عند ما تريد أن تكتب عن مهرجان مسرحي في حجم مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي لا تتمكن من رصد ما حولك بسهولة لأن جدول يومياتك سيكون مشحوناً تماماً بوقائع يحتاج كل منها إلى رصد خاص.. اللقاء اليومي وعلى مدار الساعة مع نجوم المسرح العربي تجارب فردية أخرى جمعية خبرات مختلفة في التأليف في الإخراج في التمثيل في التقنية المسرحية في النقد المسرحي ثم هذا الكم الكبير من الإعلاميين فضائيات، قنوات، إذاعة، صحافة محلية وعربية ومهتمة بالمسرح، باحثون في موضوعات مسرحية يجدون في هذا المهرجان الخاص فرصة للاطلاع على التجارب والالتقاء بالخبرات والتجارب ورصد وقائع واستبيانات وجدليات مطولة حول تفاصيل مسرحية كثيرة، ندوات حول موضوعات، وندوات حول عروض، وبعد هذا لديك جدول يومي من العروض المسرحية تزيد عن الستة عشر عرضاً يومياً.. وعليك ان تختار وتقارن وتبحث لكي تحضر أربعة عروض فقط يومياً.. تحاول ان توفق بين الزمان والمكان حتى تصل إلى هدفك.. ثم لديك برنامجك الخاص بعرضك المسرحي ومحاولة لتوفير العوامل لتقديم عرض ناجح يقدمك بصورة جيدة.
موعد العرض ومكانه والدعوات والدليل الإعلامي ومحاولة استقطاب كل من تتمكن منه لدعم عرضك.. زيارات متكررة لمكان عرضك رصد ظواهره الايجابية والسلبية ومحاولة تسهيل كل ما يمكن من أجل عرضك المسرحي..
في مهرجان هذا العام وفي دورته الرابعة عشرة.. كانت علاقتي بالمهرجان بكل تفاصيله قد توثقت فهذه المرة الرابعة التي أشارك فيها برفقة زملائي في ورشة العمل المسرحي بجمعية الثقافة والفنون بالطائف.. إضافة إلى الزملاء في جمعية الثقافة والفنون بجدة الذين يشاركون للمرة الأولى.. وكان مصدر تميُّز مشاركتنا لهذا العام إننا نشارك بعملين مسرحيين ولأول مرة في هذا المهرجان ولم تأت المشاركة والموافقة عليها كمجاملة من إدارة المهرجان بل جاءت من خلال مشاهدة أشرطة عروض ثمانين فرقة مسرحية مختلفة.. قبلت إدارة المهرجان منها عروض أربعين فرقة ورفضت مثلها لأسباب مختلفة منها عدم مناسبة العرض أو ضعف التجربة أو عدم الالتزام بمنهج المهرجان.
وفي تصوري ان ذلك كان نجاحاً طيباً.. يضاف إلى النجاحات السابقة.. ولعل أجمل ما لقيته خلال مهرجان هذا العام هي تلك العلاقة الودية التي تحوَّلت إلى صداقات حميمة ربطت بين الأصدقاء في ورشة العمل المسرحي والكثير من الفرق المسرحية العربية مما دفع هذه الفرق إلى طلب التوأمة وتبادل الخبرات والتعاون المشترك بعد ان لمست جدية الورشة وبرنامجها وتعاملها مع المسرح كثقافة وفكر ولنا موعد آخر.
|