Friday 4th October,200210963العددالجمعة 27 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

عدد من أئمة وخطباء المساجد يؤكدون لـ « الجزيرة »: عدد من أئمة وخطباء المساجد يؤكدون لـ « الجزيرة »:
برنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها خطوة في الطريق الصحيح وتعاون الجميع يضمن النجاح

* الجزيرة خاص :
وصف عدد من أئمة وخطباء المساجد في بعض مدن المملكة برنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها الذي أعلنت وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد عن البدء في تنفيذه قريبا في مختلف مناطق المملكة بأنه من البرامج الرائدة التي تقوم بها الوزارة لخدمة بيوت الله، تواصلا مع العناية الدائمة من قبل ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة والاهتمام بالمساجد بناء وتعميرا وصيانة ونظافة.
وأكدوا في تصريحات لهم على ضرورة أن يتعاون الجميع من مواطنين ومقيمين مع القائمين على هذا البرنامج في العناية ببيوت الله لما لها من مكانة عظمى في قلوب المسلمين وما تؤديه المساجد من رسالة جليلة تجاه المسلمين.
راشد الزهراني:
أقترح عقد مؤتمر تقدم فيه نماذج تبين عظمة خدمة بيوت الله
عبدالله التويجري:
تكوين لجنة عليا وتعاون الجميع سيضمنان نجاح العمل
الأمن الديني والفكري
في البداية عبر إمام وخطيب جامع الهادي بالرياض الشيخ راشد بن عثمان الزهراني عن سروره البالغ بتبني وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد برنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها، مشيرا الى انه سعيد جدا بما رآه من عناية ورعاية من لدن حكومة هذا البلد المعطاء، وحث معالي الشيخ صالح آل الشيخ المسؤولين المعنيين في الوزارة على الإسراع لاستكمال مشروعات إعمار المساجد، كما سرني ذلك التقرير الذي يبدي اهتمام ولاة الأمر ببيوت الله.
واستدرك قائلا: وما ذاك إلا ادراك منهم بأهمية ودور الجامع والمسجد في توجيه الناس وإرشادهم والحفاظ على أمن المجتمع، الأمن الديني والفكري، والأمن من الوقوع في الجرائم، ولكن من الخطأ قصر بناء المساجد على جانب واحد وهو الحسي، إذ إن إعمار المساجد له جانبان: الاول إعمار حسي بتشييد المساجد، والآخر إعمار معنوي، وذلك بجعل المساجد شعاعاً، وشعلة انطلاق للتنافس في الخيرات، وتقييم الفكر، وتقديم القدوة والأسوة الحسنة للناس.
وقال: كلما تأملت السيرة في هذا الجانب تستوقفني قضية مهمة وهي أن اول عمل قام به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة هو بناء المسجد، ولم يكن مفهوم المسجد آنذاك أداء الصلوات الخمس فحسب. بل كان ايضا المدرسة التي تخرج فيها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، والمؤسسة التربوية التي أنشأت لنا رجالا متباينين في أخلاقهم الحسنة، واستطاعت تلك المؤسسة أن توظف القدرات، فجعلتها صالحة لقيادة الأمة والمسجد أيضا، وكذلك مجلس الشورى الذي يشاور النبي صلى الله عليه وسلم فيه أصحابه، وكان منطلق الجيوش، كما كان المسجد «مهد الانطلاقة الكبرى في جميع مجالات الحياة».
وأبان فضيلته أنه يوم ان فُهم دور المسجد الحقيقي من قبل سلفنا الصالح كان لإمام المسجد المكانة العظمى، فهو من يعلمهم القرآن وهو القدوة الحسنة للمأمومين، وهو المبيِّن للأحكام الشرعية، العالم بأحوال من يصلي معه، يعرف أهل الحي وأبناءهم، ينصح هذا بأن يزوج ابنه من ابنة الآخر، ويصلح ما بين الخصوم، ويحرص على شباب الحي، ويقدم لهم المسابقات النافعة التي يهدف منها الوعي وتنشيط الفكر وإبراز العلم، حتى أنه يصبح المعلم والمرشد والأخ والصديق والأب والابن لكل أفراد الحي.
واستشهد الشيخ الزهراني لحديثه قصة قرأها في أحد كتب التاريخ تقول: كان إمام المسجد في الكوفة مجيدا للتلاوة، ومحبا لنشر الخير، وحريصا على تواصل المسلمين وحل النزاعات والصلح بين الخصوم، فأعجب الخليفة بأخبار هذا الإمام فأراد نقله إلى بغداد ليؤم الناس في الجامع الكبير فلما علم أهل الحي وجماعة المسجد بهذا الخبر حملوا أسلحتهم وخرجوا ليمنعوا وفد الخليفة من اصطحاب إمامهم، ولم يعرف جموعهم إلا يوم أن قام أحد الوفد فقال: إن الغاية والهدف هو نفع الناس، ثم قال ألا يرضيكم أن يقال إن أهل بغداد احتاجوا إلى إمامكم؟ فقبلوا وانصرفوا.
واستطرد قائلا: وفي المقابل هناك أئمة مساجد وهم قليلون جداً لم يقوموا بالدور المناط بهم، بل عندهم واحد يصلي بالناس ثم ينصرف من باب خاص، مُحَرَّم على غيره، وإن أحسن إلى الناس قرأ رياض الصالحين دون شرح أو بيان للأحكام، مهتم بنفسه بعيد عن جماعة مسجده، وهذا ولاشك انه لم يقم بالدور المنوط به فتجد أهل الحي ينتقدون ويتذمرون،
ولا يقر لهم قرار ولا يهدأ لهم بال إلا بإبلاغ المسؤولين المعنيين لإصلاح ذلك.
وفي ختام حديثه، رأى الشيخ راشد الزهراني ان يقام مؤتمر سنوي للمساجد يقدم فيه نماذج تبين عظمة خدمة بيوت الله بالغالي والنفس والنفيس، ويتم تكريم هؤلاء؛ ليزداد صاحب العزيمة عزيمة وينشط الكسلان ويطرد الوسنان.
جني الثمار البالغة
ومن ناحيته، قال إمام مسجد عثمان بن مظعون في حي مشعل في مدينة بريدة الشيخ عبدالله بن رشيد التويجري: إن برنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها في جميع المناطق من البرامج الرائدة التي تقوم بها وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بتوجيهات من معالي وزيرها الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ بإذن الله ، وإن هذا البرنامج سيؤتي ثماره البالغة بإذن الله لما له من أهداف سامية، كيف لا وهو يهتم بأطهر وأحب البقاع إلى الله سبحانه وتعالى ؟
وأضاف فضيلته أنه لا يخفى على احد الجهود المبذولة من قبل معاليه بالنهوض بأنشطة هذه الوزارة التي تقوم بأعمال واسعة سواء على مستوى العالم الاسلامي أو المحلي، وتتبنى وفقها الله كثيراً من المشروعات الدعوية في الداخل والخارج، سائلا الله سبحانه وتعالى ان يوفق القائمين على هذه الوزارة، وعلى رأسهم معالي الشيخ صالح آل الشيخ لما فيه خير الإسلام والمسلمين، مؤكدا ان هذه الوزارة التي تلقى الدعم الكبير من قبل ولاة الأمر في هذا الوطن المعطاء، وهي الآن تتبنى تنفيذ هذا البرنامج، ويتجسد ذلك في اهتمام معالي الوزير به حيث شكل له لجنة عليا برئاسة معاليه لضمان نجاح هذا العمل، وتسهيل كل الطرق المؤدية إلى نجاحه بإذن الله ، خاصة وأن هذا الأمر يهم بيوت الله صيانة وإعمارا وعناية بها واهتماما بمنسوبيها، وكذلك أوضاع الخطباء فيها بحيث تعمر هذه المساجد العمارة الحسية والمعنوية التي أمر الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بالعناية بهما.
وحث فضيلته الجميع على التعاون مع الوزارة في هذه المبادرة المباركة بالدعم المادي والمعنوي.
ساحة الإعلام والتوجيه
أما إمام مسجد الجنيدل بحي مشعل ببريدة الشيخ خالد بن سليمان السعوي، فأوضح أن النصوص القرآنية والأحاديث النبوية تضافرت في بيان أهمية مكانة المساجد في المجتمع الإسلامي وعظمتها في الإسلام، قال الله سبحانه وتعالى:
وقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: (أحب البلاد إلى الله مساجدها)، وحديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر منهم ورجل قلبه معلق بالمساجد.
ووصف الشيخ خالد السعوي رسالة المسجد بأنها رسالة جليلة يجب أن تولى الاهتمام الأكبر، والنظام الأسبق لرفع مكانتها في قلوب العباد، وتهيئتها للعباد،
نعم إن المساجد هي بيوت الله سبحانه وتعالى، فاستحقت بذلك الرفعة والمنزلة العالية، رفعة في العبادة والطاعة، ورفعة بالبناء والعمارة والولاية والمتابعة.
وأكد إمام مسجد الجنيدل بحي مشعل ببريدة ان المسجد يستحق كل هذه الإشادة والتعظيم لأنه منطلق الدعوة المحمدية، والهداية البشرية، فالدعوات تنطلق من المسجد، والتعليم، والإنذار، والإعداد تنطلق من المسجد، فالمسجد هو ساحة الإعلام والتوجيه والنصرة والتأييد، ولم يقتصر على ذلك فحسب، بل هو مأوى عابر السبيل والجائع والمظلوم، وهكذا كان واقع المسجد في عهد رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعهد صحابته الميامين، مشددا على أن المساجد لها الشأن الأكبر في أفراد الأمة الإسلامية كل بحسبه، وكيف لا تكون رفعتها ونحن نرى أرباب الديانات الأخرى واهتمامهم بمعابدهم ومقدساتهم وهم على طريق الغواية عياذاً بالله من ذلك.
وشدد على ان الوسطية هي المنهج السليم فلا غلو ولا إفراط، هكذا يكون الوجوب، لأن الواجب ان تكون مكانة المسجد كما كانت عليه في صدر عصر الاسلام الأول الزاهي منزلة ومهابة، بل رفعة ومكانة.وفي ختام حديثه، سأل فضيلته الله عز وجل أن يكون اهتمام وزارة الشؤون الاسلامية بالمسجد تجديدا لما اندثر وصلة لما انقطع إحياء لما قد أعفاه الأثر.
دوائر الإصلاح في المجتمع
ويبين إمام مسجد الرقيبة بحي البشر ببريدة ياسر بن عبدالرحمن اليحيى أن المساجد لها منزلة رفيعة ومكانة عظيمة في الإسلام،
وما ذاك إلا لأنها أفضل بقاع الأرض وأطهرها وأحب البلاد الى الله، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه (أحب البلاد إلى الله مساجدها...)
والإسلام حينما أعطى المسجد هذه المكانة وبوأه هذه المنزلة، فإنه لم يجعل ذلك عبثا إنما أعطاه ذلك كله وبوأه من أجل مهمة عظيمة ورسالة سامية مثّلها وأدى رسالتها رسولنا العظيم عليه الصلاة والسلام وسلف هذه الأمة رضوان الله عليهم كما شهدت بذلك كتب الصحاح والسير، فالنبي عليه الصلاة والسلام حينما قدم المدينة أول شيء أسسه وبدأ به هو بناء مسجده لتنطلق منه الدعوة الإسلامية، وليكون مدرسة ومعهداً وجامعة يتلقى فيها أصحابه تعليم القرآن الكريم والسنة المطهرة.
وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يقضي فيه جل وقته إماماً ومعلما وداعياً إلى الله وقاضيا وقائدا لمسيرة العمل الإسلامي، ثم سار على نهجه وسيرته صحابته الكرام والتابعون لهم بإحسان.
وأكد فضيلته ان الناظر لواقع المسجد في هذا الوقت يرى ان هناك فرقا كبيرا وبونا شاسعاً بين ما كان عليه المسجد في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وسلفه الصالح وبين عهدنا الحاضر، وبين ما يجب أن يكون وبين ما هو كائن، مما يدعو كل مسلم حمّله الله الأمانة وأخذ على عاتقه تبليغ الرسالة أن يدعو ويناشد تفعيل دور المسجد في المجتمع وتأدية رسالته المنوطة به بكل الوسائل الممكنة والأساليب النافعة التي ترتقي به إلى أن يؤدي شيئا من الدور الذي أداه المسجد في العهد الماضي الزاهر، مبينا أن مما يبعث على الأمل ويقوي العزم أن نرى الجهات المسؤولة ممثلة ب (وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد) سارت وما زالت تسير في بعث رسالة المسجد وتفعيلها من جديد كما شهد بذلك اجتماع اللجنة العليا للبرامج برئاسة معالي الوزير ليكون نواة صالحة مصلحة في المجتمع من حوله.
وأعرب عن أمله في ان يلقى برنامج (تفعيل دور المسجد) نصيبه من العناية والاهتمام وأن يوضع له الأطر والقواعد والأسس المعينة، كوضع البرامج والوسائل الممكنة التي تنطلق من المسجد لتوعية الناس وإصلاحهم، ووضع الوسائل الإرشادية واللوحات المعلقة داخل المسجد، وإقامة الدورات والمسابقات المعينة على تثقيف جماعة المسجد رجالاً ونساء، وتوزيع الشرائط والمطويات النافعة على جماعة المسجد، وتزويد المساجد بمكتبات صغيرة تضم أهم الكتب التي يحتاج إليها المسلم في حياته.. إلى غير ذلك.وتحدث إمام مسجد الرقيبة بحي البشر بالقصيم عن الأطر والقواعد المعينة على تفعيل دور المسجد، قائلا: إنها تتمثل في اختيار الأئمة والمؤذنين الذين يحملون همّ الدعوة الى الله ووضع الدورات المعينة لهم بشكل دوري مما يساعد على الرقي بمستواهم العلمي والدعوي في هذا المجال، وأن تكون هناك متابعة وحث من قبل الجهات المعينة على تنفيذ البرامج وتقييم هذه الأعمال، وأن يجعل لكل مسجد من المساجد المنتشرة دور يناسبه، فالمسجد الذي يكون على الطرق العامة ليس كالمسجد الذي يكون في الحي، والمسجد الذي تصلي فيه جالية مسلمة له دور ليس كدور الذي يصلي فيه مواطنون.
وأكد الشيخ ياسر اليحيى أنه إذا قام المسجد بدوره وأدى رسالته كما يجب فإنه بإذن الله سوف تتكون لدينا دوائر إصلاح منتشرة حول كل مسجد مما يؤدي إلى إحداث دائرة إصلاح كبيرة تؤدي إلى سعادة المجتمع ورقيه الى ما فيه فلاحه في الدنيا والآخرة

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved