Friday 20th September,200210949العددالجمعة 13 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

واحات الرسالة واحات الرسالة
الشيخ/ عبدالعزيز السدحان

آية وتفسير
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية: المراد بالخوض في آيات الله: التكلم بما يخالف الحق، من تحسين المقالات الباطلة، والدعوة إليها، ومدح أهلها، والاعراض عن الحق، والقدح فيه وفي أهله. فأمر الله رسوله أصلاً، وأمته تبعاً، اذا رأوا من يخوض بآيات الله بشيء مما ذكر، بالإعراض عنهم، وعدم حضور مجالس الخائضين بالباطل والاستمرار على ذلك، حتى يكون البحث والخوض في كلام غيره. فإذا كان في كلام غيره، زال النهي المذكور. فإن كان مصلحة، كان مأموراً به، وان كان غير ذلك، كان غير مفيد ولا مأمورا به. وفي ذم الخوض بالباطل، حث على البحث، والنظر، والمناظرة بالحق ثم قال: {وّإمَّا يٍنسٌيّنَّكّ الشَّيًطّانٍ} أي بأن جلست معهم، على وجه النسيان والغفلة. {فّلا تّقًعٍدً بّعًدّ الذٌَكًرّى" مّعّ القّوًمٌ الظَّالٌمٌينّ} يشمل الخائضين بالباطل، وكل متكلم بمحرم، او فاعل لمحرم، فإنه يحرم الجلوس والحضور، عند حضور المنكر، الذي لا يقدر على إزالته. هذا النهي والتحريم لمن جلس معهم، ولم يستعمل تقوى الله، بأن كان يشاركهم في القول والعمل المحرم، او يسكت عنهم، وعن الإنكار فإن استعمل تقوى الله تعالى، بأن كان يأمرهم بالخير، وينهاهم عن الشر والكلام الذي يصدر منهم، فيترتب على ذلك زواله وتخفيفه -فهذا ليس عليه حرج ولا إثم، ولهذا قال: {وّمّا عّلّى الذٌينّ يّتَّقٍونّ مٌنً حٌسّابٌهٌم مٌَن شّيًءُ وّلّكٌن ذٌكًرّى" لّعّلَّهٍمً يّتَّقٍونّ} أي: ولكن ليذكرهم، ويعظهم، لعلهم يتقون الله تعالى.
وفي هذا دليل على أنه ينبغي ان يستعمل المذكر من الكلام، ما يكون اقرب الى حصول مقصود التقوى. وفيه دليل على انه اذا كان التذكير والوعظ مما يزيد الموعوظ شراً الى شره، كان تركه هو الواجب، لأنه اذا ناقض المقصود، كان تركه مقصوداً.
برقيات محتسب
ظاهرة قطع الإشارة مع سبق الإصرار والترصد منكر ظاهر ومازال يمارس باستهتار البعض فمتى نعي مسؤولياتنا في حفظ الأرواح ونهبُ يداً واحدة لتدارك هذا الخطر؟
مسلسل التساهل في الحجاب مازال مستمراً ويرافقه سياج ضعف القوامة في المنزل. رسالة للمسلمة: إن عدم الاحتشام مؤشر خطير ومؤذن بالمزيد من هذه المظاهر مما ينذر بخطر محدق.
نشهد هذه الأيام تدافعاً محموماً لتوفير متطلبات العملية التعليمية فهل يراعي القائمون على العملية التربوية مقدار الضرورة في طلباتهم ويتحرون خلوها من بعض المحاذير الشرعية التي تغرس بعض القيم الخطيرة في نفوس ابنائنا؟
مازال بعض ما يسمى بالمشاغل النسائية يمارس من المنكرات ما الله به عليم، فنحن بحاجة للوقوف موقفاً ثابتاً مع النفس وكذا التعاون مع الأجهزة الرقابية، للوقوف أمام هذا المنكر الذي لا يعود بالخير.
كلمات مضيئة
إن من أسباب عدم التلذذ بالعبادة والشعور بروحانيتها، اقتراف المعاصي والآثام، وكلما أوغل الإنسان فيها وأدام عليها، كلما زاد حرمانه وبعده عن حلاوة العبادة، بل تزيد قلبه قسوة وغلظة وجفاء. قال بعض السلف: «ما ضرب الله عبداً بعقوبة أعظم من قسوة القلب».
فيا من فقد لذة العبادة وحلاوتها، سارع الى تفقد نفسك، واحرص على ان تزيل عنك ما دنس صفاء عبادتك، فما ربك بظلام للعبيد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحاً فاتهمه، فإن الرب تعالى شكور يعني انه لابد ان يثبت العامل على عمله في الدنيا، من حلاوة يجدها في قلبه وقوة وانشراح وقرة عين. فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول. انتهى كلامه رحمه الله.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved