في مثل هذا اليوم من كل عام نحتفل نحن أبناء المملكة العربية السعودية بذكرى عزيزة وغالية علينا، هي (اليوم الوطني) والراصد لمسيرة المملكة العربية السعودية في التنمية الحاضرة اقتصادياً وبشرياً ودورها السياسي عربياً وإسلامياً ودولياً يلمس بدقة ووضوح استراتيجية التخطيط بعيد المدى والقدرة العالية لآليات التطبيق عبر الخطط الخمسية.
لقد أفرد التاريخ المعاصر صفحات واسعة موثقة بالتقدير والوفاء لصقر الجزيرة والد الجميع الملك عبدالعزيز - رحمه الله - فهو المثال الأبرز الذي تفاعلت عبقريته وفصائل شخصيته مع المرحلة الزمنية والواقع المكاني. وأثمر ذلك عن التغير التاريخي الأهم للجزيرة العربية في التاريخ الحديث لتقوم الدولة واحدة شامخة بمبادئها وأهدافها الخيرة.
وفي هذا اليوم الأغر يواصل وطننا العزيز مسيرة التطور ليتلقي التاريخ بكل أمجاده مع الحاضر بكل إشراقاته في رقي الوطن والمواطن وترسيخ الأمن والأمان في ظل قيادتنا الرشيدة التي تتلمذت على يد موحد هذا الكيان الكبير الملك عبدالعزيز - رحمه الله -.
واليوم الوطني يعني لتاريخ المملكة العربية السعودية وحاضرها حقائق ناصعة تمثل الثوابت الراسخة في نهجها وسياستها ومسيرتها التنموية للوطن والمواطن وفي مقدمة هذه الحقائق أن انطلاقة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز وجهاده لتوحيد البلاد وتأسيس هذا الكيان العظيم والصرح الشامخ تحت راية لا إله إلا الله وعزيمته على العقيدة الإسلامية وتطبيق الشريعة السمحة ثم غرس روح الانتماء للوطن والعمل من أجله وترسيخ الاستقرار فساد العدل واستتب الأمن في ربوع بلادنا والحمد لله على فضله.
إن النهضة الشاملة الحاضرة التي نشهدها في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني ما هي سوى امتداد لأمجاد التأسيس وحصاد للغرس الذي وضعه البطل الموحد الملك عبدالعزيز رحمه الله. حفظ الله بلادنا من كل سوء وأطال في عمر ولاة أمورنا ليعززوا البناء على منهج الملك المؤسس - طيب الله ثراه - لتحقيق المزيد من التقدم والرقي فمما لا شك فيه اننا بتمسكنا بديننا الحنيف نزداد قوة ومنعة ويعلو هذا الصرح العظيم، وأن في علو وطننا العزيز وقوته ومنعته قوة للعالم الإسلامي، حيث ان بلادنا الغالية هي مهبط الوحي وبلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين.
(*) مستشار سمو أمير منطقة مكة المكرمة |