* واشنطن - طهران - نيويورك - الوكالات :
أكدت الولايات المتحدة عشية زيارة رئيس المفتشين الدوليين لنزع الأسلحة العراقية هانس بليكس إلى واشنطن، انها لا تريد ان تتوجه بعثة المفتشين الدوليين إلى العراق قبل حصولها على تعليمات جديدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر «لا نعتقد ان المفتشين يجب ان يذهبوا بموجب الترتيبات الحالية» التي تحكم مهمتهم. وأشار إلى ان بليكس سيلتقي بعد ظهر غد الجمعة وزير الخارجية كولن باول.
وأكد باوتشر ان واشنطن لا تريد «منع المفتشين» من القيام بعملهم بل على العكس تريد ان «يحصلوا على الدعم الكامل وعلى السلطة الكاملة من مجلس الأمن الدولي» قبل توجههم إلى العراق.
وتشترط الولايات المتحدة لعودة المفتشين إلى العراق استصدار قرار جديد من مجلس الأمن وترى انه يجب ان يكون أكثر قوة وأكثر قسوة.
ومن جهة أخرى، أوضح باوتشر ان باول أجرى مشاورات هاتفية جديدة مع وزراء خارجية بريطانيا جاك سترو وفرنسا دومنيك دو فيليبان وألمانيا يوشكا فيشر كما سيجري اتصالا هاتفياً مع نظيره الروسي إيغور إيفانوف.
وأضاف ان مسألة «تلقائية» اللجوء إلى القوة في مشروع القرار الذي تريد واشنطن ولندن ان تتبناه الأمم المتحدة هي أحد أبرز المسائل التي تتم مناقشتها.
وتعترض باريس وبرلين بشدة على اللجوء التلقائي إلى القوة ضد بغداد.
وأشار باوتشر إلى ان «هذه المسألة هي من ضمن المواضيع التي يتم بحثها، إننا نعمل بشكل وثيق على هذه المسألة مع الفرنسيين والألمان والروس ودول أخرى».
وفي نيويورك ألمح كبير مفتشي الأمم المتحدة لنزع أسلحة الدمار الشامل العراقية هانس بليكس خلال عرضه لنتائج محادثاته مع وفد عراقي أمام مجلس الأمن الدولي إلى تخليه عن عودة المفتشين إلى العراق اعتبارا من منتصف الشهر الجاري.
وقد استبعد بليكس على ما يبدو وصول أول فريق إلى بغداد في منتصف تشرين الاول اكتوبر كما أعلن في بداية الأسبوع الجاري في فيينا، مكتفيا بالتعبير عن أمله في «ألا يستغرق ذلك وقتا طويلا».
وأكد بليكس في ختام جلسة مجلس الأمن الدولي الخميس ان عودة المفتشين إلى العراق مرتبطة بمجلس الأمن الدولي.
من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان انه يعود إلى مجلس الأمن الدولي ان «يقرر اليوم أو الأسبوع المقبل المرحلة المقبلة»، موضحا ان بليكس «سيواصل استعداداته في هذه الأثناء».
وأكد أنان للصحافيين ضرورة «التركيز على مسألة إزالة الأسلحة» في ما يبدو انتقاداً ضمنياً لتصريحات المسؤولين الأمريكيين حول إطاحة نظام الرئيس صدام حسين.
وأوضح ان مجلس الأمن الدولي «يناقش مدى ضرورة تعزيز نظام عمليات التفتيش لتجنب تكرار نقاط الضعف التي شهدناها في الماضي وانتظار ما سيسفر عنه ذلك». وتابع انه «في حال تبني مجلس الأمن قراراً جديداً يتضمن توجيهات جديدة لبليكس فسيكون عليه أخذها في الاعتبار قبل ان يواصل مهمته».
وقد ذكرت مصادر دبلوماسية متطابقة ان أي مشروع لم يعرض الخميس على المجلس.
لكن عدداً كبيراً من النصوص التي لم يعرف مصدرها ولم تعترف بها الجهات التي كان يعتقد انها أصدرتها، سواء كانت بريطانية أمريكية أو اوروبية، يجري تداولها في الكواليس منذ نهاية الأسبوع الماضي.
وأضاف الدبلوماسيون ان أيًّا من الدول لم تتحدث عن امكانية استخدام حق النقض «الفيتو» لكن أيًّا منها لم يجمع أيضا الأصوات التسعة اللازمة لاعتماد نص.
وأكد البيت الأبيض ان قراراً جديداً ضروري لأن «عودة المفتشين بشروط النظام الحالي تجعل من المستحيل تسميتهم مفتشين ولن يكونوا سوى سياح يقومون بنزهة».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ريتشارد باوتشر «لا نعتقد انه على المفتشين التوجه إلى العراق بموجب النصوص الحالية» التي تنظم مهمتهم، مؤكدا ان بليكس سيلتقي بعد ظهر اليوم الجمعة وزير الخارجية الأمريكي كولن باول.
وأكد باوتشر ان واشنطن «لا تريد منع المفتشين» من القيام بمهمتهم بل ان «يتمتعوا بالدعم الكامل والسلطة الكاملة لمجلس الأمن الدولي» قبل ان يتوجهوا إلى العراق.
وتثير مسألة اعتماد قرار جديد خلافات بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
وتعارض الولايات المتحدة وبريطانيا توجه المفتشين إلى العراق قبل اعتماد قرار جديد حول عمليات التفتيش ينص على امكانية استخدام القوة في حال مخالفة العراق بنوده.
وترى فرنسا والصين وروسيا ان قراراً جديداً لا يجدي وتعارض في كل الأحوال ان ينص قرار من هذا النوع على امكانية اللجوء إلى القوة بشكل آلي.
وأعلنت روسيا مسبقا معارضتها لمشروع قرار أمريكي بريطاني قاس جدا.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف ان «هذه الوثيقة لا تؤدي سوى إلى تعزيز قناعتنا بان موقفنا المؤيد لاستئناف عمليات التفتيش بسرعة والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة بدون اللجوء إلى القوة، صحيح».
وأكد سلطانوف ان توجيه إنذار إلى العراق بدون الحصول قبل ذلك على تقييم لبرامج تسلحه «لن يكون بناء».
في المقابل، عبر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مجددا عن دعمه لموقف واشنطن. وقال للصحافيين في بلاكبول «بريطانيا» ان قرارا ينص على استخدام القوة «أساسي» معتبرا ان «دبلوماسية لا تساندها القوة عند مواجهة ديكتاتور لا تجدي ولا تؤدي إلى نتيجة».
وعلى هامش مناقشات مجلس الأمن الدولي قال باول انه بحث مع موسكو ودول أخرى في النتائج الاقتصادية والسياسية لإطاحة نظام صدام حسين.
من جهة أخرى، ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية ان مسؤولين أمريكيين واسرائيليين التقوا في واشنطن الخميس للبحث في التهديدات العراقية والعملية العسكرية الأمريكية المحتملة ضد العراق.
وقد أعلن وزير الدفاع الايراني علي شمخاني في حديث تنشره صحيفة «الرأي العام» الكويتية أمس الجمعة ان ايران لن تعتبر الطائرات الأمريكية «معادية في حال اخترقت الأجواء الايرانية بالخطأ» اذا تعرض العراق لضربة عسكرية.
وقال شمخاني «إن ايران لن تعتبر الطائرات الأمريكية معادية في حال اخترقت الأجواء الايرانية بالخطأ اذا بدأت العمليات العسكرية ضد العراق».
من جانبه، مدد مجلس الأمن الدولي الخميس ستة أشهر مهمة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة الحدود بين العراق والكويت التي تراقب منذ 1991 المنطقة المنزوعة السلاح بين البلدين.
|