* المجمعة - لقاء - فهد الفهد:
تقوم الامانة العامة للتوعية الإسلامية بوزارة المعارف بجهود كبيرة من خلال الاشراف على مدارس تحفيظ القرآن الكريم في كافة مناطق ومحافظات المملكة وذلك عبر العناية بهذه المدارس من حيث افتتاحها وميزانياتها ومناهجها فضلاً عن متابعة مستوى طلابها وتزويدها بالمعلمين الاكفاء.. كذلك تتولى الامانة عملية التخطيط والتدريب والاشراف على تنفيذ برامج توعوية إسلامية تسهم فيما يفيد ابناءنا الطلاب سلوكياً وتربوياً.
ولتسليط الضوء على المناشط الصيفية للامانة التقينا بالأمين العام للتوعية الإسلامية بوزارة المعارف الاستاذ سعود بن عبدالعزيز العاصم الذي زار مؤخراً محافظة المجمعة لتفقد المدارس والمراكز الصيفية بها.. وكان لنا هذا اللقاء:
سعود بن عبدالعزيز العاصم
* نود إعطاءنا نبذة عن أنشطة وبرامج الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الفترة الماضية.
- إن من أهم برامج التوعية الإسلامية مسابقات حفظ القرآن الكريم ومسابقات البحوث الإسلامية التربوية وحملات التوعية في القرى والهجر والمدارس الصيفية لتحفيظ القرآن الكريم وما تحويه من دروس وبرامج ترفيهية ومشروع تربية الطلاب على إقامة الصلاة ومشروع تخصيص ساعتين لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في مدارس التعليم العام.
* قامت الأمانة في الأعوام القريبة بمشروع استقطاب المعلمين الحفظة للتدريس في مدارس تحفيظ القرآن الكريم، ما الخطوات التي تمت حتى الان؟ وما أثر ذلك على مستوى طلاب مدارس تحفيظ القرآن الكريم مستقبلا؟
- تم وضع نموذج لمقابلات الحفظة يراعي تحقيق العدالة في إتاحة الفرص للنقل لمدارس تحفيظ القرآن الكريم وحتى الآن نقل أكثر من «170» معلما حافظا إلى مدارس تحفيظ القرآن الكريم خلال السنوات الماضية وفي هذا العام تمت الموافقة على نقل «92» معلما حافظا للتدريس في عدد من مدارس تحفيظ القرآن الكريم بمدن ومحافظات وقرى المملكة وكان أثر هذا المشروع واضحا على مستوى الطلاب بمدارس تحفيظ القرآن الكريم، وكما هو معلوم فإن إتقان الحفظ يعادل 50% من النتيجة المطلوبة والـ50% الباقية لمدى قدرة المعلم على توصيل المعلومة وإدارة الفصل ومتابعة الطالب وتشجيعه على الإتقان، ويشترك في المسؤولية كل من المعلمين والمشرفين التربويين في إدارات التعليم.
* صدرت مؤخرا موافقة معالي وزير المعارف على مشروع تخصيص ساعتين لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في مدارس التعليم العام، ما السبب الذي دعا الوزارة لاتخاذ مثل هذه الخطوة؟ وما أهداف المشروع؟ وما الخطوات التي تمت لتفعيله في الميدان؟ وما تقييمكم لهذه التجربة؟
- رغبة في دعم حصص القرآن الكريم في خطتي المرحلتين المتوسطة والثانوية وسعت الأمانة العامة للتوعية الإسلامية إلى إيجاد مشروع تربوي تعليمي يتيح الفرصة أمام طلاب مدارس التعليم العام لحفظ وتلاوة ما يتيسر لهم من أجزاء القرآن الكريم، فقامت الأمانة بدراسة المشروع الذي تم تعميمه من قبل معالي الوزير وقد نفذ هذا العام - كتجربة - في «15» إدارة تعليمية، بهدف الوصول إلى النصيحة لكتاب الله تعالى بصيانته ورعاية حفظه وتعهد علومه، تحقيقا لأهداف سياسة التعليم بالمملكة العربية السعودية.
وإتاحة الفرصة لمن لم يتمكن من الالتحاق بمدارس تحفيظ القرآن الكريم من طلاب التعليم العام لحفظ ما تيسر من كتاب الله وفهمه والإسهام في رفع المستوى التحصيلي لطلاب التعليم العام في تلاوة وحفظ القرآن الكريم وإتقانه وأن يتمثل الطلاب كتاب الله علما وعملا وتدبرا وسلوكاً وكان من الحوافز التي تقدم للمشارك في هذا البرنامج أن يمنح الطالب شهادة من المدرسة عند إتمامه الحفظ المطلوب حسب مرحلته الدراسية ويمنح الطالب عند اجتيازه البرنامج في السنة الدراسية ما لا يزيد على خمس درجات حسب مستوى حفظه ومقداره، وتضاف لإحدى مواد التربية الإسلامية حسب اختياره.
وكما أن هناك حوافز للمعلم - إضافة إلى ترغيبه في الحصول على الأجر من الله تعالى بتعليمه القرآن الكريم - تعتبر مشاركة المعلم في إحدى حلقات المشروع نقطة مفاضلة أثناء ترشحه لإحدى المهام القيادية التربوية، كما يجري تخفيض نصابه بقدر مشاركته.
ودليلاً على نجاحها فإن عدد المدارس التي نفذت المشروع بلغ ما يقارب «850» ثمانمائة وخمسين مدرسة وبلغ عدد الحلقات في المدارس ما يقرب «2000» ألفي حلقة، يدرس بها حول «1600» معلم، وبلغ عدد الطلاب المنتظمين في هذه الحلقات ما يقارب «28000» ثمانية وعشرين ألف طالب، والمشروع مستمر ونتمنى له نجاحاً أكبر في الأعوام القادمة.
علما بأن هذه التجربة محصورة في عدد من إدارات التعليم حدد ب«15» خمس عشرة إدارة تعليمية فقط من جملة «42» إدارة تعليمية.
* تمت الموافقة مؤخرا على مشروع «تربية الطلاب على إقامة الصلاة» ما الخطوات العملية التي تمت حتى الآن؟ وما النتائج التي تؤملونها من خلال هذا البرنامج؟
- يؤكد المشروع على عدد من الأهداف التربوية، منها العمل على ربط ما يتعلمه الطالب في المدرسة بالجانب التطبيقي لهذه الشعيرة الهامة فيتعرف الطالب على أحكام الصلاة وآدابها ويمارس ذلك عمليا تحت إشراف نخبة من التربويين في المدارس، وقد تم تعميم المشروع مع بداية العام على إدارات التعليم لتتولى بدورها تعميم المشروع على المدارس التابعة لها لتقوم كل مدرسة من خلال لجنة التوعية الإسلامية بها للعمل على تنفيذ ما جاء في المشروع ويتولى المشرفون التربويون متابعة التنفيذ، ومن خلال الجولات الميدانية والتقارير التي تصل من إدارات التعليم فالمشروع يبشر بالخير، وسنرى آثاره الإيجابية - بإذن الله تعالى - على الواقع التعليمي، ونؤمل من جميع زملائنا منسوبي المدارس أن يتعاونوا على متابعة ذلك لتتحقق الأهداف المرجوة بإذن الله تعالى.
* لجنة الصلاة ماذا حققت من نتائج منذ تشكيلها؟ وكيف ترون سبل تفعيلها؟
- حققت هذه اللجنة عملا مرتبا للتوعية بأهمية الصلاة وإشعار الطلاب بعظم وأهمية هذه الشعيرة العظيمة، نظرا لكونها الركن الثاني من أركان الإسلام الذي يجب الاهتمام بأدائه والاستعداد له على الوجه الأكمل.
أما سبل تفعيلها فكثيرة وأهم محور في التنفيذ هو إدارة المدرسة فالنجاح بعد توفيق الله تعالى يتوقف على اهتمام الرجل الأول في المدرسة بهذا الأمر ثم بعد ذلك يأتي تعاون المعلمين والعاملين في المدرسة وقيام كل منهم بمهمته على الوجه المطلوب وإيجاد القناعة لدى الطلاب بأهمية هذا الأمر.
- ما البرامج التي تشرف عليها الامانة في فترة الاجازة الصيفية؟
المدارس الصيفية لتحفيظ القرآن الكريم
هي مدارس تقام في الصيف بهدف الحفاظ على أوقات الطلاب واستثمارها فيما يفيد، وتشجيعهم على حفظ ما يتيسر من كتاب الله ودراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وإقامة البرامج الثقافية والاجتماعية والرياضية والترفيهية المفيدة.
وقد تم هذا العام اعتماد مبلغ قدره «000 ،500» خمسمائة ألف ريال لافتتاح «20» عشرين مدرسة صيفية لتحفيظ القرآن الكريم خلال فترة الصيف في عدد من مناطق ومحافظات المملكة، إضافة إلى عدد أكبر من ذلك بإذن الله تعالى من المدارس التطوعية التي يشارك فيها عدد من المعلمين بجهد تطوعي، والتي يدعم برامجها القطاع الخاص من رجال الأعمال والجمعيات الخيرية، وقد بدأت هذه المدارس اعتبارا من يوم السبت الرابع من ربيع الآخر، وأنهت أعمالها يوم الأربعاء الرابع عشر من شهر جمادى الأولى.
وقد بلغ مجمل عدد المدارس لهذا العام «148» مدرسة صيفية منها «20» مدرسة لها ميزانية معتمدة من الوزارة، و«128» مدرسة افتتحت بجهد تطوعي من العاملين بها ودعمتها الجمعيات الخيرية وعدد من مؤسسات القطاع الخاص والأفراد المحتسبين ومن أبرز الداعمين خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - وشارك في هذه المدارس عدد كبير من الطلاب وصل عددهم حسب الإحصاءات الواردة للأمانة إلى ما يقارب «20000» عشرين ألف طالب.
علما بأن عدد المدارس المعتمدة في العام الماضي كان«16» ست عشرة مدرسة وبلغ عدد المدارس التطوعية قرابة «109» مائة وتسع مدارس، شارك فيها عدد يصل إلى «17000» سبعة عشر ألف طالب وأنفق عليها من القطاع الخاص مبلغ يصل إلى «2000000» مليوني ريال تقريبا.
حملات التوعية الإسلامية التطوعية
هي حملات تربوية توجيهية «تطوعية» تقام في مدد قصيرة بين الخمسة والعشرة أيام تهدف إلى خدمة المجتمع ونشر العقيدة الصحيحة بين الطلاب وأولياء أمورهم في الهجر والقرى النائية، وتعليمهم الضروري من أمور دينهم «كالصلاة والطهارة وبقية أركان الإسلام ولوازمه» وقد بلغ عدد الحملات التي نفذت في القرى والهجر «15» خمس عشرة حملة تطوعية شارك فيها ما يقارب «3000» ثلاثة آلاف مواطن، استفادوا مما تقدمه من دروس ومحاضرات في أول العقيدة والأحكام التي تلزم المسلم في حياته اليومية.
مخيمات التوعية الإسلامية
تم تنفيذ عدد من المخيمات في عدد من الإدارات منها على سبيل المثال مخيم الشباب الثاني والثالث الذي نظمته إدارة التعليم بمنطقة الرياض في إجازة صيف هذا العام بتكلفة قدرها «1000000» مليون ريال بدعم مشكور من خادم الحرمين الشريفين أمد الله في عمره، حضر لهذين المخيمين طيلة أيامهما التي استغرقت «20» عشرين يوما ما يقارب مائتي ألف شاب حسب إحصاءات المشرفين على المخيم. كذلك مخيم الخرج والصيف الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز محافظ محافظة الخرج.
وكذلك استقطاب المعلمين الحفظة للتدريس في مدارس تحفيظ القرآن الكريم لسد احتياج مدارس تحفيظ القرآن الكريم من الكفاءات الوطنية المؤهلة لتدريس القرآن الكريم فقد تم تنفيذ ذلك منذ العام 1420هـ وحتى الآن وقد استفادت مدارس التحفيظ حتى الآن بانتقال عدد يصل إلى «160» مائة وستين معلما حافظا متقنا.
* هل لكم أن تحدثونا عن مدارس تحفيظ القرآن الكريم ومزاياها وعددها وأعداد الطلاب الملتحقين بها؟
- افتتحت وزارة المعارف عددا من مدارس تحفيظ القرآن الكريم الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وحرصت على دعمها وتطويرها ونشرها في ربوع المملكة.
ومدارس تحفيظ القرآن الكريم تتفق مع مدارس التعليم العام في مناهجها ومقرراتها وتتميز مدارس تحفيظ القرآن الكريم بكثافة المقرر من القرآن الكريم حيث يحظى بنسبة 45% من الخطة الدراسية في المرحلة الابتدائية وفي المرحلة المتوسطة نسبة 29% أما المرحلة الثانوية فيحظى بنسبة 15%.
وتتبع مدارس تحفيظ القرآن الكريم للبنين وزارة المعارف ممثلة في الأمانة العامة للتوعية الإسلامية التي تشرف على هذا المسار من التعليم. وتعامل مدارس تحفيظ القرآن الكريم بنفس المعاملة التي تخضع لها مدارس التعليم العام من حيث المبنى المدرسي والمعلم والإشراف التربوي والتجهيزات المدرسية، ومن حق الطالب أن ينتقل من مدارس تحفيظ القرآن الكريم إلى مدارس التعليم العام والعكس كذلك.
وقد افتتحت أول مدرسة ابتدائية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة عام «1367هـ» ثم في مكة المكرمة سنة 1371هـ ثم في الرياض سنة 1378هـ بعدها توالى فتح المدارس عاماً بعد عام حتى بلغ عددها هذا العام 1423هـ - 1424هـ «722» مدرسة ينتظر أن ينتظم بها - مع بداية العام الدراسي - عدد يصل إلى «68541» طالبا.
كما أن اللائحة الداخلية لتنظيم مدارس تحفيظ القرآن الكريم للمراحل الثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية قد حددت أهداف مدارس تحفيظ القرآن الكريم.
وقد حصل تطور كمي ونوعي في مدارس تحفيظ القرآن الكريم في السنوات الماضية، فمن حيث الكم كان عدد مدارس تحفيظ القرآن الكريم عام 1402هـ لا يتجاوز «139» مدرسة، منها «6» مدارس ثانوية، «26» مدرسة متوسطة، و«107» مدرسة ابتدائية، واستمر النمو في المدارس وإحداث مدارس أخرى وفق برنامج محدد، إلى أن وصل عدد المدارس هذا العام 1423/1424هـ بحمد الله تعالى «622» ستمائة واثنتين وعشرين مدرسة، منها «328» مدرسة ابتدائية و«215» مدرسة متوسطة و«79» مدرسة ثانوية، يؤمل أن ينتظم بها «68541» ثمانية وستون ألفاً وخمسمائة وواحد
|