تتعرض المرأة لكثير من التغييرات الجلدية في فترة الحمل نتيجة لتأثير الهرمونات. بعض هذه التغييرات يصيب معظم السيدات ولذلك عدّت تغييرات فسيولوجية غير مرضية بينما توجد أمراض جلدية نادرة خاصة بالحمل فقط وتصيب عدداً قليلا من السيدات لن يتم ذكرها هنا.
1- اللون:
يتغير لون الجلد في فترة الحمل ويميل إلى الاسمرار الذي يحدث في حوالي 90% من الحوامل ويكون أكثر وضوحا عند ذوات البشرة السمراء بالرغم من أن هذا الاسمرار قد يشمل جميع الجسم إلا أنه يتركز في الوجه «الكف، الابطين، الثدي، الأعضاء التناسلية، أعلى الفخذين وخط البطن».
يتحسن اللون عموما ويختفي الاسمرار بعد الولادة ولكن يظل هناك بعض اللون بالذات عند ذوات البشرة السمراء.
يصيب الكلف حوالي 50 - 70% من النساء الحوامل كما يصيب حوالي 5 - 34% من السيدات اللائي يتناولن أقراص منع الحمل.
يزيد التعرض للشمس والأشعة فوق البنفسجية من حدة الكلف كما يساعدان على استمرار وعدم تحسن الكلف.
توجد عدة أنواع من الكلف على حسب مستوى المادة الملونة في طبقات الجلد ويمكن للطبيب المعالج التعرف على نوع الكلف من الفحص بجهاز الWoodilight مما يساعد على وصف نوع العلاج الملائم لكل حالة.
عادة يتحسن كلف الحمل في السنة الأولى بعد الولادة لكن يمكن أن يتكرر مع الحمل مستقبلا أو مع استخدام أقراص منع الحمل كما أنه لا يتم أي تحسن في حوالي 30% من الحالات.
يعتمد علاج الكلف على استخدام أنواع معينة من الكريمات مع تجنب التعرض للشمس وتناول أقراص منع الحمل. من المهم توعية المرضى وحثهم على استخدام الكريمات الواقية من الشمس، بالإضافة الى الكلف فإن النمش والحسنات الموجودة قبل الحمل تصبح داكنة اللون وقد يزداد عددها في فترة الحمل.
2- الجهاز الدموي:
تحدث التغييرات في الجهاز الدموي نتيجة تضخم وتوسع وعدم استقرار الأوعية الدموية مما يؤدي الى ظهور أوديما «وذمة» على الوجه واليدين والأقدام في حوالي 50 - 80% من السيدات تكون الوذمة واضحة عند الصبح وتتحسن لاحقا أثناء اليوم.
قد تعاني بعض السيدات من ظهور الأوردة الدوالية نتيجة ضغط الرحم المتضخم على الأوردة الحوضية.
تحتقن اللثة وتميل إلى النزف عند السواك كما قد يتكون ورم لثوي حبيبي يميل إلى النزف السريع عند حوالي 2% من السيدات. يتقلص هذا الورم بعد الولادة لكن في بعض الحالات قد يحتاج إلى عملية جراحية بسيطة لازالته.
3- الشعر والأظفار:
تلاحظ بعض السيدات زيادة ملحوظة في شعر الجسم خاصة في الوجه وبدرجة أقل في الذراعين، الساقين والشهر.
يقل هذا الشعر تلقائيا في حوالي 6 أشهر بعد الولادة ولكن إذا استمر في الازدياد فيجب التأكد من عدم وجود خلل هرموني.
يتحسن شعر الرأس بدرجة كبيرة في فترة الحمل ولكن بعد الولادة بحوالي 2 - 4 أشهر يبدأ الشعر في التساقط نتيجة لازدياد عدد الشعرات التي تدخل مرحلة الراحة بعد الولادة، يتحسن هذا التساقط في حوالي 1-5 أشهر ولكن في بعض الحالات قد يستمر لعدة أشهر. يحتاج الشعر لعدة أشهر حتى يعود إلى حالته الطبيعية لكن من المهم جداً أن تعالج أي نقص في العناصر المهمة لتمد الشعر مثل الحديد والزنك.
4- الغدد العرقية والدهنية:
يزداد افراز الغدد العرقية في الجسم ما عدا في راحة الكفين حيث تقل كمية العرق، يقل افراز الغدد الApogine مماي يؤدي إلى تحسن واضح في المريضات اللاتي يعانين من مرض الHidradenitis
Suppurativa أثناء الحمل.
يزداد افراز المادة الدهنية «سيبم» من الغدد الدهنية مما يؤدي إلى ظهور حب الشباب عند بعض السيدات لأول مرة أثناء الحمل، أيضا تتضخم بعض الغدد الدهنية الموجودة في هالة الثدي وتبدو واضحة بشكل حبيبات في أوائل الحمل.
5- تشققات الحمل:
تظهر تشققات الحمل في حوالي 90% من السيدات في الصدر، البطن، والفخدين.. يكون لون التشققات ارجوانيا في البداية ثم يخف اللون بالتدريج مع الزمن حتى يصبح باهتا لكن لا يختفي نهائيا. يمكن استخدام بعض الكريمات الموضعية منذ بداية الحمل وحتى بعد الولادة لتقليل كمية التشققات.
6- حكة الحمل:
تعاني بعض السيدات من حكة في فترة الحمل مع عدم وجود أي طفح جلدي في البداية لكن الحك الشديد قد يؤدي الى ظهور كشط جلدي لاحقا.
تختفي الحكة بعد الولادة لكن قد تتكرر في الحمل مستقبلا أو مع تناول اقراص منع الحمل، في حالة الحكة الشديدة يمكن اعطاء المريضة بعض العلاجات لمساعدتها.
د. آمنة محمد شريف استشارية الأمراض الجلدية - مركز د. سليمان الحبيب الطبي
|