Sunday 22nd September,200210951العددالأحد 15 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

خطوات ثابتة وواثقة على درب المستقبل خطوات ثابتة وواثقة على درب المستقبل
د. فؤاد بن عبد السلام الفارسي

تتبلور مكانة المملكة العربية السعودية في الخصائص والمميزات التي تتسم بها بلادنا العزيزة والتي لم تأت من فراغ.. كما أنها لم تكن وليدة الصدفة وانما هي ارادة الله ثم الأخذ بالأسباب المتمثلة في تلك الجهود العظيمة التي أرسى دعائمها الراحل العظيم المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود - طيب الله ثراه - والذي جاد بكل غال ونفيس من أجل قيام دولة الوحدة والتوحيد تحت شعار «لا إله إلا الله محمد رسول الله» فكان ذلك ايذاناً ببداية مرحلة جديدة على درب التمكين لدولة العلم والإيمان التي أطلق عليها اسم «المملكة العربية السعودية».
فها هي ذكرى اليوم الوطني تأتي في موعدها المزهر بكل الحب والولاء والوفاء ولذلك من الطبيعي أن تعم الفرحة المملكة العربية السعودية من أقصاها إلى اقصاها حيث يعيش هذا الشعب العربي الأبي المسلم على ثرى هذه البلاد الطاهرة التي تفخر كونها حاضنة الحرمين الشريفين اللذين يستقبلان على مدار العام مئات الألوف من الحجاج والمعتمرين والزائرين فيؤدون نسكهم بيسر وسهولة.
هذه الدولة السعودية الفتية التي تشهد في كل يوم انجازاً على يد خلفاء «ابن سعود.. طيب الله ثراه» الذين تسنموا دفة الحكم من بعده.. وقاموا بالواجب خير قيام فنسأل الله جلت قدرته ان يجعل ذلك في ميزان حسناتهم.
وخلاصة القول ان ما تم ويتم على يد أبناء الراحل العظيم الذين تحملوا الأمانة والمسؤولية من بعده هو في واقع الأمر اقتداء بالوالد الكبير الذي تعظم مكانته في النفوس وتزداد شخصيته ألقا بمرور الأيام وتعاقب السنين التي تحمل في طياتها الكثير من الملامح التي يستخلص من مضامينها العديد من العظات والعبر بما يجعلنا أكثر حرصاً على الاستمساك بالثوابت لأنها تشكل المرتكزات الأساسية لهذا الكيان الشامخ الذي تقلنا أرضه بكل الحب وتظلنا سماؤه بكل دفء وتحنان كالأسرة الواحدة المتحابة في الله التي ينعم افرادها بالأمن والأمان والتكافل ورغد العيش ويتضح هذا الأمر جلياً ونحن نعيش هذا العهد الزاهر وبرعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي عهده الأمين اللذين يبذلان قصارى الجهد من أجل مستقبل أفضل وفي هذا الشأن يقول الملك المفدى «ان دولتكم التي قامت منذ أكثر من مائتين وخمسين سنة وتوحدت في هذه المملكة منذ ما يزيد على ستين عاماً، قامت على تحكيم شرع الله وسنة نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، وصبغت بذلك تعاملها داخلياً وخارجياً، وسنظل بإذن الله متمسكين بهذا المبدأ لأننا نجزم ان فيه عزتنا، ورفعتنا، وسعادتنا في الدنيا والآخرة، وان من نعم الله التي لا تحصى على هذه البلاد، نعمة التمسك بالعقيدة الإسلامية، ثم ما من الله به علينا من الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار، وان من واجبنا ان نحمد الله على هذه النعمة، ثم نحافظ عليها ونوفر الأسباب والوسائل لاستمرارها..وانطلاقاً من هذا المبدأ سعت حكومتكم لاستغلال ما أنعم الله به علينا من ثروات للقيام بأسرع تنمية شملت جميع مجالات الحياة التي تهم المواطن وتهيىء له الحياة الشريفة الكريمة».
وباستقراء ما عبر عنه حفظه الله يمكن التعرف على الأبعاد الإيمانية والموضوعية والمنطقية التي تحكم نهجه الحكيم وسياسته الرشيدة.. وازاء ذلك أجد لزاماً علي أن أخص نفسي وزملائي وجميع إخواني المواطنين الأعزاء أن نكثف الجهود وأن نأخذ بالأسباب لاحراز المزيد من التقدم على مختلف الصعد الخيرة كل في مجال اختصاصه بما يتطلب الارتقاء بالأداء وتطوير الامكانات والقدرات واستيعاب التقنيات الحديثة ما أمكن إلى ذلك سبيلا لمواكبة روح العصر بكل مستجداته البناءة مع الالتزام بالثوابت أكثر وأكثر.
وبذلك يمكن أن يتوفر قدر أكبر من الاطمئنان إلى أننا نمشي بخطوات واثقة على درب المستقبل بكل ثقة واقتدار.. والله الموفق والهادي إلى سواءالسبيل.. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

* وزير الإعلام السعودي

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved