في هذا الزمن زادت ملوثات البيئة بسبب زيادة حركة الصناعة والزراعة والميكنة الآلية، وادخال المواد الصناعية في الزراعة والصناعة.. وهي لا شك مواد ضارة بالبيئة وبالصحة العامة فهدف هذه الأساليب مادي بحت.. هدفها الربح المادي بأقصر الطرق حتى ولو كان في ذلك ضرر على الانسان.. وفي منطقة القصيم بدأت ملوثات البيئة تغزوها شيئاً فشيئاً بعد أن غزت مدنها، هذه الملوثات بدأت شيئاً فشيئاً بدون أي رقيب لهذا التعدي الصارخ على البيئة وعلى الانسان بهذه الملوثات التي جاءت بسبب جشع مادي بحت على حساب عدد من الأشخاص.. هم بعيدون كل البعد عن هذه الملوثات.. ومن هذه الملوثات:
مشاريع الدواجن:
ولا أدل من ضرر مشاريع الدواجن في القصيم من شكوى أهالي بلدة «أوثال» شمال مدينة بريدة من مشروع ضخم للدواجن بجوار هذه البلدة.. ومن تضرر أهاليها من الأجواء الفاسدة التي ينشرها هذا المشروع حولهم.. بل هو قريب من «بريدة» بسكانها فإذا كانت الرياح شمالية انتقلت هذه الأجواء الموبوءة بالكبتريا.. والروائح الكريهة إلى هذه المدينة ليتنفسها الأهالي وعلى الرغم من وضع «فلاتر» للهواء إلا أن الضرر لا يزال قائماً، والضرر الأشد هو من هذه المخلفات من مواد كيميائية يتغذى عليها ملايين الدواجن في هذه الحظائر ومن بقاياها.. وهناك مشروع آخر للدواجن ضخم كذلك في مثلث ذهبي بين ثلاث من مدن القصيم «عنيزة، البكيرية، البدائع»، وقد نشأ هذا المشروع في «الغميس» هذه الرمال التي هي متنزه أهالي هذه المدن في الربيع الرائع وفي ليالي الصيف الحالمة.. جاء هذا المشروع فشردهم عن متنزهم وعن «الخبيِّبة» كذلك برياحه الكريهة والتي تفوح منها روائح الكيماويات التي تسد النفس وخصوصاً إذا كانت الرياح هادئة نظراً لقربه الشديد من منتزهات «الغضا».. اضافة إلى ما يلقى من المخلفات من هذه المشاريع حولها.. إن قوانين منظمة الصحة العالمية تحدد مشاريع الدواجن بمسافة لا تقل عن «150 كم» فكيف نشأت هذه المشاريع في وسط التجمعات السكانية. كما نشأ مؤخراً مشروعان آخران بين «البدائع والرس» هذان المشروعان الواقعان على الطريق الواصل بين البدائع والرس ينفثان روائح كريهة ومنتنة وخصوصاً من مخلفات الدواجن ومن المواد الكيماوية المستخدمة في التنظيف أو التغذية.. إذا مر الشخص بسيارته مروراً «في بعض الأوقات» يكاد يصاب بالصرع ويفقد سيطرته على سيارته بسبب هذه الروائح المنتنة والتلويث المستمر للبيئة الصحية في هذه المناطق.. وقد يقول البعض إن هناك تعقيما.. وفلاتر للروائح ولكن كل ذلك لا يبرر السماح بوضع هذه المشاريع قرب المدن ووسط التجمعات السكانية.. لا بد من دراسة إبعاد هذه المشاريع.
مصنع الأسمنت:
هذا المصنع الواقع شمال مدينة بريدة.. أصبح داخل نطاقها العمراني ويقع على مرتفع تقع أسفله مخططات سكنية.. وفي كل يوم ينفث هذا المصنع سحباً هائلة من الغبار والذي يسقط أطناناً على مدينة بريدة.. الأشجار بجانبه أصبحت باهتة محملة بالغبار ولابد من إبعاده عن المدينة.
الكسَّارات:
تتركز هذه الكسارات في المنطقة الواقعة بين بريدة وعنيزة وهي إلى عنيزة أقرب.. وتنفث في كل يوم سحباً هائلة من الغبار الذي ينتقل إلى هذه المدن ويتنفسه أهاليها.. وقد بدأت المدينتان تزحفان نحو منطقة الكسارات هذه ولا بد من ابعادها بعيداً عن هذه المدن.
مياه الصرف الصحي:
هذه المياه يتم زجها في مناطق ذات كثاقة سكانية كما هي في بريدة، أو في أودية ذات مناطق زراعية كما هو في محطة معالجة مياه الصرف الصحي بالرس والتي يتم إسالتها في وادي الرمّة.. هذه المياه تحتوي على مواد كيميائية سامة وتشرب منها البهائم.. وقد نفق حوالي 15 بعيراً بعد شربها من هذه المياه.. كما ان مياه وادي الرمة تجري في هذه المياه السامة والملوثة نحو مزارع «البدائع» ولا بد من تنقيتها ثلاثياً لتفادي خطرها وعدم تكرار هذا الخطأ في محطة «البدائع - رياض الخبراء والخبراء - الكبيرية» وايجاد حل لمياه الصرف في عنيزة.
5- حرق المزارع: وأعني به حرق «التِّبْن» ومخلفات المزارع مما نتج عنه سحب هائلة من الدخان تساق نحو التجمعات السكانية.. ونحو المدن.. وعلى هذا وجب التنبيه على المزارعين بجانب المدن بعدم حرق هذه المخلفات. كما أن المزارع التي تحتوي على بيوت محمية تحرق بجانبها بقايا هذه البيوت من «بلاستك» ومواد كيماوية خطرة يومياً وبكميات كبيرة مما يلوث الأجواء وعلى هذا فيجب أن تقوم المحافظات والمراكز بمعاقبة من يقوم بمثل هذه التصرفات الأنانية الرعناء.. حيث بالامكان حمل هذه المخلفات إلى أماكن طمر النفايات التي تحددها البلديات. هذه بعض ملوثات البيئة في القصيم.. وهناك الكثير غيرها فهل من مجيب!!
م.عبدالعزيز بن محمد السحيباني - البدائع |