Thursday 12th September,200210941العددالخميس 5 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أهداف شرق أوسطية أخرى بعد العراق أهداف شرق أوسطية أخرى بعد العراق

الناس في سوريا ولبنان يتساءلون إذا ما كانوا سيصبحون هم الهدف التالي لأمريكا وإسرائيل في «الحرب على الإرهاب» بعد العراق.
إن اتفاق كل من الأوربيين والشرق أوسطيين المعارضين للضربة الأمريكية التي يدعو لها الرئيس بوش لتغيير النظام في العراق ضد صدام حسين قد خلق نوعا من الجو غير الملائم للحرب في مناطق شرق البحر الأبيض المتوسط.
وفي 24 أغسطس الماضي وصف وزير الإعلام السوري اتهامات الولايات المتحدة للعراق بتطوير أسلحة دمار شامل بأنها «سخيفة» كما اتهم الولايات المتحدة في المقابل بأنها تستهدف «كل الوطن العربي» والصقور المعارضين للعراق في واشنطن طالما اشتكوا من سوريا ولبنان زاعمين ان كلا الدولتين تؤويان جماعات مسلحة بالرغم من أنهما يظهران فعليا التعاون مع الولايات المتحدة ضد تنظيم القاعدة وكان المحررون في جريدة «البعث» السورية وفي مختلف وسائل الإعلام في الشرق الأوسط يقولون أن تلك الضوضاء التي تحدثها واشنطن تعني بأن إسرائيل التي تتلقى الدعم الكامل من الولايات المتحدة سوف تشن حربا «وقائية» ضد لبنان وسوريا ربما قبل أن تحدث أي ضربات أمريكية إسرائيلية على العراق.
والهدف سوف يكون «تحييد» المعاقل القديمة للإيرانيين وجماعة حزب الله المسلحة المدعومة من سوريا والجيوب الفلسطينية المتبقية هناك.
وهناك نظرة عامة متفق عليها بين العرب في الشرق الأوسط وهي أن إطاحة الولايات المتحدة بصدام حسين يأتي ضمن خطة لتقوية إسرائيل بخلق أنظمة موالية لهما في الشرق الأوسط بما في ذلك سوريا ولبنان مستقبلا.
والمعلقون اللبنانيون يقولون أن الولايات المتحدة قد تقوم بممارسة ضغوط يعقبها حرب ضد العراق لإجبارالدول العربية الأخرى على اختيار إما دعم الضربات العسكرية الأمريكية أو مواجهة جام غضب البنتاجون بحجة أن تلك الدول المعارضة أصبحت تهدد المصالح الأمريكية الإسرائيلية المشتركة في الشرق الأوسط.
ولكن الواقع كما هو مشاهد في لبنان وسوريا بعيد كل البعد عن وجهة نظر الصقور في واشنطن فمعظم اللبنانيين ينوون استعادة السياحة والاستثمار وعودة سلمية إلى الرخاء وإلى الديموقراطية الليبرالية النسبية التي تمتعت بها لبنان في السابق والرئيس اللبناني إيميل لحود وكبار المسئولين أدانوا هجمات 11 سبتمبر فهم وشريكتهم الكبرى «سوريا» قد ساعدا الولايات المتحدة في اعتقال واستجواب الأفراد الذين تربطهم علاقة بتنظيم القاعدة كما ساعدت في تجميد أصول «المتشددين»المشتبه فيهم. وقد انتقلت معسكرات تدريب «الفدائيين» من سهل البقاع اللبناني منذ فترة بعيدة إلى أفغانستان وتم تجميد بعض أصول المشتبه فيهم في البنوك اللبنانية.
وفي أكتوبر الماضي قاومت قوات الأمن مخططات «المتشددين» في القيام بهجمات على سفارتي الولايات المتحدة وبريطانيا في بيروت.
كما قامت سوريا بالقبض على أحد الأشخاص المشتبه فيهم بأنه من كوادر «القاعدة» وتسليمه إلى الأردن وقامت كذلك باستجواب أحد المطلوبين للولايات المتحدة.. وأكبر العوائق أمام واشنطن هو أن الحكومة اللبنانية تواصل دعمها لجماعة حزب الله وتعتبرها منظمة «مقاومة شرعية» فقد ساعدت في إخراج القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني المحطم في عام 2000م كما أنها تدير مدارس وملاجئ أيتام ونشاطات أخرى للرعاية ومؤسسات خيرية كما قامت بيروت رسميا بتجاهل العمليات«الإرهابية» المزعومة لحزب الله في أمريكا اللاتينية وبعض المناطق الأخرى في الخارج سواء تلك التي نفذتها جماعة حزب الله بمفردها أو تلك التي نفذتها بالتعاون مع تنظيم القاعدة.
وتعاني سمعة الولايات المتحدة في الوقت الراهن من حالة تدنٍ جديدة في المنطقة بسبب الانحياز الأمريكي السافر لإسرائيل فإذا ما حدثت حرب أخرى في منطقةالشرق الأوسط فإن المصالح الثقافية الأمريكية في لبنان وسوريا مثل الجامعة الأمريكية العريقة في بيروت والتي عمرها 150 عاما والجامعة اللبنانية الأمريكية وبرامج منحة «فولبرايت» سوف تتأثر «بالرغم من أن تلك المؤسسات كانت تحظى بشعبية كافية بين المواطنين واستطاعت البقاء حتى في ظل الصراعات السابقة».
إن الموقف المتفجر يحتم على كل من واشنطن وإسرائيل أن تقوم بكبح جماح التلويح بالحرب وتجديد الجهود من أجل استئناف المفاوضات من أجل سلام شامل في كل المنطقة.

جون كولي خدمة الجزيرة الصحفية

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved