* بيروت عبدالكريم العفنان:
كشف رئيس حزب الكتائب اللبناني الأستاذ كريم بقرادوني عن فحوى الاجتماع السابق الذي جمع بين الرئيس أمين الجميل ووزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد وقال الأستاذ كريم لقد ذهب الجميل لأمريكا واجتمع مع رامسفيلد ليطالبه بتفكيك حزب الله، وإرسال الجيش إلى الجنوب وبضرب سورية وأضاف.. إن رامسفيلد كان مسروراً لسماع مثل هذا الكلام..
وأكد الأستاذ بقرادوني بأن خطط الجميل كانت ستؤدي إلى فتنة في لبنان وصدام مع حزب الله لو أرسل الجيش إلى الجنوب.
وقال بقرادوني.. لقد حذرنا الجميل من مغبة استمراره بنصحه وعرضنا عليه التسوية.. وذلك في إشارة إلى أن جميع الخلافات مع الجميل خلافات سياسية على حد قوله.
وعن الأداء الحكومي في لبنان نصح بقرادوني رئيس الحكومة رفيق الحريري بالتفاهم مع رئيس الجمهورية أميل لحود إضافة إلى تشكيل حكومة جديدة ذات تمثيل شعبي وخاصة عند المسيحيين.
وحول العلاقة مع سوريا أكد بقرادوني أن مفتاح العلاقة اللبنانية العربية عبر سورية مؤكداً أن العلاقة المباشرة والصادقة والصريحة مع سورية تعطي نتائج إيجابية للبلدين.
على الصعيد الدولي والإقليمي.. انتقد بقرادوني المشروع الشاروني الذي يريد منه رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون فرض مشروعه بالقوة على الفلسطينيين حتى هزيمتهم أو ترحيلهم. وأضاف بقرادوني انه على المدى القصير ليس هناك حل وإنما مأساة مستمرة وأضاف وعلى المدى البعيد ستخسر اسرائيل معركتها في فلسطين كما خسرت في لبنان.
وحول التهديدات الأمريكية بضرب العراق أكد الأستاذ بقرادوني.. أن لبنان ضد ضربة أمريكية توجه إلى العراق وضد تقسيمه مهما كان.
وطالب حكومة العراق بالإفراج عن جميع الأسرى الكويتيين في سجونه حتى تكون هناك بادرة تضامن عربي وهوما يحتاجه العراق في الوقت الحالي.كان ذلك في حوار أجرته الجزيرة مع رئيس حزب الكتائب اللبناني الأستاذ كريم بقرادوني فيما يلي نصه....
* الجزيرة: تشهد الأراضي الفلسطينية مأساة إنسانية، ما هي قراءتك لما يحدث الآن في فلسطين، وما هو مستقبل الانتفاضة الفلسطينية فيما لو استمرت الأوضاع على ماهي عليه الآن؟
فلسطين اليوم قمة المأساة، المأساة ليست في طابعها الإنساني فقط، ولكن بطابعها السياسي أيضاً. صورة المأساة الأولى هي الطفل الفلسطيني، صورة المأساة الثانية هي عجز العرب، وما بين الطفل الفلسطيني المنتفض والعجز العربي الدائم مساحة كبيرة.
قراءتي للأمور متشائمة على المدى القصير، لكنها متفائلة على المدى البعيد. على المدى القصير لا أرى حلاً ولا تسويةً ولا تهدئة، ولا حتى هدنة في فلسطين. آرييل شارون قرر فرض مشروعه بالقوة، ومشروعه يقوم إما على فرض شروطه على الفلسطينيين حتى إعلان هزيمتهم، وإما ترحيلهم مرة ثانية. بالمقابل قرر الفلسطينيون عدم الرحيل مرة ثانية، وبالتالي هم في حالة مواجهة لوحدهم، يتحملون الكثير من الدم والدموع والمجازر، ولكنهم صابرون، تعلموا ماذا تعني النكبة، ماذا تعني الهجرة الأولى بعد النكبة، فعلى المدى القصير لا أرى حلاً وإنما مأساة مستمرة. على المدى البعيد أرى أن اسرائيل ستخسر معركتها في فلسطين كما خسرت معركتها في لبنان، وأنها ستضطر للخروج من حدود الدولة الفلسطينية، كما خرجت لوحدها من الأراضي اللبنانية المحتلة. مع الإشارة إلى أن ما قد يحدث في العراق قد يسرع الحل خلافاً للاعتقاد، ولن يؤخر. أنا اعتقد أن ضرب العراق سيفجر الأوضاع، وسنجتاز مرحلة المدى القريب السوداء إلى مستقبل منظور أكثر تفاؤلاً.
* الجزيرة: ألا تنعكس مثل هذه الأحداث على لبنان؟
لقد تعلمنا، ليس جميعنا، ولكن تعلمنا وبشكل خاص نحن في الكتائب، أنه في كل مرة تتأزم المنطقة يجب أن نتوحد في الداخل تحت طائلة أن ندفع ثمن التأزم الخارجي. ففي كل مرة تتأزم المنطقة ننقسم في الداخل فندفع الثمن، اليوم لا خطر على لبنان من التحولات الآتية علينا، بسبب الوحدة الوطنية الواعدة. الأمور ليست بهذه السهولة ولكن بات الوعي الداخلي اللبناني كفيلا أن يمنع تحول مآسي الآخرين إلى مأساة لبنانية.
* الجزيرة: يتردد أن هناك مخططا لإعادة تقسيم المنطقة وهذا ما أشارت إليه وسائل الإعلام الغربية. ما هو تصورك للمرحلة القادمة في ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة، بعد إطلاق يد شارون في فلسطين والتهديدات الأمريكية بضرب العراق؟
نعم، أتوقع ضربة أمريكية للعراق، المخطط الأمريكي سيبدأ كما يريده الأمريكيون، ولكن قد لا ينتهي كما يريدون. نحن ضد أي ضربة توجه إلى العراق، وضد تقسيم العراق مهما كان، ومع رفع قيود الحصار عن الشعب العراقي، ولكن في المقابل أريد أن اتوجه بالنداء إلى الرئيس صدام حسين لأقول له: هناك في ذمته الأسرى الكويتيون فلا ينسى، وأعتقد أن أفضل رد وأكبر حماية للعراق هو في إطلاق سراح الأسرى الكويتيين، عندها يتم التضامن العربي الذي يحتاجه العراق.
* الجزيرة: لكن القيادة العراقية تقول إن ليس لديها أسرى؟
فلتقنع القيادة المسؤولين الكويتيين ولتقنع الأهالي، ولكن هذا الملف لابد من طيه، لأنه هو الذي مازال يعكر صفو ما يسمى الحل العراقي.
* الجزيرة: يبدو أن المصالحة العربية وصرف النظر عن الخلافات العربية، التي شهدتها قمة بيروت، لم تثمر شيئاً؟
قد تكون في الخفايا نوايا غير معلنة، ولكن أهم نتيجة اعتقد أنها إنهاء موضوع الأسرى، وهي العقدة الأصعب نفسياً، ولكن هي العقدة الأسهل لإنهاء آثار حرب الخليج الثانية، وأنا أتوقع بعض النتائج في المرحلة المقبلة، إني أعوّل على الاتصالات القائمة بأن تؤدي إلى لقاء عراقي كويتي.
* الجزيرة: هناك بعض الأحزاب المسيحية وتحديداً في قرنة شهوان تطالب بتنظيم العلاقة اللبنانية مع سورية، ما هو تعليقك؟ ومن موقعك السياسي هل صحيح أن سورية تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية؟
أنا أدعي أني استطعت بفريق من رفاقي الذين هم الآن بالمكتب السياسي، أن ندخل البعد العربي في حزب الكتائب اللبناني، وذلك منذ نهاية الستينات عندما بدأت حواراً مع منظمة التحرير الفلسطينية وبالذات فتح، وذهبنا إلى الأغوار لنلتقي مع ياسر عرفات، ثم بفتح حوار مع سورية عن طريق حزب البعث في لبنان، والذي توج بزيارة قام بها الشيخ بيار الجميل ومجموعة من القيادة الكتائبية إلى سورية قبل عشرة أيام من حرب تشرين اكتوبر، منذ ذلك التاريخ أصبحت الكتائب في العمق العربي وأصبحت قضايا العرب في داخل الكتائب، اليوم الكتائب خيارها عربي وخاصة بعد اتفاقية القاهرة، ولم يعد لدينا مشكلة حول الخيار العربي داخل البيئة الكتائبية. ولكن هذا الخيار العربي لا زال مشكلة داخل البيئة المسيحية، ودوري ودور القيادة الكتائبية الحالية إدخال العمق العربي إلى البيئة المسيحية، كما أدخلنا قبل ثلاثين سنة إلى الكتائب هذا العمق، الأمر ليس سهلاً، سوء التفاهم بين المسيحيين وسورية وبين المسيحيين والعروبة كبير، وبالتالي نحن نجهد ونعمل عكس التيار السياسي لتثبيت عروبة لبنان بعد أن قبل العرب بنهائية الوطن، أي عندما أصبح لبنان وطناً نهائياً للبنانيين. بالمقابل يجب أن يكون الوطن لكل العرب، مفتاح العلاقة اللبنانية العربية عبر سورية، هذا الجغرافيا، هذا التاريخ، وبالتالي تحسين العلاقات المسيحية السورية هي هدف في خدمة لبنان والعروبة، طبعاً، هذا معنى ذهابنا إلى دمشق قبل أيام، هذا معنى ذهابنا إلى البطريرك في الديمان. أيضاً، وفي تصوري نشعر أننا نعمل - صحيح عكس التيار الداخلي ولكن نعمل باتجاه التاريخ وهذا هو المستقبل، والسبب أننا نشعر أن قرنة شهوان بطروحاتها هي طروحات مضى عليها الزمن، طروحات خارج التاريخ، ولابد أن نعيد النظر فيها.
سورية لديها سياسة لبنانية واضحة، وسياسة مسيحية واضحة، هي تعرف ما تريد من لبنان ومن المسيحيين، حان الوقت ليكون للمسيحيين سياسة سورية واضحة، ليست سياسة الاستعداء التي ثبت أنها عقيمة، وأنها تنقلب على لبنان وعلى المسيحيين، ولا سياسة الاستجداء بأن تكون تابعاً لسورية فتفقد هويتك وخصوصيتك، هناك شيء ما بين الاستعداء والاستجداء، هناك المدى الكبير الموجود بين كل الدول المجاورة لبعضها: الصداقة والتعاون والتنسيق والتكامل في المصالح وفي الأهداف، ولهذا السبب نحن ضد استعداء سورية في المطلق، لا بل نحن مع سورية ضد اسرائيل، وهذا أمر حسمناه، ولكن أيضاً ضد الاستجداء لدى سورية لبعض المراكز، وضد العمل من لبنان كتابع لسورية من أجل تحسين بعض المواقع من أجل مركز نيابي أو مركز وزاري، دعنا نعتقد أن العلاقة المباشرة الصادقة الصريحة الأخوية مع سورية تعطي نتائج ممتازة للبلدين، ونحن بتصورنا أن التكامل اللبناني السوري، إذا أحسن التعامل معه يشكل القاعدة لما يمكن أن نقول عنه التكامل العربي العربي، لابد أن يكون نموذجا ما في العلاقات بين العرب ليشكل قاعدة، وأنا اعتقد أن دينامية العلاقة السورية اللبنانية مهمة على الأقل في المشرق العربي، وهذه الدنيامية أثبتت جدواها، هذا التكامل أو التلازم بين لبنان وسورية أخرج إسرائيل من دون مفاوضات، من دون قيد أو شرط، ومن دون معاهدة سلام، ولولا هذا التلازم لما خرجت إسرائيل، ولهذا السبب أنا أعتقد أننا سننجح في بناء جسور ثقة بين المسيحيين تحديداً واللبنانين عموماً ومع سورية، وهذه الثقة ممر إلزامي للعبور إلى رحاب الوطن العربي.
* الجزيرة: اتخذتم قراراً جريئاً بفصل الرئيس الجميل من الحزب، كان له أسبابه ومبرراته حسب ما ترون، لكن الرئيس الجميل قال للجزيرة: إنك غير شرعي في رئاسة الكتائب، وأنه أقام دعوى ضدكم، ماذا تقول؟
- أولاً أنا أخضع لأي قرار قضائي، أقول ذلك، إذا صدر أي قرار قضائي بعدم شرعية الانتخابات في حزب الكتائب فأنا أخضع له، ولكن المشكلة مع أمين الجميل ليست قضائية، بل هي سياسية، إنه يشكل مشروع العودة إلى الوراء بدل النظر إلى الأمام، لنقل إن هناك خلافا على خيارات بيننا وبين الرئيس الجميل: أول خلاف، هو يريد كما صرح ل«راميسفيلد» في لقائه به في واشنطن يريد تفكيك حزب الله، نحن نعتبر أن المس بحزب الله يعني فتنة داخلية، هو يريد إرسال الجيش إلى الجنوب ونحن نقول إن إرسال الجيش إلى الجنوب في هذه اللحظة هو صدام مع حزب الله من جهة والفلسطينيين من جهة ثانية واسرائيل من جهة ثالثة، وسينقسم الجنوب وسينقسم الجيش في الجنوب وسنعود إلى حرب جديدة في لبنان بسبب غياب الجيش، لأن كل حرب لبنان كان سببها ضعف الجيش أو انقسامه، وبالتالي يهمنا أن يبقى الجيش في كل لبنان ولو لم يكن على الحدود الجنوبية، ويذهب الجيش إلى الحدود عندما يتم تسوية مع إسرائيل وليس عندما نكون في حالة حرب مع إسرائيل، ثالث أمر: هو ضد سورية، وفي حالة عداء معها، وقبل ذلك هو في حالة عداء مع الرئيس لحود، ونحن مع خيار الرئيس لحود ومع سياسته واستراتيجيته ونعتبر أنه الرئيس الماروني الذي يشكل اليوم الخط الدفاعي الأول عن كل العرب، وهذا فخر للبنان وللموارنة ولحزب الكتائب، أن يكون عندنا رئيس وأن ندعم مثل هذا الرئيس.
نقطة الخلاف الرابعة هي سورية كما ذكرت ، هو في حالة تجاذب مع سورية يريد أن تعمل له سورية، وأن تكون سورية في خدمته في لبنان، في حين نحن نريد أن تكون سورية في خدمة لبنان، ولذلك فالخلاف مع الرئيس الجميل هو خلاف سياسي وليس خلافا قضائيا ولا خلافا شخصيا أو خلافا حزبيا، والخلاف معه ليس صراعا حول الشرعية الحزبية. هناك مشروعان سياسيان، نحن نمثل مشروعاً بعد ثلاثين سنة من الكفاح داخل حزب الكتائب، والرئيس الجميل يحاول أن يكون في المعارضة، حقه أن يعارض ولكن ليس حقه أن يشتم أو يتهم أو يمارس سياسة الازدراء.
* الجزيرة: لكنه كان قراراً جريئاً لم يتوقعه لا القريب ولا البعيد؟
أنا أعرف الرئيس جميل وهو يعرفني، نحن زملاء منذ المدرسة وفي الجامعة، وفي الحزب، وقد حذرنا الرئيس جميل من مغبة استمراره بنهجه، نحن عرضنا عليه تسوية قبل الانتخابات فلم يقبل، ثم أجرينا الانتخابات فقاطعها، ولم يحضر، وبعد الانتخابات تعمد تهشيم صورة الكتائب. فالرئيس جميل دفعنا إلى فصله، الذي فصل الرئيس جميل من الكتائب هو الرئيس جميل، كان يتصور أن لا أحد يجرؤ على هذا القرار، لكنه أخطأ لأنه يعرفني، ويعرف أنني قادر تماماً على هذا القرار، كان يخيل له أنه لا أحد يجرؤ على فصل أمين جميل من حزب الكتائب، يفصل ابن مؤسس الكتائب من حزب الكتائب، فقلنا له بأنه إذا كان ابن المؤسس فنحن أولاد المؤسسة واتخذنا هذا القرار.
أقول لك بصراحة: التسوية مع الرئيس جميل حول الأمور الكتائبية بسيطة، لكن الخلاف الحقيقي هو خلاف في الخيارات السياسية، وقلت على الأقل أربع نقاط سأعيدها: أولاً حزب الله والتعاون مع المقاومة، ثانياً الجيش وقضية إرساله إلى الجنوب، ثالثاً العلاقة مع الرئيس لحود، رابعاً العلاقة مع سورية. أربع نقاط خلافية لا يمكن التهاون بها.
* الجزيرة: ذكرت أن الرئيس الجميل التقى مع رامسفيلد..؟
نعم.. وكان موقفه غريبا، أن يذهب ليطالب بتفكيك حزب الله وإرسال الجيش إلى الجنوب وبضرب سورية، أمر غير معقول أن تتكلم مع أمريكا هذا الكلام، ورامسفيلد كان مسروراً لسماع هذا الكلام. ولكن هذا الكلام في الواقع اللبناني حرب وقتنة، أنا لا يهمني أن تكون أمريكا مسرورة مني، أنا يهمني أن يكون شريكي المسلم مسرورا، أن أكون باتفاق مع سورية، أن أكون في حالة تفاعل مع فلسطين، ماذا تنفعني أمريكا. صدقني إن العرب موهومون بأمريكا، هناك وهم أمريكا، والعرب غنوا الحلم العربي، لكن يجب أن يقتنعوا ان الوهم أمريكي، إذا تفاهموا فيما بينهم لا تستطيع أن تقوم بأي دور سلبي، أمريكا تدخل من خلال الخلافات ولا يمكن أن تتدخل إلا بهذا الشكل. اهتم بشريكي المسلم وبالاتفاق مع القوى الأساسية على الساحة اللبنانية، ويهمني التفاهم مع جارتنا سورية.
هذا أهم بكثير من إذا رضيت أمريكا أولم ترض. خلال الحرب كنا مع أمريكا، ماذا فعلت، أرسلوا لنا «نيوجرسي» أضخم باخرة أميريكة على الشاطئ اللبناني تضرب بمدافعها على أيام الرئيس أمين الجميل الذي كان رئيس جمهورية، ماذا انتهى؟ انتهى الرئيس الجميل أضعف رئيس جمهورية، لم يستطع أن يبقى في لبنان فرحل إلى باريس، وانتهى المسيحيون في أضعف المواقع، ماذا ستنفعنا أمريكا؟
* الجزيرة: ما تقييمك للأداء الحكومي وماذا تقترح؟
نصيحتي الأولى: رئيس الحكومة رفيق الحريري يجب أن يتفاهم مع رئيس الجمهورية إميل لحود، هذا هو المفتاح الأساسي، تفاهم رئيس الحكومة مع رئيس الجمهورية، الأمر الثاني أن تشكل حكومة جديدة ذات تمثيل شعبي حقيقي، وخاصة عند المسيحيين، التمثيل المسيحي ناقص في هذه الحكومة، وفي كل حكومات الرئيس الحريري منذ عام 1992م. الأمر الثالث برنامج اقتصادي اجتماعي، لا يجوز أن نبقى في خطط غامضة، يجب أن يكون هناك برنامج «روزنامة» تنفيذ متفق عليها، وليس في كل مرة يجب أن نعمل أزمة وزارية لخصخصه قطاع، فاليوم أكبر أزمة هي خصخصة الخليوي، فلنفترض تم الاتفاق، غداً هناك خصخصة الكهرباء، هل ستقوم أزمة أخرى. أن يكون هناك برنامج اقتصادي اجتماعي مسبق لدى الحكومة مع «رزنامة» محددة، إذاً هناك ثلاثة أمور أساسية: التفاهم بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، وأن يكون هناك حكومة ذات تمثيل واسع وبصورة خاصة عند المسيحيين، وبرنامج حكومي لمواجهة الأزمة الاقتصادية. الثغرة الاقتصادية يمكن أن تدخل عبرها كل الرياح، نحن لسنا في دائرة الخطر العسكري، وحتى لسنا في دائرة الخطر السياسي، نحن في دائرة الخطر الاقتصادي.
|