Sunday 29th September,200210958العددالأحد 22 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

على ضفاف الواقع على ضفاف الواقع
ذاكرة الفصول الأربعة
غادة عبدالله الخضير

(1)
من فاتحة لنهايات القرن ل«أدونيس»:
تقول انك تعرف الأشياء التي تراها، وتعرف كثيراً من تلك الأشياء التي لا تراها.. لهذا تكتب وفقا لعبارتك بيسر كأنك تستنشق الهواء.
عندما استغربت هذه الثقة بالنفس، شعرت أنك تضايقت.. أصارحك أنني لا أزال استغرب.. صامتاً.. مفكراً في أحوالي.
لماذا أشعر أنني أكثر قربا الى الأشياء التي أجهلها مني الى تلك التي أظن أني أعرفها؟ كأنني لا أعرف شيئاً.. كأن معرفتي ليست إلا هذا الالحاح في الجلوس.. سائلا، قلقاً أمام الأشياء، تلميذاً في مدرسة الأشياء.
(2)
طويل عمر التمني..
طويل عمر الحلم..
وطويل عمر الأشياء التي نرغب..
لكن عمر الصبر لدينا قصير..
وعمر التحدي قصير..
وعمر اللهفة للوصول قصير..
لهذا لا نصل..
ومن أجل هذا لن نصل..!!!
(3)
تصبح الحياة أجمل عندما «يتقاسمها» اثنان..
وتصبح نصا رديئاً.. ضعيفاً..
عندما «تنقسم» الى اثنين..
قبل أن..
بعد أن..!!!!
ويتكرر هذا المشهد الأخير..
ويتوالد..
على شكل ذاكرة ولغة وكتابة..!!!
وأحيانا يتكرر.. على شكل ذاكرة ولغة وكتابة.. وكذبة كبرى..!!
(4)
متى..؟؟؟؟
تلك التي أخافها..
وأتحاشى.. أن اصطدم بها ذات هروب منها..
متى..؟؟
تهيئني.. لاستقبال النهايات قريبا..
وتفسد على حلمي أحاسيسه.. بكونه حلما لا أكثر..!!
متى..؟؟؟
ترعبني باستدارة حروفها...
وعلامات الاستفهام التي تجري خلفها..
رغم كل تحايلي عليها.. بأن أسرف في وضع النقاط بين تلك الاستفهامات وبين اللحظة التي أسألها ان تبقى قليلا..
متى..؟؟؟
تشبه «لبوة» تضع شبليها على ظهرها..
وتختال بهما.. فرحا وزهواً..
وترعبنا.. انها تخلق جيلا قد يكون شرسا.. وقد..!!
متى..؟؟
متى.. تكونين أقرب من الحرف للورقة..؟؟
متى تكونين.. أقرب للبياض.. من الرمادية/ الداء.. والمازالت تحاول اقناعنا ان ببطاقة توصية صغيرة يصبح للألوان انتصارات..!!!
(5)
الى هنا..
ويكفي..
الطريق طويل ويسمح بتمدد الذاكرة..
والجو حار.. يجعلها تنصهر فتجدد..
والشتاء قادم.. قادم..
ستراقب الذاكرة فيه..
تفاصيل البدء والنهاية..
في جلسة واحدة..
يجتمع فيها «النار والحطب والرماد»..
والوصول لا يسمح..
بكمية اضافية من الحلم والترقب..
انه يشبه اعلانات أوراق الخريف..
انها تعبت من التألق.. وتريد ان تعانق الأرض..
ذاكرة الفصول الأربعة.. لا ترحم..
كم مرة.. قتلنا ربيعها؟؟؟
(6)
أيضا من فاتحة لنهايات القرن ل«أدونيس»:
هل شعرت مرة ان ثمة قوة لا تقدر أن تعرفها، ولا تقدر أن تصفها، ومع ذلك لا تقدر إلا ان تنجذب نحوها، كما لو أنك تستسلم لها؟
هل شعرت مرة أنك تعيش في تواصل حميم مع مالا تقدر ان تسميه؟
هل شعرت مرة ان الفراغ - فراغ اللغة وفراغ العالم - يكاد يخنقك، وان عليك لكي تهرب من هذا الاختناق.. ان تهرب الى مكان آخر، أفق آخر، تحت اللغة أو فوقها؟

ص.ب 11447 الرياض 28688

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved