ذكريات وايما ذكريات..!! ذكريات باقية في حوض عقلي.. تلوكها ضروس الايام.. ويبقى الحزن بين عظام الصدر وحجرات القلب.. وقامتي كما هي لا تثنيها انحناءات الاحداث المؤلمة والاحزان العارضة.. تتراكم ضغوط الحياة عليَّ بكل جنباتها.. ولكن تبقى نفسي على صلابتها.. وعقلي على اتزانه.. ارى الدنيا من حولي في بشاشتها او عبوسها اللذين لا يسمحان لي بممارسة الحزن في حياتي العملية والاسرية. كأني بعقارب الساعة لم تتوقف عند اي حدث كان..كأني بها تدور وتطحن في دورانها الاحداث ثم تقذف بها بين ذرات الهواء.. ارى الحزن في مضمونه مشاعر ليس لها مكان خارج النفس.. لست ادري.. هي مشاعر نزاول فيها الركض دونما نهاية.
ارى الحزن في منظور من يقول حزني عليك يا اخي.. لم ينته بعد.. ولن ينتهي الى وقت غير معلوم وأعلمُ في قرارة نفسي ان عدم انتهائه ليس بارادة مني فهو اقوى من ان أزيله.. ولكن هيهات.. كيف أزيله؟ وقد سكنت احداثه عقلي.. ونمت اغصانه في نفسي، ان انفعالاته تحرق دمي ومع كل ذلك أخاطبكم «قراء عزيزتي الجزيرة.. وكتابها الاعزاء» حفرت صورة ماضيكم ومشاعركم الفياضة.. ومدادكم الازرق.. صفحاتكم النيرة في داخلي.. وحاضركم مازلت أرمقه عن قريب.. فالحزن انتهى بمجرد ان ارسلت عيناي بشواظها على صفحات «عزيزتي الجزيرة» التي احس بتقصيري معها.. ولكن أنشدكم ارباب القلم من كتاب هذه الصفحات.. قوموني!!
- ارى الحزن بعد ان أفارق صفحات «عزيزتي» محفوظاً في نفسي بين ارففها.. أغسله بأدمعي في لحظات خلوتي حينما أتصفحُ «الجريدة» وبالذات «عزيزتي» فلا أجدُ مكاناً لقلمي يزاحم به اقلامكم.. أصبحت الآن أندبُ شح نزفي لهذه الصفحات!! حل قلمي ضيفاً على صفحات عدة من صحفنا المميزة غير انه لم يجد ما يفتح شهيته نحو الكتابة سوى هذه الصفحات النيرة!! فنداء «عزيزتي» وحبها محفوران في قلمي.. ودم قلمي بلون الجزيرة. هجري الصفحات لايام قليلة أحزنني وحزني هذا قد أخفيه عن الاعين لانه لا يعنيها لانه خاص بي وحدي.. ولا يحق لي ان أزاوله في حياتي اليومية لان مزاولته تعني لي الجمود.. والفراق والتوقف عن القيام بأبسط الاعمال والتوقف يعني الاعتراض على مشيئة الله - والعياذ بالله - ونحمد الله الحمد نؤمن قولاً وفعلاً بقضاء الله وقدره خيره،وشره لذا لا يوجد للحزن مكان خارج النفس بل هو في جوفها يتلذذ بثمار الصبر.. ويخشى ادمع الايمان.. ويمني ذاته بأجر التصبر والاحتساب.. فكل ما يأتي به الله فهو خير وخير الله لا يرد!! كما ان نصحكم لا يرد عبر هذه الصفحات المبدعة!! وختاماً أقول.. قرأت في سطوركم الصدق.. وبين احرفكم الفرح.. وفي معانيكم التعبر.
و «لعزيزتي الجزيرة» أقول لا تعتذري لمفرادتي تلك عن النشر فأنا بحاجة الى قربك.. ليُفجِّرَ فيَّ ينابيع العطاء كما عهدته.. او ما تعلمين يا عزيزتي انني أشفق على المفردات حينما لا أجد فيها ما يوازي مشاعري نحوك.
أ/ سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي محافظة المذنب |