دولة مستقلة بسبب سيطرتهم على هذه المنطقة منذ انتهاء حرب الخليج في 1991. وردا على سؤال عن امكانية مشاركة هؤلاء الجنود من قريب أو من بعيد في تدخل اميركي في العراق، اعتبر غوريل «لا نستطيع الذهاب إلى الحرب ببضع مئات من الجنود».ورفض غوريل الرد على سؤال عن موقف هؤلاء الجنود اذا ما حاول الفصيلان الكرديان في شمال العراق إقامة دولة مستقلة في هذه المنطقة التي لا تخضع للحكم المركزي العراقي.
وقال «نعتقد بأن أي حل سياسي يجب ان يقوم على وحدة الأراضي العراقية».
|