|
|
شاءت ارادة الله جلت قدرته قبل شهر من الآن ان ينتقل الى الرفيق الاعلى رجل فاضل وصديق عزيز تحلى طيلة حياته بكل الصفات الطيبة التي يتمناها كل انسان لنفسه، انه الاستاذ المحبوب محمد بن صالح البنيان، كنت لحظة وفاته اقضى اجازة في سوريا وما اصعب الخبر الذي وافاني به ابنه صالح وكان معي ساعتها صديقي وصديقه الاخ ابراهيم الزيد عندما قال لي: عظم الله اجرك في الوالد ولحظتها ما كان امامي ازاء هذا النبأ الاليم الا ان ارضى بقضاء الله وقدره وان ادعو له من الاعماق بالرحمة والمغفرة وان يجبر الله مصابي فيه ومصاب ذويه ومحبيه، ومع هذا سيطر علي الالم سيطرة تامة لانني بفقده فقدت اخاً وصديقاً وفياً ورفيق عمر لم تشهد علاقتي به طيلة عدة عقود اي شيء يكدر صفوها بل انها مع مرور كل يوم تزداد عمقاً ومتانة، وليس هذا شأنه معي وحدي بل مع كل اقاربه واصدقائه ومحبيه فبأخلاقه الفاضلة وصفاته الحميدة وسجاياه الطيبة فرض احترامه على الجميع وفوق هذا كله ولقربي منه فقد عرفت عنه اشياء كثيرة على رأسها مخافة الله وبره بوالديه واعمامه وعماته واخوانه واخواته وكل اقاربه كما عمل علي تربية اولاده تربية ممتازة ولم يغفل ابداً عن الجوانب الانسانية فقد كان ما بين فترة واخرى وبما لا يعلم به الا الله يمد يد العون لذوي الحاجة بما تسمح به امكانياته. واثناء عمله بالدولة كان نعم الموظف يؤدي عمله بكل امانة واخلاص ولهذا حظي باحترام رؤسائه وزملائه وانهى عمله هذا بسمعة طيبة وتقدير لما بذله. وفي العمل الخاص الذي تبناه بعد عمله في الدولة اسس هذا العمل على الصدق والنزاهة والمعاملة الحسنة مع كل من ارتبط معهم ببيع وشراء. اما زملاؤه في الرحلات البرية التي مضى عليها اكثر من ثلاثين سنة وانا احدهم فحدث ولا حرج، طيبة متناهية ومشاركة مستمرة والقيام اثناء الرحلة بعدة ادوار، وفي بعض الاحيان يكون متعباً لكنه مع ذلك يصر على مساعدة زملائه واداء الادوار التي اعتاد على ادائها وفي آخر رحلة برية كنا نقضيها شمال روضة ام القطا كان رحمه الله في رحلة عمل بدبي ولما علم بخروجنا انهى عمله وعاد الى الرياض وعلى الفور انضم الينا في البر مع انه كان قد بدأ يعاني من المرض الذي توفي فيما بعد على اثره، وهذا ما جعل رفاقه يحزنون عليه ويتألمون كثيراً لموته وله صفات ومزايا حسنة كثيرة يصعب حصرها وخاصة على من لايزال مثلي يشعر بالالم والحزن بفقد هذا العزيز الغالي. |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |