.. الحدث الذي انفردت صحيفة «الجزيرة» الغراء «في الثاني والعشرين من ربيع الثاني» بالاهتمام به هو خبر فوز مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية بالجائزة العلمية المخصصة لخدمة التراث والثقافة الإسلامية والتي تمنحها بشكل دوري المؤسسة الأردنية «آل البيت» المعروفة عربياً وإسلامياً بأنشطتها الفكرية والثقافية ومنشآتها الأكاديمية الجامعية ومراكزها البحثية و.. لفت ذلك الاهتمام بالخبر «نشراً وإبرازاً وتعليقا» الانتباه إذ تزامن ذلك مع الدور الكبير الذي كان أحدثه تقرير البرنامج الدولي للتنمية التابع للأمم المتحدة بعنوان «التنمية الإنسانية في الأقطار العربية و..». كان التقرير رغم صفته الدولية قد حمل حملة شعواء على الأقطار العربية وجردها في الجانب الفكري والثقافي عن أي محمدة أو أدنى إنجاز وخص أقطار الخليج العربي والمملكة العربية السعودية «ضمناً» بأوصاف التخلف الحضاري ملمحاً إلى ان الطفرة البترولية التي كانت حققت القفزات الضخمة: جاءت وانتهت دون ان تحقق تنمية ولا حضارة رغم انها حققت «ثراء مالياً».
وهكذا وجد الباحثون من رواد مركز الملك فيصل في الإشارات القوية التي حركتها صحيفة «الجزيرة» ابتدار مواجهة ما لتلك الحملة الشرسة «المفاجئة» التي اتخذت من المؤسسات الدولية ستاراً وتخفت تحت لافتة «تقرير عن التنمية البشرية في الأقطار العربية».
وكما ألمحت الصحيفة وهي تحتفي بالجائزة العلمية في التراث والثقافة الإسلامية تخفي بطرفيها المانح والممنوح له أي بالمؤسستين العلميتين العربيتين المسلمتين في مجال علمي «عالمي» يتصل مباشرة بالتنمية البشرية بمستوياتها العصرية المتقدمة كأنها «إياك أعني واسمعي يا جارة» تبتدر «الرد» والمواجهة على الحملة المفاجئة والتي بدت وكأنها امتداد مخطط له ضمن تداعيات ما بعد أحداث واشنطن ونيويورك.. مناخ العداء المتغطرس الشرس للعروبة والإسلام.
فهذه الحملة التي صممت على أساس «تجريد» الأقطار العربية: تجريداً قاسياً صفيقاً عن أي إنجاز تنموي يتصل بالفكر والثقافة وبناء الكوادر البشرية ذات التأهيل والتنمية الحداثية بمستوى العصر ومتطلباته: وانها أقطار ظلت طوال العقود تحرث في البحر، وكأنها تعيش ذات بهارج: ألف ليلة وليلة ذات الصور الذهنية الفلكلورية الشائهة التي شادها التصور «الافرنجي» بجذوره التعصبية «المذهبية والأثنية» ضد العروبة والإسلام وما يتصل بهما في بلاد المشرق و.. هكذا إذاً مشاعر الانتقاص، والتعدي الفاحش: التي جاء بها التقرير عبأت الأنفس ثم جاء «التزامن» مناسبة إعلان فوز مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث بالجائزة العلمية الهامة هذا المركز السعودي المتقدم المفتوحة أبوابه طوال ساعات النهار والليل أمام الباحثين في كل مجالات الفكر والثقافة العربية والإسلامية فاختياره نموذجاً على المستوى العربي والإسلامي متقلداً جائزة هذه الدورة في مجالات التراث وخدمة الثقافة الإسلامية. هذا كله حفز الباحثين من رواد المركز لإعداد خطة تدارس «أولي» ناقد لتقرير البرنامج الانمائي توظف له الإمكانات والإمكانيات البحثية والاحصائية والمعلوماتية والمنهجية التي يوفرها هذا المركز العلمي المتقدم.
هكذا بدأ هذا التدارس والذي نقدم ملخصاً لأطره العامة على النحو التالي:
أولاً: في جانب ضعف المصدرية والمنهجية:
بالرجوع إلى المختزن الأرشيفي، ومواقع الإنترنت ذات الاتصال: وبالرجوع للوثائق والتقارير عن الجهود التنموية العربية وتقارير وكالات الأمم المتحدة «السابقة» في هذا الشأن وتقارير البرنامج الانمائي «حوالي 35 تقريراً ومسابقة» ولكنها أحادية عن كل قطر على حدة وبالرجوع إلى المادة ذات الاتصال بمفاهيم التنمية الإنسانية وغير ذلك مما تذخر به مواعين ومحفوظات ومكتبات المركزين تبين التالي:
(أ) المجافاة الواضحة لتلك الذخيرة في المنهج والخطة ونمط المعالجة:
فالمنهجية بشكل عام فيما سبق من تقارير «مماثلة» كانت تعتمد منهج دراسة الحالة بتركيز على الاستطلاع والاستقصاء وتجميع المعلومات ذات الحالة القصوى من مصادرها الأوثق «الرسمية» وكذلك «العلمية البحثية» ثم تبني الخطة بشكل غالب على أجزاء ثلاثة الجزء الأول الطرح العام/ الجزء الثاني التدارس والتحليل/ الجزء الثالث بلورة النتائج وتقديم التوصيات والمقترحات. هذا ما جافاه تماماً هذا التقرير في هيكلة الخطة وكذلك وبشكل غريب في أسلوب جمع البيانات إذ اعتمد معلومات واحصاءات قديمة وبعضها تم تجاوزه بمعلومات أحدث وأدق اعتمد في ذلك على وكالات الأمم المتحدة في الأساس ولم يهتم بالجهات الأوثق المعنية مباشرة ولا بالمعاهد والمراكز العلمية في الاقطار العربية، كما لم يهتم بإنجاز هيكلة لخطة التقرير ومنهجه ولذلك جاء مهزوزاً في المنهجية وفي مجمل الطرح والتناول وغلب عليه طابع القفز العاجل لتقرير نتائج وكان ذلك هو هدف الأساس ووضح ان «التشهير والادانة والتحقير» كان هدفاً أخضع لخدمته مسار الدراسة وجمعت المعلومات بانتقائية معيبة فقط لتوصل لخدمة هذه الغايات.
الأمر الغريب الذي كشفت عنه الدراسة المتتبعة لما سبقها من تقارير وبحوث ودراسات «نوعية» مماثلة ان هذا التقرير «بالذات» اتبع فيه برامج الأمم الانمائي «الاساسي» أي «غير الاقليمي المختص فقط بالمنطقة العربية» اتبع توجهات «بحثية» خاصة بمبادرة مباشرة من المدير العام «مارك براون Mark Broun» إذ قرر تكوين فريق بحثي «خاص» معظم أعضائه من خبراء وتكنوقراط عرب من العاملين مع هذه المنظمات والوكالات والمعروفين «تماماً» لديهم وبالفعل تكونت لجنة أي فريق بحثي من هؤلاء من غلاة العلمانيين معظمهم لم يعد له صلة ببلادهم إذ يمارسون العمل بالمنظمات والوكالات وبعض المؤسسات بالخارج خاصة بالولايات المتحدة والأقطار الأوروبية.
فيما كان الأمر في الجهود والتقارير «النوعية» المماثلة تضطلع به بالأساس الدوائر المحددة المختصة داخل البرنامج الانمائي بالتنسيق مع العاملين في المكتب الاقليمي «المختص» وهؤلاء يتكونون من مختلف الجنسيات.
وهكذا «ومنذ البداية» أصبح الأمر واضحاً وبصورة بالغة الركاكة، فالفريق البحثي إذاً «شماعة» أو خيال مآتة أو واجهة خادعة لتنفيذ المخطط.
بل ان بعض هؤلاء لهم مواقف معلنة تبرؤاً من أصولهم وثقافتهم بل لم يطل الوقت ومنذ ردود الفعل الأولى «غضباً واستهجاناً» التي عمت المنطقة العربية منذ الاصدار الأول للتقرير حتى تكشف الأمر إذ نقلت وكالة رويترز العالمية عبر رسائلها ومواقعها بالإنترنت الاعتراف المباشر والفج حين ذكر ذلك المدير العام للبرنامج الدولي بالأمم المتحدة وهو مارك براون Mark Broun قال بالحرف: «إن الموجة العارمة التي تفجرت في العالم العربي غضباً واستهجاناً لا يسأل عنها صندوق الأمم المتحدة العالمي ولا حتى المكتب الاقليمي للبرنامج الانمائي ذلك ان الذي كتب التقرير كله هم لجنة مستقاة مكونة من خبراء كلهم من ذات الجنسية العربية.
إذاً والحديث لا يزال لمارك براون Mark Broun فإن النقد القوي للحكومات وللأقطار العربية كما عبر عنه التقرير هو صادر من نفس العرب سواء مؤسساتهم كالصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والذي شارك مشاركة فعلية ضمن اللجنة أو سواء من جانب الفريق البحثي المكون من ذات الجنسية العربية ولم يكن بعد ذلك ممكناً لنا في البرنامج الانمائي إلا ان نتبنى التقرير كله بما فيه من نقد للحكومات وللأقطار و..».
وكتبت صحيفة «الواشنطن بوست» عن «المناخ النفسي القائم الذي أشاعه تقرير البرنامج الانمائي عن التنمية الإنسانية في المنطقة العربية وتحدثت كذلك عن الآثار السلبية لهذا التقرير المثير للجدل فقد تسبب بعكس الأهداف التي من أجلها انشأت الأمم المتحدة هذا الصندوق في خلق مناخ نفسي قاتم وقابض في المنطقة العربية وعبرت الصحافة العربية عن خيبة الأمل بل ذهبت فاعتبرت الأمر حلقة أخرى جديدة من حلقات مسلسل الاعتداءات الايديولوجية الموجهة للعروبة والإسلام منذ أحداث التفجيرات في الولايات المتحدة وهو عداء تعتبره الصحافة العربية متصلاً بالصدام والصراع الحضاري بين الحضارة الغربية بأصولها اليهودية الإسرائيلية والمسيحية الصليبية وبين الحضارة الشرقية بأصولها العربية الإسلامية.
أما الصحافة العربية «نفسها» خاصة صحيفة «الحياة» فقد عبرت عن الشكوك وعن الأهداف «الخفية» التي وظف لها ذلك التقرير في استفادة «خبيثة» من وضعيته كوثيقة صادرة عن البرنامج الانمائي للأمم المتحدة كما تحدثت عن «التحايل» المقصود حين ضم الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لذلك العمل.
بذلك ذهبت الحياة فنقلت الافادات والاعترافات العلنية كما نقلتها مواقع الإنترنت لبعض المشاركين من الخبراء العرب في ذلك التقرير.
نقلت عن «الدكتور عاطف قبرص» قوله «إن العالم من حولنا يتغير والرئيس الأمريكي «بوش» كما فرض على الفلسطيني الاصلاحات المطلوبة سوف يفرض ذلك على الحكومات والأقطار العربية لذلك جاء التقرير مستبقاً ذلك ليكون الأمر بيدي لا بيد عمرو وخير من القسر الدولي ان نتقبل اقتراحات الخبراء العرب عن الاصلاحات التعليمية والسياسية والاقتصادية المطلوبة و..». وهنا تذكر الصحيفة العربية «الحياة» الغراء بأن رئيس قسم الاقتصاد في جامعة ماكاشاير في كندا علق على هذا التقرير قائلاً «لا خيار للعرب فإن لم يبادروا بالإصلاحات الديمقراطية والتعليمية وأوضاع المرأة فإن ذلك سوف يفرض عليهم فرضاً بحسب الأجندة الموضوعة من قبل قوى الهيمنة الدولية ثم تذكر الصحيفة ان الخبير العربي «الدكتور عاطف قبرص» أحد المشاركين في ذلك التقرير قال في التقرير الذي وزعته وكالة رويترز العالمية عن ردود الفعل التي حدثت قال ذلك الخبير العربي:
«إن العالم بعد 11 ايلول/سبتمبر مشتغل يتحرك ولا يمكن للعالم العربي ان يبقى جامداً وما جاء به هذا التقرير هو اطلاق لصفارات الانذار فإن الأصولية الإسلامية تنتشر وتتمدد وهناك شعوذة دينية وخطاب مشوه فإن لم يتحرك العرب فسوف يفرض عليهم الأمر فرضاً و...».
هنا لا تملك الصحيفة العربية إلا ان تقول: «هذا التقرير إذاً عمل مشبوه في توقيته وفي اطروحاته وفي خلفياته فهل يا ترى هو بالفعل خطوة تمهيدية لنوعية التعامل القادم مع الأقطار العربية و.... و...». وكانت الصحيفة «نفسها» قد أوردت ضمن «تقرير وكالة رويترز العالمية ما كتبته الصحيفة الإسرائيلية «جيروزالام بوست» حين ذكرت ان كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تدرسان السبل العملية لتطبيق الرؤية الأمريكية لاصلاح الشرق الأوسط وذلك حتى يتم تجفيف المنابع واجتثاث الجذور للتطرف والارهاب و.. و.. «تراجع أعداد «الحياة» 7 و8 و9 يوليو 2000.
ثانياً: في جانب: الضعف المخل في المضمون وسطحية النظر والمقترحات:
ربما يمثل الرأي الذي قال به وزير الدولة اللبناني لشؤون التنمية الوزير «فؤاد السعد» في الندوة التي أقيمت لمناقشة هذا التقرير بوصف لبنان هو الرئيس للدورة الحالية لجامعة الدول العربية قال: «إن التقرير مبتسر تماماً وضعيف في المضمون ذلك ان الأقطار العربية وهي جزء من كتلة العالم الثالث الساعي للتنمية والتطور لا يخفي أوضاعه والمستوى الحقيقي القائم في مجمل الأوضاع التنموية ولكن العامل الأساسي في الخلل التنموي الذي تعيشه المنطقة العربية يرجع لعامل فرض عليه منذ ان نشأت إسرائيل عام 1948 والحروب المتصلة التي واجهت الأقطار العربية بالأوضاع القاسية التي دخلها الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج واتصال ذلك بشكل يومي بالأوضاع الداخلية في الأقطار العربية، حتى أصبحت قضية الأمن القومي والصرف على السلاح وحماية الأمن هي محور الأساس.
ولولا قيام هذه الدولة ولولا العجز الذي لازم المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة في مجرد الزام إسرائيل بتنفيذ ذات القرارات الصادرة منذ عام 1948م بشأن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، لولا ذلك لكانت أوضاع التنمية في جميع الأقطار العربية قد وصلت الآن إلى المستوى المشرف المستحق تماماً.
ثم علق الوزير «وهذه نقطة الضعف الأساسية في المضمون وفي الطابع العام الذي حكم هذا التقرير وأنزله منزلة الضعف العام و...
أ الضعف في المضمون «المنهج»: حسب أبجديات البحوث والدراسات العلمية فإن قوة الجهد البحثي يحققها المنهج والمنهجية الصحيحة وبالنظر لما طرحناه سابقاً من حقائق مع بداية هذا التناول تحت عنوان ضعف المصدرية والمنهج حيث تركز الضعف في:
i - اهتزاز في المنهج وخطة البحث منذ البداية خروجاً على تجارب المؤسسات الدولية في هذا المجال.
1- الضعف في النمط المنهجي في مرحلة تجميع المعلومات وما ترتب عليه.
2 - النوايا «الخفية» المسبقة والتي سيق البحث سوقاً لكي يخدمها.
3 - عدم التوازن في الدراسة مسارها العام وما توصلت إليه من اطروحات وما قدمته من مقترحات.
4 - الموقف الايديولوجي الموغل في العلمانية والجاهل بالمنظور الحضاري الإسلامي للتنمية ومفاهيمها.
تركز الدراسة حول «جذور القصور بمستوى الفشل» في جميع الأقطار العربية على الجهود التي شهدتها الحقبة التنموية الثلاث «1970 2000».
وهذا الفشل في جهود التنمية بهذا «القطع» تعميم بالغ الفحش لم يقدم له هذا التعميم في حيثيات/ بل هو يتناقض تناقضاً مع وثائق الأمم المتحدة ووكالاتها ذات الصلة بالنسبة لجهود التنمية في الأقطار العربية ويمكن الرجوع لهذه الوثائق بأرشيف مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية. نذكر من هذه الوثائق التالي أرقامها:
ومجمل ما توثقه هذه الوثائق يتلخص بشكل عام كالتالي:
1 التوثيق لتجارب التخطيط التنموي الحديث عبر الخطط والبرامج كما أخذت به جميع الأقطار العربية.
2 التركيز القوي على ما حققته البلاد العربية خلال حقب التنمية الثلاث (1970 2000) من إنجازات مع التوثيق للإخفاقات وللأسباب التي أدت إليها.
3 مستوى القفزة والطفرة الانمائية التي حققتها دول الخليج العربية (عامة) في توظيف رشيد للثروة البترولية بما نقلها تنموياً للمستويات العصرية في البنيات الأساسية وفي تنوع الإنتاج ومصادر الدخل.
4 المتابعات الموثقة للجهود الضخمة والشاملة لهذه الجهود علي مدى هذه الحقب (1970 2000) مع البيانات الإحصائية للإنجازات وكذلك الاخفاقات. وهذه الوثائق الصادرة عن البرنامج الإنمائي (نفسه) أو عن (اليونسكو) لم يستفد منها هذا التقرير وتعامل معها (انتقائيا) وبذلك خرج خروجا في مجمل المضمون وكان التعميم وإطلاق الأحكام القاسية المنقصة للحقائق وللإنجازات.
التقرير وخلاصة النتائج:
أما خلاصة النتائج التي قادت تلك الوقائع المغلوطة التقرير اليها فقد أشير إليها في محاور ثلاثة باعتبارها (نواقص) تشكل جذور معضلة التخلف في العنصر البشري هذه المحاور أو النواقص هي:
(1) مشكلة في نص الحرية فقد جمع الأقطار العربية جميعها تحت هذا العنوان واعتبرها نظماً (تولاتارية) أو (سلطوية) حريات الناس في التنظيم والتعبير معدومة أو تكاد ولا توجد ديمقراطية ولا مؤسسات دستورية ولا حقوق للمواطن وبذلك انزل العرب جميعا جميع أقطارهم منزلة قصية دون أن تعني ذلك أي حيثيات مفهومه.
(2) مشكلة في وضع المرأة وبذات المفهوم الرائج في مفاهيم الأوروبيين والأمريكيين المرأة وأوضاعها والصور الذهبية النمطية (الموروثة) عندهم للمجتمعات العربية أطلق التقرير الأحكام عن انعدام (الحقوق) للمرأة: كل الحقوق الانسانية البشرية والقانونية الدستورية/ وحقها (مواطنة) أو عاملة ومنتجه. وبذلك اعتبر ان نصف المجتمع معطل فكيف يمكن أن تكون تنمية خاصة في جانب التعليم لم يهتم بحقائق الواقع فيذكر الكثير الذي تحقق ويشير للنواقص ولكن الإدانة كانت قاسية وشاملة.
(3) مشكلة نقص المعرفة وهذا العنوان هو المحور الذي قصد التقرير به جانب المستوى التأهيلي التدريبي والفكري والثقافي المتاح للبشر في المجتمعات العربية ولكن وبذات النهج التعميمي ودونما ارتكاز على بيانات ومعلومات حقيقية أعطى التقرير انطباعا بأن العرب في اقطارهم في مرحلة متخلفة تماما عن بقية البشر تقوقعا وتحجرا وجهلاً بالعصر وفكره وقياداته وانعدام تواؤم مع الثقافات والمعطيات الحديثة هذه هي النواقص.
المقترحات
اما المقترحات للإصلاح فقد جاءت هكذا بذات الترتيب للمحاور المطلوب (محملا) إصلاحات كما يقترح التقرير في الديمقراطية ونظم الحكم والمؤسسات وإشاعة الجمعيات بالنسبة للمحور الأول اما المحور الثاني فإطلاق الحريات والحقوق للمرأة لتكون كالمرأة في أوروبا وأمريكا.
أما المحور الأخير (المعرفة) فقد حذر من الأصولية الإسلامية وحذر من شعوذة دينية لذلك يقترح (ابعاد الدين) عن التعليم والمناهج والثقافة وإحلال العلمانية كاملة في حياة الأقطار العربية. هذا هو التقرير في دراسة (اولية استطلاعية) اعتمدت على الإمكانات والإمكانيات الوثائقية والبحثية التي يوفرها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في تسجيل لمناسبة الجائزة العلمية التي حققها هذا المركز العلمي المتقدم لا سيما وهيئة اليونسكو العالمية تعتبر المراكز العلمية القائمة على الجهود الطوعية الأهلية تعبر عن التطور الايجابي في المجتمعات إذ تسهم في التنمية البشرية وتأهيل الكوادر بمستوى المتطلبات الحديثة. وتشير اليونسكو إلى أن هذه المراكز في العالم الثالث بالذات رغم التكلفة الباهظة فإنما تأتي وفق معايير قيمية ومعرفية تحدد المستوى الذي حققه القطر المعين في جهود الخدمة والجهود التنموية حتى وصل (الحدية المعرفية) حيث تصبح المراكز البحثية والدراسية (ذات الجدوى والجدية) تصبح مخرجا ومطلبا (تأهيليا وبحثيا) يلبي متطلبات تلك المراحل حيث يتزاحم الباحثون والدارسون وتعجز المراكز الرسمية التقليدية المرتبطة بالجامعات والإدارات الحكومية عن توفير المناخ والمتطلبات بالصورة التي تتعدى الحشود الضيقة (في الزمان وفي المكان) وأساليب التشغيل والتعامل بصورتها التقليدية المعروفة في المدرسة والجامعة والمكتبة. تشير دراسة اليونسكو إلى المركزين الشهيرين في فرنسا وأمريكا (مركز جورج بمبيدو) و(مركز جون كندي) باعتبار أنهما نماذج للمستوى العصري المطلوب لتقديم ما تحتاجه جهود التنمية وبناء الأمم من مؤسسات تأهيل على مستوى مثل هذا العصر الحديث. تحية لمركزنا الإسلامي العربي التليد وللدلالات الكبرى التي يمثلها ويعطيها لهذه الأمة الخيرة.
م عنوان الوثيقة
الرقم
1 تقرير البرنامج الإنمائي عن جهود التنمية في الإمارات ودول الخليج 157369
2 الخطة التنموية في المملكة العربية السعودية 172481
3 التجارب التنموية (عن البرامج الإنمائي) 172481
4 استراتيجية التنمية في الأقطار العربية 157379
5 الجهود العربية ومفاهيم التنمية البشرية 182648
6 التعليم في العالم العربي (حق المعرفة وحق الأمل) 174757
7 التعليم في الخليج العربي 179905
8 خطط التنمية العربية 19077
9 التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأفطار العربية 142621
(*)باحث زائر استاذ جامعي في الصحافة والإعلام |