حرصت على حضور كل المنتديات الأدبية والثقافية ومعظم اللقاءات العلمية في قصر الضيافة وفي غيرها من منتجعات بلاد عسير لأعرف الأرضية الثقافية التي تشكلت فوقها (مؤسسة الفكر العربي) فلم أسعد بشيء يصلح ليكون أساساً للبحث في فكر الأمير خالد (الفكر الإستراتيجي).
طالع معي بعض أهداف (مؤسسة الفكر العربي) وستلحظ للوهلة الأولى التماسك في بنائه المنهجي والأسلوبي، طالع الأهداف وتمعن فيها فستلحظ أنها مبنية على فهم عميق لواقع الفكر والفكر العربي، ونظرة شاملة لواقع الثقافة العربية، ستلحظ الإدراك الكامل لهذه الأزمات العربية على مستويات الفكر والثقافة والسياسة والاقتصاد وكل هموم المجتمع العربي، بل كل أمراضه ، بل كل مآسيه وكوارثه وقصة وجوده المتذبذب بين الحياة والموت.
يتضمن نظام المؤسسة أهدافها السبعة المعلن عنها في نشرة مهرجان القاهرة الذي سينعقد في خلال الفترة من 21 / شعبان حتى 23 من شعبان، وهي أهداف محددة بالنصوص التالية:
أولا: تنمية الاعتزاز بثوابت الأمة وقيمها وهويتها بنهج الحرية المسؤولة . من خلال البرامج الثقافية الملائمة.
ثانيا: ترسيخ الأفكار والفعاليات التي تعمل على نبذ دواعي الفرقة وتحقق تضامن الأمة، وتوحّد جهودها لتنصب في المصلحة العربية العليا.
ثالثا: العناية بمختلف المعارف والعلوم، والاهتمام بالدراسات المستقبلية، والاستغلال الأمثل للتقنيات الحديثة المتاحة.
رابعاً: تكريم الرواد، ودعم المبدعين، ورعاية الموهوبين من أبناء الأمة العربية.
خامساً: تحقيق وتفعيل التواصل مع العقول والمؤسسات المهجرة، والاستفادة من خبراتها.
سادساً: التنسيق والتواصل مع الأفراد والهيئات المعنية بالتضامن العربي الثقافي والفكري، والهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية ذات العلاقة بالشأن العربي.
سابعاً: استحداث البرامج الإعلامية والثقافية التي تسهم في نشر الفكر العربي، وتصحيح المفاهيم السلبية عن الأمة العربية في العالم.
وفي المؤتمر الأول الذي سيعقد في القاهرة في شعبان تحاول المؤسسة تحقيق الهدف الأول والثاني والرابع والسادس ويحوي البرنامج المخصص له عشرة محاور هي:
1) نحو علاقة عادلة بين العرب والغرب.
2) المعالجات الإعلامية للمشكلات العربية.
3) تكامل الاقتصاد العربي وأسباب الفشل.
4) التعليم العربي، الواقع والمستقبل.
5) الشورى والديموقراطية، رؤية عصرية.
6) الديانات السماوية والهوية العربية.
7) ماذا لو فشل خيار السلام.
8) حتى يصبح العرب منتجين للتقنية.
9) إسهام المرأة في الفكر العربي.
10) اللغة العربية وروح العصر.
والذين هم مشاركون متنوعون ما بين ملوك، أمراء، رؤساء، مفكرين، علماء، وعدد من القيادات السياسية والدينية والفكرية والعلمية، والاقتصادية، والإعلامية، والتعليمية، وقد دعيت هذه القيادات للمشاركة في محاور المؤتمر الذي يرعاه كما علمنا الرئيس حسني مبارك رئيس الجمهورية.
لقد قيل عن هذه الأهداف كلام كثير في المنتديات والمجالس العامة والخاصة، وبعض ما قيل قد سمعه الأمير من بعضهم فتصدى لشرح الغامض أو الملتبس ولم يتردد في قبول الدعوات الإذاعية والتلفزيونية والصحفية، وغيرها لشرح هذه الأهداف ولشرح النظام الكلي والتفصيلي لهذه المؤسسة، كما أنه لم يتردد في السفر الى معظم الأقطار العربية ليلتقي بالزعماء والكبراء والعلماء والمفكرين وقادة الرأي ورجال الأدب والصحافة والإعلام ونحوها، وجهده واضح ومثمَّن وبارز للعيان.
ليس هدفنا الآن أن نتقدم بنبوءة نزعم فيها معرفتنا بمستقبل هذه المؤسسة من حيث النجاح والفشل، فالتفاؤل المقرون بالوقائع يشير إلى نجاحها بلا شك، ولكن هدفنا أن ننظر في إمكانيات المؤسسة المادية، وإمكاناتها البشرية، وننظر في البرامج التي تؤديها ومدى صلاحيتها لعلاج مشكلات الثقافة بوجه عام والفكر بوجه خاص، علينا أن ننظر في الأهداف وما تستلزمه من وسائل خلاَّقة ذات فكر جديد، وعقل جديد، فالفكر العربي الذي تلوكه الألسن الآن قد مات والمكفر العربي قد مات كذلك. فهل هذه المؤسسة تسعى اليوم الى ثقافة جديدة، فكر آخر، عقل حي ينظر بعدسة تكنولوجية حديثة.
هذا هو الموضوع؟؟
| 
