الأديب الشيخ عبدالله بن خميس ليس في حاجة إلى تقديم، ومهما يكن من محاولة في ذلك فإني سأظل عاجزاً عن إبراز جوانب الخصب والعطاء الفكري في حياة هذا الأديب وسيظل هو الأديب العملاق عبدالله بن خميس لا جديد في تعريفه..
ولأن الحديث عن الشيخ الأديب المدرك والشاعر العملاق والمسؤول المخلص وصاحب الاتجاه القويم في خلقه وأدبه، ومن ثم الشيخ الانسان المتسامي عن السفاسف ومبتذل القول لايمكن بحال ليكون بالتالي مقدمة لمثل هذا الحديث القصير فإني أقدمه بدون مقدمة.
المحرر
* من هو الأديب؟!
- الأديب من سلم قلمه ولسانه من اللحن واكتنزت جمله من كلام العرب الرصين المتين. وظهر ذلك على عذبة لسانه وشذرة قلمه، ولم تعوزه الكلمة ليضعها موضعا في المعنى المطلوب، وظهر في خلقه أدب النفس كما ظهر في مسلكته أدب الدرس.. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ان يبدو أثره في مجتمعه واضحا جلياً، بمعنى ان يحذر وينذر ويبشر ويكون لأمته بمثابة الرائد لقومه، وان تتغلب عليه نزعة الأدب للخيال..
* كيف ترون الأدب الآن؟
- أدب الأمة جزء من واقعها، ولا يمكن لأمة ان تبلغ الذروة في حقل من الحقول بين سائر الحقول لاتزال آخذة في سبيل ترقيتها وتنميتها، فأدبنا جزء من واقعنا.. فحتى تبلغ الأمة مبلغاً من العلم والثقافة والوعي نرى أننا في مجال الأدب آخذين في الأسباب، سائرين على الطريق، ومن سار على الدرب وصل.على أن أخوف ما أخافه على مستقبل أدبنا هو ما نراه من اندفاع كثير من الناس لدعوى الأدب، وان تذهب صحافتنا تملي لهؤلاء وتفسح لهم المجال ونزيد بأن نسميهم أدباء والأدب وهؤلاء في واد آخر.
ثم مانراه ونسمعه ونقرؤه من خبط وخلط في متن اللغة العربية مما يصك الأسماع ويغثي النفوس ويؤذي العيون.
ثم هذا الوافد المستهجن الدعي، الذي يسمونه شعرا منثورا، هذا من العجر والبجر التي يتعرض لها أدبنا اليوم.
* ألا يمكن ان نعتبر الشعر الحر كجدول من نهر الشعر المقفى، وإذا لم يكن.. فماهو الفرق الجوهري بينهما؟
- لايمكن ان نعتبر هذا لأن الجهة كما يقولون منفكة، ولا علاقة بين هذا الذي يسمونه شعراً، وبين الشعر إلا بالتسمية فقط من أجل هذا اعتبر أنه لاصلة ولا قرابة تربطهما!!
* كتابكم (الأدب الشعبي في جزيرة العرب) أصاب نجاحا كبيرا مافي ذلك شك.. ولكن.. ألم تفكروا في إصدار كتاب أو كتب أخرى توضح جوانب أخرى لهذا اللون من الأدب؟
- أفكر في ذلك، وتقوم في ذهني فكرة، وهي ان أنتقي من عيون الشعر الشعبي طائفة وأقوم بنشرها.
وقد سبق ان طلب إلي المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالله السليمان الحمدان أن أقوم بهذا العمل، وأستعد بنشره على حسابه.. إلا أنه عاجلته المنية قبل ان يتم شيء من ذلك.
|