الأسباب بشكل عام تنطوي تحت مجموعات عامة... تحدث بذلك الدكتور نصر بطانة استشاري أنف وأذن وحنجرة وقال إن أهم تلك الأسباب: أمراض الأنف والجيوب الأنفية، والصداع التوتري الشرياني، واعتلال وتحسس الأعصاب الدماغية، وأمراض الأسنان واللثة، وأمراض الفك السفلى، وأمراض العيون، وأمراض الرقبة والفقرات العنقية، وأمراض الأذن، وأمراض الدماغ، وأسباب أخرى.
وعن الأسباب ذات العلاقة بأمراض الأنف والجيوب الأنفية قال الدكتور بطانة: خُرّاج الغدد الشعرية الموجودة في مقدمة فتحة الانف وكذلك الشفة العلوية، وهذا المرض مؤلم جداً وخصوصاً إذا ما حاول أي كان العبث به أو حتى لمسه.
وانحراف الحاجز الأنفي وتضخم القرنيات أو ما تسمى بالغضاريف، وكذلك ظهور السلاميات الأنفية، جميعها ستؤدي إلى صعوبة في التنفس مما يتسبب في الشعور بالضيق وعدم الارتياح وألم في منتصف الوجه ومقدمة الرأس.
والتهاب الأنف والجيوب التحسسي - في الغالب يصاحبه عدم ارتياح وصداع وسط الجبهة خصوصا أثناء العطاس. والتهاب الجيوب الأنفية الجبهية - في الغالب يكون مصحوباً بألم في مقدمة الرأس والجبهة. والتهاب الجيوب الأنفية الوجهية - يكون مصحوباً بألم في الوجه وصداع شديد وأحيانا يصاحبه ألم في العينين. والتهاب الجيوب الأنفية الغربالية - يكون مصحوبا بألم في منتصف الرأس وكذلك مؤخرة الرأس.
والتهاب الجيوب الأنفيه الإسفينية - يكون غالباً مصحوباً بألم في منتصف الرأس وكذلك مؤخرة الرأس.
وأشار د.بطانة بأن آلام الرأس التي تصاحب التهابات الجيوب الأنفية تزداد حدتها أثناء الانحناء للأمام والأسفل كما في الركوع والسجود، وكذلك عند حمل أو رفع أشياء ثقيلة.
أورام الأنف والجيوب - تؤدي إلى آلام وصداع شديد في الرأس كل حسب منطقة تواجد الورم.
عند فحص المريض والضغط على منطقة الجيب المصاب يشعر المريض بألم شديد وضغط بداخل الرأس قد يؤدي أحياناً إلى الشعور بالغثيان.
بقي ان أذكر ان الآلام التي تصاحب التهابات الجيوب الأنفية الحادة هي أكبر بكثير من تلك التي تصاحب التهابات الجيوب المزمنة، والتي قد تكون خفيفة إذا ما قورنت بآلام الاتهاب الحاد.
- الصداع التوتري الشرياني: غالبا ما يكون في مقدمة الجبهة وعلى جانبي الرأس، يكون الألم نابضاً يزداد مع تقلبات الطقس، وقلة النوم وهذا النوع من الصداع قد يستمر لساعات وأيام أحياناً.
- الشقيقة أو الصداع النصفي: يصيب جهة واحدة من الرأس تزداد حدة الصداع لفترات وتقل وتختفي أحياناً لأيام وأحياناً قد يكون مصحوباً بأعراض اعتلال البصر والشعور بالغثيان، بطبيعة الحال مريض الصداع النصفي يستشعر قدوم الصداع وكذلك قرب انتهائه.
تحسس العصب الخامس: قال د. بطانة إن العصب الخامس يتكون من ثلاثة أفرع:
الفرع الأول الذي يغذي العين، الفرع الذي يغذي الفك العلوي والأسنان العلوية، الفرع الذي يغذي الفك السفلي والأسنان السفلية وجزء من اللسان.
أكثر الافرع تحسسا هو الفرع الثاني الذي يغذي الفك العلوي والأسنان العلوية حيث يشعر المريض بآلام شديدة في الأسنان وصداع في نفس الجهة وخدران أحيانا في المنطقة المصابة، في حين ان الفرع الثالث من العصب قد يتعرض كذلك للتحسس محدثاً ألماً في الفك السفلي وكذلك الأسنان واللسان.
وتحسس العصب الدماغي التاسع هو العصب المسؤول عن التغذية العصبية للجزء الخلفي من اللسان واللوزة من نفس الجهة والبلعوم وسقف الحلق اللين، ناهيك عن أجزاء من الأذن ولهذا السبب في حالة وجود التهابات في الحلق أو اللسان قد يشعر المريض بألم في الأذن لنفس الجهة.
آلام الوجه الناتجة عن أمراض الأسنان منها:
التهاب جذر السن أو الضرس: يحدث ألماً في منطقة الضرس المصاب وخصوصاً عند فحصه، وقد ينتقل هذا الألم إلى الأذن لنفس الجهة، وهو ألم حاد وشديد غالباً ما يكون أثناء الليل، والألم المصاحب لبزوغ الضرس، هو ألم شديد يصاحب بزوغ الضرس وقد يطول أمده، وخصوصاً في حالة ما تسمى بأضراس العقل.
والتهاب عظم الفك السفلي - يصاحبه ألم شديد خصوصاً أثناء حركة الفك وارتفاع في الحرارة قد ينتقل هذا الألم إلى الأذن مؤديا بالمريض إلى عيادة الأذن طلباً للعلاج.
وعن آلام الوجه الناتجة عن أمراض العيون قال د. بطانة: في هذه العجالة فقط أود ان انوه إلى انه قد يختلط الأمر على المريض فيما يخص هذا النوع من الألم فنتيجة القرب ما بين العين والجيوب الأنفية قد تكون الأعراض متقاربة ومتداخلة وهنا غالبا ما ينصح المريض بزيارة طبيب العيون أولا للتأكد من سلامة العين قبل زيارة طبيب الأنف والحنجرة.
الصداع الناتج عن آلام الرقبة وأمراض الفقرات العنقية:
إن أمراض الفقرات العنقية والتغيرات التي قد تحدث لها تؤدي إلى شد عضلي في عضلات العنق محدثاً آلاماً شديدة في الرقبة وكذلك أسفل الجزء الخلفي من الرأس، وفي الغالب ينتج عن الشد العضلي ضغط على الشرايين الدموية المارة بجانب الفقرات العنقية مما يقلل من كمية الدم الذاهبة إلى الدماغ وبالتالي تنقص التروية الدموية للجزء الخلفي من الدماغ ينتج عنه الصداع والشعور بعدم التوازن والغثيان أحياناً.
آلام الرأس الناتجة عن أمراض الأذن
في حالات التهاب صيوان الأذن والقناة السمعية الخارجية في هذه الحالات ينتقل الألم إلى جانبي الرأس وكذلك الجزء الخلفي منه، إضافة إلى ألم شديد في الأذن المصابة.
في حالات التهاب الأذن الوسطى أشد ما يكون الألم أثناء الليل وينتقل إلى جانبي الرأس من جهة الأذن المصابة مصحوباً بارتفاع في الحرارة وأحيانا الشعور بالغثيان من شدة الألم.
أما في حالات التهاب الأذن الداخلية فإن الشعور بالألم يكون في داخل الرأس مصحوباً بعدم التوازن وطنين في الأذن المصابة.
واختتم الدكتور بطانة حديثه بقوله:
النزف الشرياني الدماغي يتصف بصداع فجائي شديد، يصحبه شعور بالغثيان، وأعراض عصبية أخرى تتعلق بالمنطقة التي حدث فيها النزف.
أورام الدماغ في حالات وجود أورام سرطانية في الدماغ غالبا ما يشكو المريض من صداع شامل لكافة أجزاء الرأس طويل الأمد مصحوباً بأعراض ازدياد الضغط الدماغي الداخلي مثل الشعور الدائم بالغثيان والاستفراغ وآلام في العيون إلى غير ذلك من أعراض ذات علاقة بالمنطقة الموجود فيها الورم.
وهناك أسباب متعددة أخرى نذكر منها:
ارتفاع ضغط الدم الشرياني يزداد مع المشي خصوصاً أثناء الصباح، وانخفاض ضغط الدم أيضاً قد يكون مصحوباً بعدم التوازن وخصوصاً أثناء الوقوف المفاجئ، وتعاطي المشروبات الكحولية يصاحبه صداع شامل مع فقدان التوازن، وارتفاع الحرارة غالبا ما يكون مصحوبا بألم في الرأس إضافة إلى أعراض الالتهاب.
في النهاية أشكر لكم سعة صدركم في قراءة هذا الموضوع الهام والكثير التعقيد آملاً أن أكون قد أضفت إلى معارفكم الطبية الشيء اليسير وعافانا الله وإياكم.
(*) استشاري أنف وأذن وحنجرة مركز النخبة الطبي
| 
