بنانك هذا!، أم حسام مدرب
وأزهاري اللاتي قطفت، أم الأب
ثمانون، ما أحلى الثمانين، في فمي
ثمانون دنيا من حياتك أعذب
ثمانون من عمر الرجال وهبها
رسولاً تغني للحياة وتكتب
وصوتك هذا أي معنى حملته
وأي حقول فوق حرفك تعشب
حديقة أحلامي التي قد رعيتها
لعشرين، مازالت من العود أصلب
إلى أن رآك اليوم شاعر حبه
فغنى، وهل غير الكلام سيطرب
لك الله، هل في البيد سراً تركته
فنبحث عن سر الذي أنت تطلب
إذا قلت يا شيخي الكبير نمت هنا
حقول وأزهار وأورق أجدب
لماذا رحيق المسك فوق أناملي
يضيء، ومن عمق المشاعر أكتب
إذا قلتُ: أحلامي، فأنت أميرها
وإن قلت: آلامي، فأنت المطبب
مليء كأعناق النخيل، وصوته
مؤذن فجرٍ، كل حين يؤوب
زرعت على أفواهنا بعض حلمنا
ومازلت أنت الظل للكان يتعب
سمير الليالي عدَّك الشيب بعضه
وللآن تغزو كل يوم وتركب
أراك ومازالت بعينيك أبحر
هناك وطرس والمنى تتوثب
تسافر للدنيا ببعض نشيدها
ويُملي عليك الدهر شوقاً فتكتب
وتغسل من لون الغبار رمالنا
وأفواهنا، والأرض بعدك تخصب
وأنت هنا يا سيد البيد واحد
وخلفك من جند المحبين كوكب
عباءاتك الخضراء، هذا عبيرها
وهذي بقايا الطيب بعدك أعذب