غدونا بعد غيبتهِ حيارى
وبتنا لا نرى إلا انهيارا
وبتنا كالجراحِ إذا استدارتْ
على مرمى مواقعها انفجارا
خطونا فالخُطى أشكالُ رعبٍ
تُؤطِّرنا تُصوِّرنا انكسارا
تُصاحبُنا العواصفُ حين تمضي
سعادتُنا انحداراً فانحدارا
جهاتٌ أصبحت قلقاً مخيفاً
وليلٌ لم يعد إلا دمارا
مسافاتُ الجراح تضيفُ بعداً
على بعدٍ وتطعمنا الفرارا
يغيبُ البدرُ مضطهداً لنحيا
ظلاماً لا يرى أبداً نهارا
تزاحمتِ السمومُ على وريدٍ
لينسفنا ليصنعنا اندحارا
بقينا بعد غيبتهِ رمالاً
وعشنا قبل غيبتهِ بحارا
فقلبي أيُّها البدرُ المُجلِّي
لطلعتكم أقامَ لهُ مدارا
تعددتِ الوجوهُ أمام عيني
وما ساءَ العُلا فيكَ اختيارا
بكَ الأخلاقُ تنشئُ كلَّ حينٍ
على وثباتِكَ الكبرى مزارا
تواضعُكَ المُثيرُ يفيضُ نوراً
ويتَّخِذُ السماءَ لهُ شعارا
سيبقى الشوقُ نحوكَ مستطيلاً
إذا النظراتُ تنتظرُ انتظارا
فمجدكَ لم يزلْ يزدادُ مداً
وما يشكو بجانبكَ انحسارا