ثناؤك يا عطر الحروف نشيدُ
وفضْلك في دنيا الأنام حميد
زمانٌ بألوان المزايا عَمَرْتَه
ونفعك وضَاء الجبين جديدُ
فأنت مع الأيام تزداد هِمَّةً
وعَزْمُك في درب الفخار حديد
تحمَّلت ما تَعْيى جموعٌ بحمله
كأنك في هم البلاد وحيد
مضى نصفُ قرن والكفاءات زهرها
نديٌّ وأنهار العطاء تزيد
فأضحيت أستاذاً عظيماً مربياً
ومن يعشق العلياء منك يفيد
تألَّقْتَ في دعم المروءات والنُّهى
وأرغمت أنف البغي وهو عنيد
مقالك بالعقل الرصين مميز
ورأيك في سبك الأمور سديد
تفانيت فيما يورث العز والرضى
وأرسيت صرح الأمن فهو وطيد
فما بعد ما أوليت للأمن غايةٌ
ولا فوق ما أبدعت فيه مزيد
يحلّيك إيمان وصبر وهمّة
وسير لآماد الكمال وئيد
وفقه لأبعاد الأمور وحكمة
وسبر لأغوار النصوص بعيد
فؤادك بالحلم الزكي مضمّخ
وحبك للصفح الجميل فريد
وترمي شباك اللطف في أبحر الرضى
فتسبي قلوباً شُرَّعاً وتصيد
أيا نايف الأمجاد هذي خواطر
من الحب والإجلال وهو مديد
وماذا سيروي الشعر من فيض مجدكم
ولو قام يشدو أحمد ولبيد
أتيتك والآمال تزهو بطيفها
ونخل الأماني بالثمار نضيد
إذا غاب عنك الطرف وهو مولّه
فَصِدقُ عطائي لِلْوِداد بريد
وإني وإن طال التنائي لحاضر
بروح عن الميثاق ليس تحيد
ومن عاش يسعى في رضى من يحبه
فليس من الوصل الجميل بعيد
أحدّث من لاقيت عن حسن بركم
وأشدوا بمكنون الرضى وأشيدُ
فؤادي لما أوليتموه مُبَجَّلٌ
وقلبي بميمون اللقاء سعيد
لك الشكر ما غنى على الدوح طائرٌ
وما هزّ سمع العالمين قصيد
سأمضي على صدقي وحبي وطاعتي
وربي على هذا المقال شهيد