Saturday 21st September,200210950العددالسبت 14 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ليلة الزفاف هل هي للفرح أم ل....؟ ليلة الزفاف هل هي للفرح أم ل....؟
عمر بن سليمان الشلاش/ المرشد الطلابي بالقسم المتوسط بمجمع الأمير سلطان للمتفوقين بريدة

عندما نمعن النظر في بعض المسائل بل والمشاكل الاجتماعية كالمغالاة في المهور، والتكاليف الباهظة لحفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعية بشكل عام نجد وللأسف ان المحاور الرئيسية والعوامل الأساسية المسببة لذلك تتمثل في الآتي:
1 ضعف السيطرة والشخصية من لدن الآباء وتولي العنصر النسائي «الأمهات» لزمام السلطة في الأسرة والهيمنة في مثل هذه الأمور والتخطيط والترتيب والتنسيق لها بل وحتى إصدار الأوامر، ومعلوم ما لتولي المرأة للسلطة من عظيم الضرر، في كثير من الأحوال، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة».
2 الجهل وقل الوعي أو الادراك سواء من قبل بعض الآباء أو الأمهات بخطورة ذلك على أبنائنا وبناتنا وحصانتهم وعفافهم، وما ينجم عن ذلك أيضاً من نتائج سيئة لا تخفى على كثير منا من فساد للشباب وعنوسة للفتيات والعياذ بالله، فالمرأة عندما تكون هي المهيمنة وخصوصاً في مثل هذه النواحي قد لا تدرك تلك الأبعاد والنتائج والآثار السيئة المترتبة على ذلك، وينطبق هذا على الأب الجاهل وغير الواعي.
3 التمشي مع الأعراف الاجتماعية التي لم ينزل بها من الله سلطان، والاعتبار لبعض عادات وتقاليد المجتمع والخوف من نظرة المجتمع المحيط الذي في نظر الكثير لا يرحم.
4 التقليد والنظر لما يفعله الآخرون في حفلاتهم ومحاولة التنافس معهم في ذلك، والمتاجرة بفتياتهم وكأنهن سلع معروضة للبيع والمساومة، وكأنهم يقولون: من يدفع أكثر يأخذ.
إن ما نحتاجه للقضاء على مثل تلك الأساليب والتصرفات والعادات والتقاليد الاجتماعية الجائرة هو ما يلي:
1 التدخل والتدخل السريع من لدن الآباء أو من في مقامهم في إحكام القبضة وتولي زمام الأمور وعدم اتاحة الفرصة للتصرف والعبث من قبل غيرهم في وضع الكثير من المصاعب والعراقيل التي تعيق اتمام الزواج والحرص كل الحرص على المبادرة في اتمامه دون النظر لأي اعتبارات أخرى من تقاليد اجتماعية لا أساس لها في الدين الإسلامي، كما ان مصير أبنائنا وبناتنا ليس معلقاً بأهواء ورغبات الآخرين وإن كانوا الآباء والأمهات، ومن جانب آخر ليس مجالاً للتنفيس عن هموم الآخرين وتسليتهم.
2 الرضا من جانبهم بمن يتقدم لخطبة بناتهم إذا كان ممن يرضون خلقه ودينه وأمانته حتى لا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير كما قال صلى الله عليه وسلم.
3 عدم النظر لما يفعله الآخرون ويتكبدونه في حفلاتهم، فذلك ليس من الدين أو الخلق في شيء وإنما هو من المظاهر الاجتماعية الزائفة، و«خيرهن أيسرهن مئونة» كما قال صلى الله عليه وسلم، فليس هذا جزاء الشاب الذي يريد اعفاف نفسه بأن يكافأ بدفع ما يتجاوز الخمسين أو الستين ألف ريال تكاليف لليلة يفترض ان يفرج فيها لا يحزن، فليس ملزماً ان يجمع هذا الكم من الناس وبالأخص النساء وأحياناً فيما لا يرضي الله من اللهو والطرب والتكشف في اللبس وغيره، كما ان نشر الزواج وإذاعته ليس بهذه الصورة، إذ يمكننا في هذه الحالة ان نطلق على ليلة زفاف وفرح العريس «ليلة الحزن والهم» وذلك نظير ما يتكبده من جهود وأموال، وما يلازمه من هم وغم وتفكير فيها قبلها وخلالها.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved