* مكتب الجزيرة - القاهرة - عبد السلام لملوم:
شن قراصنة عرب ومسلمون هجوماً مباغتاً على عدة مواقع امريكية وإسرائيلية وبريطانية في وقت متزامن تحت شعار «ارفعوا أيديكم القذرة عن العراق» واستهدف الهجوم أكثر من 155 موقعا حكوميا وتجاريا في الدول الثلاث، واسفر الهجوم - الذي بدأ بالتزامن مع احتفالات الولايات المتحدة بذكرى الحادي عشر من سبتمبر - عن إصابة بعض المواقع المستهدفة بتدمير جزئي تمثل في ازالة الواجهات « الصفحات الأولى » واستبدالها بشعارات تندد بالعدوان على العراق كما أصيبت بعض المواقع الأخرى بحالة من الشلل الكامل لعدة ساعات. وفي بعض المواقع الأخرى قام القراصنة باختراق قواعد البيانات ومسح المعلومات الخاصة بالمشتركين مما أدى إلى عجزهم الدخول إلى هذه المواقع.وفي أمريكا تعرضت عدة مواقع رسمية وتجارية للهجوم ومن بينها اربعة مواقع خدمية تابعة لشركة أمريكا أون لاين وثلاثة مواقع تابعة لبنك الولايات المتحدة«يو اس بانكنج جروب» وموقع مكتبة جامعة تكساس ومكتبة لوزيانا الوطنية ومحكمة الاسكا ومركز نافال سورفيس التابع للبحرية الأمريكية بالاضافة إلى تسعة مواقع تابعة لمنظمات صهيونية امريكية منها موقع شباب صهيون واصدقاء إسرائيل وهاكوشير وارض إسرائيل وإسرائيل للأبد وابناء التوارة وجيل الهيكل.
وقام المهاجمون بوضع شعارات مؤيدة للعراق وفلسطين في هذه المواقع بالاضافة الى رسالة طويلة يقول نصها «كلهم يريدون نهب واحتلال المزيد من أراضي المسلمين.. أمريكا تريد ضرب العراق لمجرد مزاعم تروجها حول احتمال امتلاكه القدرة على انتاح اسلحة الدمار الشامل في الوقت الذي تترك فيه إسرائيل طليقة رغم انها تمتلك بالفعل 95% من ترسانة الاسلحة الموجودة في منطقة الشرق الاوسط ورغم اعترافها رسميا بامتلاك أسلحة الدمار الشامل.. أمريكا تلتزم الصمت تجاه إسرائيل وتتركها لتمارس حرب الابادة يوميا ضد شعبا باكمله وعندما يقوم طفل فلسطيني بالقاء حجر على دبابة إسرائيلية تصرخ أمريكا من بشاعة الارهاب الفلسطيني الذي يهدد أمن إسرائيل وفي بعض المواقع الأخرى ترك المهاجمون رسائل تقول «ارفعوا أيديكم القذرة عن العراق » و«فلسطين حرة» و«الدمارلإسرائيل النازية وأمريكا البربرية» وحذر المهاجمون في رسائلهم من ضرب العراق مؤكدين أن الموجات التالية من الهجمات ستكون اكثر عنفاً وشراسة.
وفي المواقع التابعة لمجموعة بنك الولايات المتحدة «يو اس بانكنج جروب» استهدف المهاجمون شبكة الخدمات المصرفية التابعة للبنك وقاموا بشلها تماما لعدة ساعات قبل أن يستولوا على بيانات البطاقات الائتمانية المخزنة على اجهزة الخدمة وتركوا رسالة تؤكد سرقة ارصدة جميع البطاقات التي عثروا عليها بالاضافة إلى نشر ارقام البطاقات على الانترنت في احد المواقع التابعة لهم وهو ما أثار حالة من الرعب والفزع بين عملاء البنك كما هاجم القراصنة بعض المواقع التجارية وتعمدوا العبث في قوائم اسعار المنتجات التي تبيعها هذه المواقع لرواد الانترنت وفي بعض المواقع الأخرى قاموا بحذف وتغيير بعض البنود الخاصة بلوائح حماية الخصوصية الفردية.وفي إسرائيل استهدف الهجوم أكثر من 16 موقعا منها ثلاثة مواقع حكومية وثلاثة عشر موقعاً تجارياً على رأسها موقع شركة فوكس كابيتال جروب وبايدا باكنج ليتد وسايت سيينج إسرائيل وكاهول سكوول إسرائيل وشاباك بورات وبارتال وكونيكتور كومبيوتر نيتوورك وجولدكس ميتال ليتد وحرص المهاجمون على تدمير واجهات هذه المواقع وحذف محتوياتها الاصلية ووضعوا بدلا منها صورا لشهداء الانتفاضة وضحايا المجازر الوحشية الإسرائيلية وشعارات مؤيدة للشعب الفلسطيني وانتفاضته المباركة وتعمدت جماعة يونكس لافر رفع العلم المصري في معظم المواقع الإسرائيلية التي اخترقتها.
وتعرضت عدة مواقع بريطانية للهجوم في هذه الموجة من بينها موقع تابع لرئاسة مجلس الوزراء وآخر تابع للخارجية وثالث تابع للبحرية الملكية كما استهدف المهاجمون مواقع أخرى تجارية وخدمية وتعليمية من بينها موقع كلية كوين ماري وترك المهاجمون رسائل تندد برئيس الوزراء البريطاني توني بلير وتحذر من شن المزيد من الهجمات على المواقع البريطانية اذا تم ضرب العراق.
وتشير المعلومات الأولية إلى مشاركة اكثر من 20 جماعة قرصنة اسلامية وعربية في هذا الهجوم وعلى رأسها جماعة حراس يونكس «يو اس جي » التي تضم اعضاء من مصر ومن منطقة الخليج العربي بالاضافة إلى جماعتي ايجبتشان فايتر «المقاتل المصري» وعاشق لينكس «لينكس لافر» «المصريتان» وجماعة هاين .ار.دي المغربية وشارك في الهجوم ايضا تسعة جماعات باكستانية وكشميرية هي جي فورس وباكستان يتشوانتي انديا كرو وديث سيمبول وورلد فانتا بوليس ديفيسور ودكتور نوكر وكشميرازاد وسيلفر لوردز وخمس جماعات أخرى غير معروفة هي نيتو ايت ودرام كودو داتا ماستر وسكوربيون تيكس وبوزيون بوكس.
وأدى الهجوم إلى اثارة حالة من الهلع والارتباك على شبكة الانترنت وفي اوساط خبراء الكومبيوتر خاصة انه بدأ مبكرا جدا على عكس التوقعات التي اشارت إلى انه قد يبدأ بالتزامن مع الضربة الامريكية للعراق واعلنت ماريا دونتس خبير حماية الشبكات في مجموعة نيت سيكيورتي أن الهجوم كان مباغتا إلى حد انه أصابنا بحالة من الشلل ومن الواضح أن القراصنة خططوا لذلك جيدا ونجحوا في اثارة حالة من الارتباك عندما قرروا اخذ زمام المبادرة والبدء بالهجوم قبل أن نستكمل استعداداتنا اللازمة لمواجهته.وحاول بيتر ليند ستورم مدير قسم الحماية الاستراتيجية في مجموعة هوارتيز الامريكية التقليل من شأن هذا الهجوم مؤكدا انه كان محدودا وعشوائيا ولم يحقق الاهداف التي سعى اليها «الارهابيون» لكنه اعترف بانهم نجحوا في اشاعة حالة من الفوضى والارتباك في هذه الجولة بسبب عنصر المفاجأة الذي لجأوا اليه لكنهم لن ينجحوا في المرات القادمة.
ووصف دي كي ماتاي رئيس شركة ام اي تو جي البريطانية الهجوم بانه مجرد بداية لكابوس طويل اسمه الحرب الالكترونية الرقمية مؤكدا أن الايام القادمة ستكون عصيبة جدا وعلى الجميع أن يستعد لها وقال ماتاي أن «الارهابيين الالكترونيين» يعرفون هدفهم جيدا ولديهم قوائم واضحة بالاهداف التي يستهدفونها وقد اثبتوا خلال هذا الهجوم قدرتهم العالية على التنظيم والتنسيق لذلك ركزوا هجومهم على ثلاثة محاور رئيسية الاول هو «داتا اتاكس» الذي استهدف مهاجمة مواقع الويب والبنى التحتية الخاصة بها والخوادم التي تستضيفها بالاضافة إلى مهاجمة انظمة الدفع بالبطاقات الائتمانية الخاصة بالمواقع التجارية على الشبكة وتدمير قواعد البيانات الخاصة بها.
اما المحور الثاني فيعرف باسم «كوماند اند كونترول اتاكس» والذي استهدف تعطيل بعض المواقع التي تم مهاجمتها وحرمان الزائرين والمترددين من الدخول اليها وذلك من خلال اغراقها بطلبات الدخول حتى عجزت عن الاستجابة لها «الاغراق» بالاضافة إلى انهم قاموا باختراق الخوادم التي تضم بيانات الزوار والمشتركين وعبثوا فيها من خلال الغاء كلمات المرور واسماء المستخدمين اما المحور الثالث فهو معنوي وتمثل في الرسائل التي تركها القراصنة في المواقع التي هاجموها بهدف اثارة حالة من الرعب والارتباك في اوساط الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة العاملة على شبكة الانترنت وفي قلوب مستخدمي الشبكة ايضا وقد نجح القراصنة في انجاز الاهداف الرئيسية من هذا الهجوم.
يذكر أن «الجزيرة» - كعادتها - انفردت قبل ايام بنشر تقرير يؤكد قرب اندلاع مواجهة شاملة على شبكة الانترنت احتجاجا على الضربة الامريكية المرتقبة ضد العراق. وانفردت مرة أخرى يوم أمس بخبر حملة اختراق خوادم ويندوز 2000 على النت في الأسبوعين الماضيين والتي اتضح أنها بهدف الاستعداد لهذه الحرب الإلكترونية الجديدة.
مصادر «الجزيرة» تؤكد أن هذه العملية ليست إلا البداية فقط والأيام القادمة ستكشف المزيد عن هذه الحرب الشرسة فكونوا معنا.
|