كان ياما كان.. في قديم الزمان.. وسالف العصر والأوان. كان هناك مخلوق يسمى «الرجل» وكان لهذا الرجل صولات وجولات في الحياة.. كان قادراً على تذليل كل الصعوبات التي تواجه مسيرته في الحياة، وقد استطاع طوال فترات طويلة من الزمن، أن يكون صاحب الدور الأكبر في الحياة.. فجعل من نفسه كما خلقه الله قائماً على المرأة، واختار لها أن تعتني بأولادها ونفسها وبيتها وزوجها، وتترك له التصرف في جلب كل احتياجاتها.. مع إحساسها بالأمن والأمان ما دام هذا «الرجل» بجانبها، وما دامت تعيش في ظل رعايته بعد الله تعالى.
وفي ظل تغير الحياة وظروف العيش فيها.. بدأ هذا الرجل يتقهقر، وبدأت المرأة تنزع عنها ثياب الاعتماد الكلي عليه.. فخرجت وتعلمت.. والتحقت بأعمال كثيرة وباتت قادرة على أن تتحمل مسؤولية ذاتها دون الحاجة «المادية» إلى الرجل..
ومع مرور الأيام وتعاقب الظروف وتغير المبادئ والأفكار.. بدأت المرأة في تحمل مسؤولية أبنائها وبناتها.. وأصبحت هي من تقوم عليهم وتشتري لهم ما يحتاجون من مأكل ومشرب وملبس!! ولكن المثل القائل: «عش رجباً.. ترى عجباً» أخذ يثبت نفسه في حياتنا بالتدريج ويوماً بعد يوم.. حتى أصبحت المرأة أو «الفتاة» غير العاملة، مهددة بالبقاء في بيت والدها وعدم تقدم أحد لخطبتها بحجة أنها لا دخل لها نهاية كل شهر!!
أتدرون لماذا؟ فقط لأن ذلك «الرجل» أصبح ينظر للحياة بمنظار المادة والمادة فقط، فأخذ يبحث عن «مال المرأة» قبل دينها وأخلاقها وجمالها.. لأنه في يوم من الأيام. وبعد مرور شهر العسل «بالكثير» سوف يبدأ بالتحول من زوج يبحث عن السعادة الزوجية، إلى «منشار حاد، طالع واكل نازل واكل» ويبدأ بتطبيق الخطط المدروسة في أجندته ويمارس اعتداءه على «طيبة أو وفاء أو ضعف أو حب المرأة» فيركب أحسن السيارات.. ويسكن ويبني.. ويبيع ويشتري و«الأقساط» الشهرية على حساب «المسكينة» شاءت أم أبت!! لدرجة أنه قد يستولي على كل شيء، ويسلبها حتى حرية التصرف في أموالها لأن «البطاقة» أعني بطاقة الصراف في جيب «المنشار» ولا يمكنها صرف ريال واحد من «عرق جبينها» إلا عن طريق المرور «بجمارك الزوج» والخضوع إلى «سين وجيم»..
فيا إخواني.. ألا تشاركونني «الرأي» بأن الرجل بهذه الطريقة قد يفقد الكثير من قيمته أمام نفسه وأمام زوجته وأمام المجتمع أيضاً؟
وبالتأكيد أن ما أقوله لا يمكن أن يعمم على جميع «الرجال» وأيضاً لا يعني إلغاء مبدأ التفاهم بين الزوج وزوجته هذا المبدأ الذي يتحجج به كثيرون عندما ينهبون أموال زوجاتهم فأقول إن التفاهم ضروري والتعاون أكثر ضرورة ولكنَّ هناك فرقاً بين التعاون «بالرضا» والتعاون «بالقوة» ووجود التعاون لا يعني سلب كافة حقوق المرأة الشخصية.
وختاماً أرجو ألا يغضب مني بعض الرجال.. لأن الذي يغضب من الواقع ظالم لنفسه ولغيره.. وأتمنى من أمثالي من الشباب «العزاب» ألا يتحولوا إلى «مناشير» بعد الزواج.. أو على الأقل أن يكون الواحد منا «منشاراً محترماً»!!
|