الرجيعي كما عرفته

قال تعالى:
{ وّبّشٌَرٌ الصَّابٌرٌينّ الذٌينّ إذّا أّّصّابّتًهٍم مٍَصٌيبّةِ قّالٍوا إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}وقال صلى عليه وسلم «لله تعالى ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى».
لقد كان يوما حزينا، تخيم الكآبة فيه على نفوسنا، خطواتنا ثقيلة، مآقينا شحت بالدموع، وقلوبنا جفت عند سماع الخبر. وفقد الأحبة قاس شديد، نعم لقد فقدنا عزيزا على قلوبنا وحبيبا الى نفوسنا الأستاذ والمربي والاداري الناجح والصحفي العاشق للكتابة محمد بن صالح الرجيعي الذي انتقل الى رحمة الله في يوم الخميس الموافق 12 رجب من عام 1423هـ على اثر مرض مفاجىء لم يمهله طويلا فرحمه الله رحمة واسعة.
لقد زاملته في العمل قرابة عشرين عاما، فلم أرَ منه - رحمه الله - الا دماثة الخلق ورحابة الصدر، فجليسه يأنس به فمن طرفة الى حكاية، الى ذكريات حالمة يجترها من غابرات السنين، مجلسه غير ممل يطرح لك الآراء يطرح الحلول، يشاركك الرأي، يحترم رأيك ويقدر وجهة نظرك ولا يصر على رأيه ان رأى فيه خطلاً، يقدر ظروفك مهما كانت، ويساعدك ما استطاع لذلك سبيلا، يملؤك اعجابا وتقديرا بتواضعه وتسامحه.
لقد كان - رحمه الله - مدرسة توبرية وادارية في تعامله مع منسوبي ادارته، تعامل في منتهى اللطافة والخلق، يقيل العثرة ولا يحمل ذيولها، يئد المشاكل في مهدها لا يحب لها ان تتطور يحب ان تمضي الامور بسلام وأمان كانت جريدة الجزيرة اثيرة لديه ولها مكانة خاصة في نفسه فهو يكتب فيها منذ تأسيسها - كما ذكر - وكان مديرا لمكتبها بمنطقة القصيم فترة طويلة من الزمن كان اذا ظهر له مقال أو تحقيق فيها يصوره ويوزعه على الزملاء، وكان رحمه الله يخصني بمزيد من الاكرام عندما يهاتفني كزميل له وتحت ادارته ويطلب رأيي فيما كتب فأذهب اليه ويدور بيننا نقاش مثمر ومعطاء. ولا يتأثر وافقته أو خالفته. فالرجل يملك تواضعا جما وتعاملا راقيا هكذا احسبه والله حسيبه فعزائي الي نفسي والى اولاده وكل احبابه، وسنظل نذكره - ان شاء الله بالخير، وندعو له بالرحمة والمغفرة فرحمك الله يا ابا احمد رحمة واسعة واسكنك فسيح جناته وادخلك في عباده الصالحين برحمة منه وفضل، والهم أهلك وأولادك وذويك الصبر والسلوان، و {إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}