|
| |
هواجس تدور في الفكر.. وخواطر ترهق العقل.. وهموم كالجبال الراسيات فوق قلب تملكته الأفكار واعتصرته الآلام.. أبداً عقولنا لا تفتأ تفكر في كل شيء.. وهي لا تقدر على شيء.. نفكر في ماضينا ونضيق ذرعاً بحاضرنا ونخاف من قادمنا.. هذه هي حياتنا.. نحمل هماً لكل شيء.. نفكر في كل لحظة: ماذا سيحدث غداً؟ أصبحت أيامنا سلسلة من الأفكار القلقة افتقدنا الاحساس بالأمان الذي بات في هذا الزمان نادراً.. وفي غمرة انشغالنا بأنفسنا والتفكير فيما جرى ويجري وما سوف يجري ننسى اننا لا نملك لأنفسنا نفعاً ولا ضراً.. وان هناك قلماً جرى بالأقدار وكتب كل صغيرة وكبيرة مقدورة على الخلائق.. نسينا ان الصحف جفت!.. وان ليس لنا إلا ما كتب علينا.. نسينا اننا ضعفاء واننا عاجزون أمام مقدرة الله سبحانه.. ليتنا ندرك هذه الحقيقة التي نعرفها ولكننا ننساها أو نتناساها.. ما أعمق الشعور بالإيمان الذي يرسخ هذه الحقيقة في قلوبنا المتعبة من هموم الدنيا.. أي راحة نُحسها عندما نفكر بأن الله هو مالك كل شيء وهو المتصرف بشؤون العباد.. العالم بما ينفعهم وما يضرهم، ولا عجب في ذلك فهو خالقهم.. فأنى يظلمهم أو يحملهم ما لا يطيقون؟.
عالم وحمّال رأى الفقيه بكر المزني حمالاً عليه حمله وهو يقول: الحمد لله استغفر لله قال: فانتظرته حتى وضع ما على ظهره وقلت له: أما تحسن غير هذا؟ قال: بلى أحسن خيراً كثيراً واقرأ كتاب الله، غير ان العبد بين نعمة وذنب، فأحمد الله على نعمه السابقة واستغفر لذنوبي، فقلت: الحمّال أفقه من بكر. |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |