Tuesday 24th September,200210953العددالثلاثاء 17 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

خالد الفيصل: كيف؟ (/21 48) خالد الفيصل: كيف؟ (/21 48)
مقدمة للبحث في الصِّبغيات الفكرية خالدالشخص/ النص
عبدالله نور

أكاديمي، ومتحرّر من الأكاديمية؟؟
أكاديمي، ومن أعرق الأكاديميات في العالم، إنه من «أكسفورد»، وفي هذا التخصص المحسوب (إدارة أعمال/ محاسبة/ قسم«الميزانية») تخصص«ميزانية» ولا فخر!!
شاعر، ورسام، وأديب، وكل أفانين الفن تَسْحَبْ في عروقه وتفيض من خلايا عصبه وتلافيف دماغه وتخصصه في«المحاسبة» وفي«الميزانية» ياللعجب، ومن جامعة«أكسفورد» يا زمان العجايب.
هل هو الذي اختار هذا الدرب باختياره، أم أن الحياة قد دفعته إليه شأن غيره من التلاميذ؟! هل كان يود أن يتخصص في علوم اللغة العربية وآدابها فلم تسعده الأيام أو أنه فضَّل أن ينصرف عنها إلى غيرها ليعود إليها في المستقبل وماذا لو أنه تخصص بادىء ذي بدء في علوم اللغة العربية وآدابها وترك الأخرى، ولماذا هو لم يدرس الرسم والفنون التي يعشقها كما هو واضح من سيرته الذاتية الحاضرة.
لا داعي لمثل هذه التساؤلات- فهي الآن غبية وحمقاء لأن الرجل- والحق يقال- أكاديمي أفاد من الأكاديمية ولكنه متحرر منها، يدل على ذلك إبداعاته الإدارية والعملية وفي علوم اللغة العربية وآدابها قد كلَّف نفسه من الصغر القراءة في نوادر الكتب المشهورة منها، وأصاخ كل مسامعه لما تحفل به مجالس آبائه وأعمامه وأخواله وحين عاد من الخارج لم يتردد في اقتناء الكتب التي فاتت عليه أيام الدراسة، وكان شجاعاً كعادته فلا يتردد عن سؤال المختصين عمَّا يستشكل عليه من الأمور، وإذا أخطأ اعتذر في الحال وعاد إلى الصواب، ويتحرى الصواب في كل كلمة جديدة تطرأ في القاموس.
يلاحظ أنه نال الشهادة الثانوية من أمريكا، وكان يفترض إكماله لدراسته الجامعية هناك، ولكن لأمر ما رحل إلى بريطانيا ودرس في جامعة«اكسفورد».
طبعاً هنا موضوع الانضباط، والدقة، والاعتماد على النفس«جامعة اكسفورد تقوم على التمويل الأهلي وصاحبة نظريات سباقة». وفي بريطانيا هناك من المختصين في التاريخ وعلوم اللغة العربية من هو ألصق وأكثر منهجية من البلاد العربية، ولعلنا نشهد من كل ذلك، أن الأمير في بريطانيا كان على صلة بوطنه على نحو ما وعلى صلة بتخصصات غير متوفرة في وطنه على نحو ما، ولا أدري هل ذكرت أم أعيد قصة زيارة المرحوم الملك فيصل بن عبدالعزيز إلى بريطانيا، وحين زار الملك جامعة اكسفورد حيث سبق أن أشارت بعض الصحف ومنها صحيفة الجامعة إلى أن الطالب الأمير خالد هو النجل الثالث للملك فيصل، حين زار الملك الجامعة كان الأمير خالد قد قام بتفصيل«روب/ جامعي» على رَسْم وَوَسْم الروب القديم البالي الذي كان يلبسه «حسب نظامهم»، وحين ارتدى الروب الجديد واصطف ليستقبل والده مثل بقية الطلبة، وَقَعتْ عين أحد المسؤولين عليه فنهض إليه وخلع الروب الجديد وأرغمه على لبس القديم، وحسناً ما فعل..
هذه جامعة، وهذا نظامها، وهذا هو التعليم الذي يريده الملك فيصل، وهي التربية التي يريدها الملك فيصل، فضلاً عن العدالة والحق والمساواة بين التلاميذ؟!
وماذا عن التحولات الأخرى
في أمريكا وأوروبا يشهد الطالب في حداثة سنه حركة الزمن في تسارع خاطف، إن لم يكن«شيطاني» لم يكن يخطر في باله لو أنه عاش في بلده، هناك حيث الانتقال عبر المواقع والاستحكمات غير منضبط بقانون، بل هناك من أنواع الانتقالات المستغربة ما لا حصر له، ومن استبدال الأقنعة والولاءات والقفز المتعاكس من اليمين إلى اليسار ومن الفقر إلى الغنى ومن التزاحم والتعاقب السريع للنخب المتصارعة ما يجعل الأبواب كلها مفتوحة أمام كل الاحتمالات.
هذا المشهد المثير، مع دراسته في العلوم الإدارية«تخصص ميزانية» مع ما أفاده من مجالس أسرته جعلته في شخصية الأكاديمي العريق، نعم العريق ولكنه في نفس الوقت الأكاديمي المتحرر من أكاديميته، إن عنصر المرونة والمزاوجة واضح في كل مشاريعه الإنمائية والثقافية.
ولأنه من الواضح أنه من عشاق اللغة العربية وآدابها فقد عكف منذ وصوله على دراسة اللغة العربية بكل صبر ومثابرة وتأن وتنظيم، ويعتبر الآن في مقدمة الخطباء المعروفين بالطلاقة والسلامة من اللحن، وفي مقدمة أهل الذوق اللغوي الرفيع.
كل مشكلات اللغة قد تَغَلَّب عليها، ومع كونه يقيم الوزن الشعري بالسليقة ويتحدى العروضيين إلا أن نفسه لم تستطب دراسة علم العروض، إذ وجد الشعراء الذين يزنون شعرهم بالعروض يخطئون في الوزن ولا ينفعهم علمهم بالعروض وما أكثرهم.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved