Monday 7th October,200210966العددالأثنين 1 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

بكاء الطفل وتوتره قد يكونان أول أعراض الالتهاب العظمي بكاء الطفل وتوتره قد يكونان أول أعراض الالتهاب العظمي

التهاب العظام من الأمراض التي تستوجب تشخيصا سريعا وعلاجا أسرع والتأخر في كلتا الحالتين يؤدي إلى مشاكل ومضاعفات قد تستمر مع الإنسان مدى الحياة.
وتلتهب العظام بطريقة مباشرة بسبب جروح في الجلد أو عمليات جراحية أو كسور مضاعفة او وجود جراحات أو التهابات جلدية أو بطريقة غير مباشرة (في اغلب الحالات) وذلك بسبب التهاب في اي جزء من الجسم (اللوزتين، الأذن، الرئتين). ينتقل الالتهاب عن طريق الدم الى العظم ويستقر هناك، وغالبا ما يصيب هذا الالتهاب الاطفال منذ الولادة حتى البلوغ ويقل في مرحلة ما بين 15 60 عاما ثم يعود للارتفاع مرة اخرى نظرا لضعف المناعة بصفة عامة أو وجود بعض الأمراض مثل السكر أو اخذ بعض الأدوية التي قد تقلل من مناعة الجسم. في معظم الأحيان تكون الجرثومة بكتيرية وتختلف نوعية الجرثومة باختلاف عمر الطفل ومقدار مقاومته للامراض، وتختلف ايضا الجرثومة عند المصابين بالأنيميا المنجلية او عند الأشخاص الذين يأخذون أدوية عن طريق الوريد.
ففي الاطفال حديثي الولادة ينتج الالتهاب بسبب مصاعب الولادة أو بسبب التهاب في الحبل السري عند قطعه وفي كبار السن ربما بسبب القسطرة البولية أو بعض الادوية التي تؤخذ عن طريق الوريد.
وعندما تصبح البكتيريا في الدم تسبح فيه الى ان تصل المنطقة المجاورة لمنطقة النمو التي يكثر فيها الدم بالإضافة لنوعية وتركيب الشرايين التي غالبا ما تنتهي في هذا المكان فتستقر البكتيريا وتتكاثر وتكون تجمعا دمويا وصديديا وينتشر الالتهاب بواسطة قنوات تسمى قنوات فولكمان الى المنطقة ما بين العظم والغشاء المغطي له الذي يكون عادة سطحيا ويمكن تشخيصه سريريا.
وعند الاطفال الرضع يمكن ان ينتشر الالتهاب إلى المفصل القريب له نظرا لعبور الأوردة والشرايين منطقة النمو والوصول الى المفصل، ولكن عند الاطفال الأكبر سنا هناك حاجز منطقة النمو التي تمنع انتشار الالتهاب في المفصل القريب وانتهاء الأوردة والشرايين الدموية عند منطقة النمو فقط إلا اذا كانت منطقة الالتهاب في المفصل نفسه.
الأعراض
غالبا ما يكون المريض طفلا صغيرا، فإذا كان حديث الولادة فيغلب عليه البكاء وعدم الرغبة في الشرب وعدم تحريك الرجل المصابة مع ارتفاع في درجة حرارة واضطراب في المزاج، ومعرفة تاريخ ولادة الطفل والالتهابات التي تحدث اثناء ولادته ووجود أي التهاب في منطقة الحبل السري المقطوع أو وجود التهابات في الحلق أو الاذن قد تساعد على التشخيص، وإذا كان الطفل اكبر سنا يلاحظ الآباء عدم مشي المريض وكسلا تاما في الجسم وعدم الرغبة في الاكل مع تحديد مكان الالتهاب (مثل عظمة الشظية أو الفخذ) وعند تحديد مكان الالتهاب الحاد يكون هناك ألم شديد عند الضغط على منطقة الالتهاب مع احتمال عدم تحريك المفصل القريب له خاصة عند انتشار الالتهاب للمفصل مع وجود علامات الالتهاب السطحية مثل انتفاخ واحمرار المنطقة وسخونة في درجة حرارتها مع احتمال تضخم في الغدد الليمفاوية القريبة، ويجب ان نتذكر ان تلك الأعراض قد تتلاشى مع استخدام المضادات الحيوية، وتتميز التهابات كبار السن بأنها تكون في منطقة العمود الفقري التي عادة تأخذ وقتا اطول لتشخيص المرض ويستغرق ظهور الاعراض مدة أطول.
التشخيص
يكون لخبرة الطبيب دور كبير في اخذ تاريخ المرض من الطفل أو والديه، وللفحص السريري دور مهم ايضا في التشخيص السريع والمؤكد، فيجب على الطبيب اخذ وقت كاف لفحص المريض الذي عادة لا يرغب في ذلك وقد يكون متوترا وباكياً وذلك ما يصعب من عملية التشخيص الاولى.
وهناك عوامل اخرى تساعد على التشخيص مثل ارتفاع درجة الحرارة مع ارتفاع في كريات الدم البيضاء ونسبة تخثر كريات الدم الحمراء وربما يكون هذان العاملان طبيعيين في الاطفال الرضع أو كبار السن، وقد تكتشف الجرثومة بواسطة مزرعة الدم التي قد تعطي نتيجة إيجابية في حوالي 50% من الحالات. كذلك فإن اخذ عينة من المادة الملتهبة وارسالها الى المختبر لمعرفة نوعية الجرثومة يعتبر من اهم التحاليل التي تساعد الطبيب على تحديد نوعية ووقت العلاج.
أما بالنسبة للأشعة السينية فغالبا ما تكون طبيعية في اول عشرة ايام من الالتهاب، وفي نهاية الاسبوع الثاني تبدأ عادة علامات تكون عظم جديد اذا كان الالتهاب بكتيريا، ويجب الا ينتظر الطبيب حتى تتكون هذه العلامات حتى لا يصبح العلاج متأخرا جدا. وتحدد الأشعة النووية مكان الالتهاب ومقداره وأيضا تستبعد وجود التهاب آخر في الهيكل العظمي كله، بينما تساعد الأشعة المغناطيسية على التفريق بين التجمع الدموي والتجمع الصديدي في الحالات التي لا تكون عادية.
العلاج
يجب علاج المريض داخل المستشفى فيبدأ بإعطائه خافضا للحرارة ومسكنات الألم بصورة مستمرة مع تناول الكثير من السوائل عن طريق الفم ويفضل عن طريق الوريد لتقليل نسبة الجفاف الذي يحدث بسبب ارتفاع درجة الحرارة، كما يجب ان توضع الرجل المصابة في جبيرة حتى تعطي المريض راحة، وتقلل الألم، وأيضا تمنع تيبس المفصل القريب منه، أما إذا كان الالتهاب في منطقة الورك فيجب وضع شد للرجل لتقليل الألم ومنع اي احتمال خلع للمفصل.
أما العلاج بواسطة المضادات الحيوية فهو جزء أساسي لعلاج الالتهاب ويجب ان يبدأ منذ دخول المريض للمستشفى وعند عمل مزرعة الدم ومزرعة للمادة الملتهبة يبدأ مباشرة في ذلك ولا ينتظر نتيجة التحاليل لأنها تأخذ في الغالب اكثر من 48 ساعة ولكن يكون لخبرة الطبيب دور في اختيار نوع او انواع المضادات الحيوية المستخدمة حتى تأتي نتيجة المزرعة التي في اغلب الاحيان تتطابق مع نظرة الطبيب في نوعية البكتيريا والمضاد الحيوي المناسب له.
أما العلاج الجراحي وتفريغ الخراج فيتم إذا لم يستجب المريض للمضاد الحيوي لمدة ما بين 36 48 ساعة أو اذا استمرت الأعراض أو زادت. وبعد العملية يجب وضع الرجل في جبيرة حتى لا تتعرض لكسر نظرا لضعف العظم بسبب الالتهاب مع تحريك المفاصل القريبة ويستمر غالبا المضاد الحيوي لمدة 3 اسابيع عن طريق الوريد بالمستشفى و3 أسابيع أخرى عن طريق الفم، ويتابع المريض اسبوعيا في العيادات الخارجية ويتم إجراء تحليل للدم وأشعة متى ما لزم ذلك مع بداية وضع وزن على الرجل المصابة.
وأخيرا بكاء الطفل وتوتره ربما يكون أول أعراض التهاب العظم ويجب ان يؤخذ بجدية.

د. عبدالله الصبي - أخصائي أطفال مدينة الملك عبدالعزيز الطبية

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved