هو الشاعر الكبير/ سليمان الناصر الشريم رحمه الله شاعر نظم، ومحاورة قال هذه الابيات من قصيدة طويلة وينصح فيها ابنه حيث يقول:
افهم وصاتي يا عزيز وانا ابوك
دامك صغير وغاية العلم يقراك
تراه ما ينفعك عمك والا اخوك
لا صار ما تقضي لزومك بيمناك
وربعك اليا بان الخلل فيك عافوك
اقرب قريب الك من الناس يشناك
ان كثر مالك صدقولك واطاعوك
وان قل ما بايديك شانت سجاياك
ومن وصايا هذا الشاعر لابنه قوله:
احلم على الجاهل ترى الحلم مبروك
وقم للضعيف اللي من الغبن ينخاك
وادمح خطاء جيران بيتك اليا اذوك
ترى القصير وحرمة الجار بحماك
وقم للضيوف اليا عنو الك وضافوك
اغلا كرامتهم حجاجك وبشراك
واعرف ترى مالك من الضيف مشروك
لولاه يطلب حاجته منك ما جاك
الموت سنة الحياة عن ذلك قال شاعرنا هذه الأبيات:
الموت يا عزيز مشيد اخيامه
لينه خذ المقصود غصبٍ علينا
لو ان من يبكي يحصل مرامه
كان اجتمعنا له جميع وبكينا
مير البكاء ما يخر الا الندامه
الموت ماهشناه عن والدينا
أما قصائد المدح فهذه أبيات من قصيدة طويلة يمتدح بها شاعرنا جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله حيث يقول:
جميع المكارم حازها من فروعها
حواها ولبس من اجود الجود سرباله
تواما له الارسان من كل ديره
احد سايقه ذنبه واحد شاقٍ حاله
ترجى مواعيده وتحمد وهايبه
وعطاياه تغني من عنى له ومن جاله
ينقل له الهزلان من نازح النيا
وتعيش اليتاما والمساكين بظلاله
أما قصائد شاعرنا الغزلية فهي كثيرة نختار منها هذه الأبيات من أشهر قصائد شاعرنا حيث يقول:
سرى البارق اللي له زمانين ما سرا
صدوق المخايل بارقه يحذب الساري
على فرعة الوادي وسيله تحدرا
تغني طيور الماء على حاير الجاري
مرابي غزال عقب عرفه تنكرا
عليه الله اكبر كل ما حل له طاري
برى الجرح منه ومني الجرح ما برا
وهو يحسب انه يوم طال المدى باري
ومن قصيدة غزلية أخرى يقول شاعرنا:
يا الله من مدات جودك يا أبا الجود
يا عالمٍ بمغيبات الليالي
تفرج لقلبٍ من مناويه مردود
عليه من غارات بقعاء ميالي
على عشيرٍ بدل الود بصدود
والود حنت له قلوب الجمالي
ومن قصيدة أخرى يقول شاعرنا:
يا الله يا مجري القمر من مغيبه
يا مرجعه للشرق من عقب تغريب
تفرج لعينٍ من وجعها مريبه
عيا يفيد ابها الدواء والتطابيب
هذا لها خامس شهر مستصيبه
بين الرجاء والياس والخبث والطيب
على الذي من دونه ارضٍ تعيبه
ما يصلنه متعبات المناجيب
ليت الهبوب اللي تجينا تجيبه
لا شَّرقت من نجد من غير تجنيب
ومن قصائد شاعرنا الشهيرة هذه الأبيات الغزلية:
حيا الله اللي يغيب ويسرع الرده
اللي يجيني ليا منه تباطاني
قلبي يحبه وحالي كنها القده
ودي بشوفه ودونه حوم عقباني
يا صاحبي جارك الله ويش هالصده
ماهو بحقٍ تولعني وتنساني
ترى حلاة الهوى لا طالت المده
ماهو بيومٍ صديق ويوم قوماني
ان كنت مانت بمصافني على الشده
وقت الرخا واجدٍ ربعي وخلاني
هذا احد المواقف التي جرت لشاعرنا حيث كان في عام 1351هـ، ذاهبا الى الحج وعند وصوله عفيف اصيبت راحلته..
وصادف ذلك مرور موكب سمو الامير محمد بن عبد العزيز «رحمه الله» فقال شاعرنا هذين البيتين:
لا تخليني تراي بمزهبي ونعالي
طالت السيرة عليَّ ولامعي خرجيه
كان ما حملتني بالموتر الحمالي
عدني من فوق جبه قربةٍ مملية
وقد اذن له سمو الامير بالركوب معهم الى الحجاز واكرمه.
رحم الله شاعرنا وأموات المسلمين.. والى اللقاء مع شاعر آخر..
وتقبلوا تحياتي..
