Thursday 12th September,200210941العددالخميس 5 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

صندوق غيلان صندوق غيلان

صندوق غيلان تكوين صخري طبيعي يمتد فوق ظهر ضلع السليم شمال مدينة أشيقر التاريخية، مقابل المنتزه من الشمال.
وطوله عند قاعدته اللاصقة لظهر الجيل (15) متراً تقريباً وعرضه (5أمتار تقريبا، وأعلاه مسنّم متجه مع اتجاه الضلع من الغرب إلى الشرق.
وهذا التكوين الصخري، سبحان الله، يختلف عن الضلع الذي يجثم فوقه في لونه ونوع حجارته، فهو أصفر فاقع اللون، وظاهره حجارة فرشية معرقة صغيرة الأحجام. أما الضلع فهو أحوى اللون وحجارته سميكة ودبشية كبار. وهذه ظاهرة لها نظائر في جبال وضلوع وقور الوشم وهي حرية بالدراسة.
وينتصب فوق هذا التكوين الصخري رجم حجري مصنوع من عمل البشر جلبت أحجاره المسطحة ذات اللون البني الغامق من سفح الجبل الجنوبي، وصفت بعناية في شكل شبه اسطواني منمق يزيد عرض هذا الرجم المصفوف على المتر وارتفاعه يقارب المترين مما أعطى (صندوق غيلان) شكلاً ظاهراً متميزاً يرى من بعيد.
وفي قاعدة صندوق غيلان الجهة الشمالية فتحة أفقية طويلة يؤطرها من أعلاها وجانبها إطار صخري غليظ أصفر وتوحي هذه الفتحة بأن هذا التكوين المخالف لطبيعة الجبل صندوق مجلَّس فوقه. وان هذه الفتحة هي بابه، وهذا والله أعلم سبب تسمية هذا التكوين بالصندوق، أما (غيلان) الذي أضيف إليه هذا الصندوق وسمي باسمه فإنني أرجح أنه (غيلان بن عقبة) الشاعر التميمي المشهور والمعروف بذي الرمة (77هـ - 117هـ) وهذا الترجيح للمؤشرات التالية:
* الشاعر ذو الرمة (غيلان بن عقبة) مشهور بكثرة أسفاره وتطوافه في الدهناء واليمامة والوشم والعراق، ومسكنه قرب العودة بسدير.
* هنالك صلة قرابة بين (الوهبة) وهم أهل أشيقر منذ القدم وبين الشاعر ذي الرمة، إذ ان أخاه مسعوداً جد لوهيب الذي سمي به الوهبة.
* كثيراً ما سمعت من والدتي المتوفاة عام (1388هـ) أسكنها الله فسيح جناته وجميع أموات المسلمين وهي من الوهبة مثلين هما:
الأول: (ظما غيلان على صيدح) ومعروف ان صيدح هي ناقة (غيلان) - ذي الرمة يذكرها في أشعاره، وقد أهلكته تلك الناقة، وشيوع هذا المثل الذي يدعا به وبقاؤه إلى عصرنا مرجح لميتة غيلان (رحمه الله) بسبب نفور ناقته عنه وظمأه.الثاني (مات غيلان ما لحق للدنيا طرف) وهذا يوحي بأن كثرة أسفار وتنقلات هذا الشاعر قد ضُرب بها المثل منذ عصره وتوارثته قبيلته ومن حولهم وصار مثلا عاش حتى زماننا وكل هذا دليل على بقاء ذكر الشاعر غيلان بن عقبة ذي الرمة في ذاكرة المجتمع النجدي.وقد يكون ذو الرمة (غيلان) قال شعرا ذكر فيه صندوقاً ما أو هذا الصندوق بعينه فنسي الشعر وبقيت الإضافة.
وإن لم يكن (لصندوق غيلان) هذا المعروف الآن شمالي أشيقر دلالة آثارية حسية مرئية فإن الجملة الأولى من كلام أبي عبدالرحمن «اثيثية بلد بني كليب بن يربوع من تميم» لاغبار عليها فهي بلدهم منذ القدم وهم رهط الشاعر المعروف جرير بن عطية الخطفى توارثها قومه وبنوه إلى عصرنا الحاضر وفي زمن الشاعر المشهور حميدان الشويعر الذي عاش ما بين (1070هـ - 1160هـ تقريباً) كانت أثيثية للعزاعيز منهم. وقد التجأ إليهم وذكر ذلك في قصيدته العينية وهي من غرر أشعاره وحكمه مطلعها:


الأيام مايرجى لهن رجوع
غدت بخلان لنا وربوع

ويقول فيها عن أهل اثيثية:


تزبنت لأولاد العزاعيز ديرة
لهم في ذرا عالي تميم فروع
محجين مطرود مهينين طارد
محاميل قالات الرجال نفوع

أما باقي كلام شيخنا عن أثيثية، فربما سها وجل من لايسهو فداخل مابين (العزاعيز) و(الأعزة). وسألت نفرا من أهل اثيثية زيادة في التأكد، فقالوا: ليس في بلدنا من سبيع أحد وليس فيها من الدواسر أحد كذلك.
هذا مع احترامي لجميع العرب ولسبيع وللدواسر. وكذلك احترامي وتقديري التام لمقام الباحث والأديب الموسوعي أخي أبي عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري.
وفق الله الجميع
عبدالرحمن بن حمد السنيدي
مدير وحدة المتابعة بإدارة تعليم البنين بمحافظة شقراء
شقراء ص ب(73)

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved