الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
ففي كل عام تحل فيه ذكرى (اليوم الوطني) لبلادنا الغالية المملكة العربية السعودية يتبادر إلى ذهن كل مواطن يعيش على تراب هذا الوطن ذلك التحول العظيم في تاريخ جزيرة العرب، ويتأمل كل إنسان فيما أراده الله من خير لهذه البلاد حين قيّض لها القائد الموحد والمؤسس: عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «طيب الله ثراه» الذي جاهد حق الجهاد وناضل نضال الأبطال في سبيل توحيد هذا الكيان الشامخ والصرح العظيم.. بعزم الرجال الصادقين وقوة الإيمان الراسخ والثقة بنصر الله سبحانه وتعالى، تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
ولأن حكمة الله ومشيئته جرت بأن يعز دينه على يدي جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود فكان حليفه النصر والتمكين في هذه البلاد الطاهرة وأقام العدل والحق ونشر دين الله شرعاً ومنهاجاً لأرض الحرمين الشريفين ومهوى أفئدة المسلمين في كل أصقاع المعمورة.
تلك هي العقيدة الصحيحة والقيم والمبادىء الإنسانية التي انبثقت منها رسالة المؤسس الخالدة على مر العصور، والنور الذي اهتدى به في جهاده إلى أن استطاع بحول الله وقوته أن ينشىء الدولة الفتية ويضع أول لبنة في بناء حضارتها المجيدة حتى بلغت ذروتها في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين «حفظه الله ورعاه» حين شهدت أسرع الوثبات التنموية المعاصرة.
ولما كان الأمن هاجساً مؤرقاً لأبناء الجزيرة العربية قبل توحيدها فقد أرسى المؤسس «رحمه الله» قواعد الأمن ليسود الاستقرار وتعم الطمأنينة أرجاء المملكة فكانت الانطلاقة الأولى لجهاز الأمن العام الذي تفيأ ظلاله أبناء الوطن، مواطنون ومقيمون.. ثم سار أبناؤه البررة من بعده على هذا النهج في دعم ومؤازرة أجهزة الأمن لتؤدي دورها بكل اقتدار وخطى واثقة بفضل ما وفر لها من إمكانات عالية.
إننا في هذا العصر بحاجة إلى بناء ذلك الإنسان الذي يعد العنصر الحقيقي في عملية التنمية الشاملة وهنا يتجلى دور الأمن العام في بناء رجل الأمن السعودي الذي يحمل على عاتقه مسؤولية الحفاظ على أمن المجتمع واستقراره، يشاركه في أداء رسالته العظيمة في الحياة كل أبناء الوطن يدفعهم إلى ذلك إحساسهم بواجبهم تجاه دينهم ووطنهم وانسانيتهم.. في إطار النهوض بالمسؤولية الاجتماعية المشتركة والتمسك بثوابت الأمن.
لا يسعني في هذه المناسبة السعيدة والعزيزة على نفوسنا جميعاً إلا أن أتقدم بأسمى آيات التهنئة إلى مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني «حفظهم الله».
وأن تحقق المسيرة الأمنية أهدافها بقيادة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وسمو نائبه، وسمو مساعده للشؤون الأمنية.
وختاماً.. أسأل الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا قيادة وشعباً من كل سوء وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار إنه سميع مجيب.
* مدير الأمن العام |