تعقيباً على ما كتبه الاخ سعود عماش الرمالي من مدينة حائل لعزيزتي الجزيرة تعقيباً على الاخت فيضة حامد رقاد في العدد 10938 عليه اقول وبالله التوفيق: ان ما كتبته الاخت فيضة اساسه وادارة موضوعه عن عدم التقيد بالتعاميم والنشرات والانظمة الملزمة التي يجب ان تطبقها قوة النظام لاجل ان يكون العدل من اهم وأول الاعمال عامة فالتعاميم التي ترسل بجميع أنواعها واشكالها وأوامرها ونواهيها ومضمونها محدودة الطلبات فالنهي نهي.. معناه نهي قاطع والامر امر والاستشارة استشارة والمرئيات مرئيات والتجربة تجربة فالتعاميم التي صيغتها الامر والنهي تعني الابتعاد عن المنهي عنه دون ان يكون المطبق للتعميم مقتنعاً او رافضاً.
فهنا الرأي الشخصي والجماعي غير مطلوب وجميع التعاميم الواردة من الرئاسة سابقا ووزارة المعارف سابقا ولاحقا تنهي وبطريقة قاطعة استخدام الضرب وأدواته بكل أنواعه وصوره واشكاله وتأمر باستخدام الاساليب التربوية الحسنة اللطيفة الحازمة بالطريقة الصحيحة اجباريا ولم تطلب بهذه التعليمات آراء والاخ سعود استشهد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم «امروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليه لعشر» وقد استشهدت الاخت فيضة بهذا الدليل وذكرت انه خاص بالصلاة وانا أقف عند هذا الرأي ولكي نطمئن انفسنا اقول: اسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون؟
الأخ/ سعود رغم انه يؤيد فكرة الضرب بالتربية الا اني لمست معاناته وعدم قبوله لمعاملة اساتذته الاجانب الذين ذكرهم واستشهد بهم انهم يعاملون بالضرب وبرغم انه مؤيد للضرب فإنه ذكر قسوتهم وعبر عنها بدون قصد لاستشاهده بهم.
وما اريد ان اذكره الآن أن أطلب من اولياء أمور الطلبة والطالبات ذكر تجاربهم الشخصية والحسية من التعاملين «القاسي، والتربوي» وماذا يؤيدون وتوضيح الفرق بينهما علما اننا نواجه مشكلة وما زالت قائمة منذ سنوات ولا تزال دون أي اكتراث من اعظم المعلمين وما زال تدني مستوى صحة المادة العلمية لدى فئات كبيرة من المعلمين والمعلمات بعدم رغبتهم للتطوير.. وكما انني اضيف مشكلة اخرى وهي الغياب المستمر لهم.. فما بقي للطالب من المنهج ليبدأ اسلوب الضرب والتخويف والترهيب .. وهنا يبقى الطالب «خائفا يترقب» وبهذه الطريقة يشغل اهله، والاقارب، والجيران، فنبدأ حول البحث عن الخطاطين والرسامين والدروس الخصوصية وتبدأ حالة الطوارىء لدى البيت فمن يستطيع من الاهل ان يلبي؟
تنتهي المشكلة.. ومن لا يستطيع يصبح في حيرة من امره وهو ذهابه الى المدرسة ليستقبل مدرس جاهز للتأنيب والضرب مما يعكس تعامله السلبي على الطلاب وتجعلهم في حالة رعب.. ويا ليتك ايها الاخ او الاخت ان عشتما يوما مع طالب المرحلة الابتدائية الذي عومل بالضرب لاتفه الاسباب.. كيف ينام ليلته وهو يصرخ ويبكي، حاضر، طيب يا أستاذ؟ وينادي باسمه.. أليس بالله هذا ظلم في طريقة التعامل؟
وقد يكون من أسبابه العزوف عن الدراسة والتسرب وهناك امثلة كثيرة ويطول الشرح في هذا الموضوع وتتعدد جوانبه الا انني اكتفيت بهذا القدر والثاني على اهل العلم واولياء الامور والمعلمين المؤهلين تربويا والعارفين بأهمية تربية النشء متكاملا نفسيا وبدنيا وعقليا.
ابتسام عبد الهادي الفضلي كلية الآداب للتعليم العالي مديرة الابتدائية الخامسة الحدود الشمالية - طريف |