استيقظت نهاراً.. وجدتهم حولها.. أنفاسهم الثقيلة تملأ رئتيها الصغيرتين.. وعيونهم تلتهمها بأنياب باردة قفزت مذعورة من فراشها.. حاولت فتح النافذة.. وجدتهم يتفرجون عليها وأصوات ضحكاتهم تتعالى.
رحل الليل سريعاً دون أي صيد يذكر.. جالت ببصرها في أرجاء غرفتها، كل شيء مبعثر.. كتبها.. أقلامها.. ألعابها حاولت أن تستجمع قواها لترتب غرفتها.. مدت يدها إلى دميتها ولكن أيديهم سبقتها.. اتجهت إلى النافذة واقتربت من المزهرية لتنزع منها زهرة الأمس والتي لم تقو على استقبال اليوم لكن أيديهم سبقتها، مرة أخرى حاولت أن تتأكد من أنها مستيقظة.. رنين الهاتف يتعالى في أرجاء المنزل.. لم تبال.. نفس الصوت يتعالى مرة أخرى ركضت إليه مسرعة وحاولت رفع السماعة ولكن أيديهم وصلت قبلها.. اتجهت إلى غرفة أخرى بحثاً عن أي طعم للحياة تأملت في الساعة المعلقة منذ قديم الأزل والعقارب تتحرك ببطء شديد والمنبه يئن وحيداً على الأريكة.
تتسارع نبضات الخوف في جسدها النحيل.. جسمها يرتجف.. حبات العرق سالت على جبينها مدت يدها لتمسحها ولكن أناملهم وصلت أسرع من يديها اليابستين.. انتفضت روحها على صوت باب غرفتها وهو يزمجر.. ركضت مسرعة ولكنهم سبقوها.. أغلقوه بقوة وأحكموه بالمزلاج.. لم تهنأ.. سلبت منها حريتها.. لم تجد مهرباً سوى الارتماء في حضن أمها ولكن للأسف سبقوها إلى أحلامها.
|