حلقات يكتبها: إبراهيم بكري
تاريخ المنطقة العريق وجغرافية المنطقة وتضاريسها المختلفة أنجبت عادات وتقاليد متعددة ساهمت بفاعلية في تشكيل نموذج لحياة الجيزانيين.. وعلى مر التاريخ تكاد تكون معظم الحضارات وشعوبها قد اتخذت لها عادات وتقاليد خاصة بها تميزها عن غيرها. فمنطقة جازان غنية بعاداتها الجميلة التي تعكس نبل أهلها وحبهم وترابطهم مع بعضهم البعض، مرور الأيام والسنين أغرقت خلفها العديد من هذه العادات والتقاليد ولكن في الجانب الآخر وقفة شامخة للتقاليد الجيزانية لكي تحكي للأبناء قصة وكفاح الأجداد.
الرقصات الشعبية
أفرز التنوع الثقافي والجغرافي أنماطاً وتعبيرات خاصة لكل جهة وناحية فهناك المناطق الجبلية والساحلية وكل منها تتمايز وتنفرد بلون خاص يعبر عن ثقافتها بلغتها الجسدية الخاصة.. وبإيقاعاتها المتميزة.. ولكنها تشترك وترتبط بخيط واحد وهناك نغمة مشتركة بينها وفيما يلي بعض الرقصات الشعبية بمنطقة جازان.
رقصة السيف والعرضة
هي رقصة تؤدى في حركات سريعة، وتعتمد على إيقاعات الطبول، ولا تحتاج إلى مكان فسيح واسع للرقص، ويمكن أن تؤدى الرقصة في الساحة الموجودة داخل البيت، ولأنها تؤدى بطريقة المقابلة بين شخصين لفترة قصيرة، ثم يتقابل غيرهما، وهكذا حتى تنتهي المدة المحددة لهذه الرقصة، وهي لا تتعدى الساعة إلا ربع على الأكثر ورقصة السيف تؤدى في حركات صامتة أي بغير أناشيد.
وفي رقصة العرضة يجتمع الناس لمشاهدة الرقصة في صفوف نصف دائرية وفي منتصف الصف أو الصفوف يقف العازفون «المطبلون» يقرعون الطبول ويقوم اللاعبون بتشكيل صف أو صفين وبأيديهم السيوف أو الجنابي ثم يبدأون في الرقص مع مناقلة الأقدام وهم سائرون إلى الأمام في مسيرة منتظمة ويتقدمهم أحد المهرة في اللعبة لتوجيههم بالحركات المطلوبة. وهذه الرقصة عادة ما تقدم بعد صلاة العصر.
العزاوي
هي رقصة رشيقة، وحركاتها سريعة، ولا يؤديها إلا الشباب فيما دون الثلاثين سنة لأنها تعتمد على مرونة عصب الشاب وقدرته على الرقص، ولأنها تؤدى على إيقاعات الطبول في صور مختلفة، فترى الشاب يرقص وهو قائم، ويرقص وهو منحنى الظهر، ويرقص وهو جالس على قدميه، والأطفال فيما دون الخامسة عشرة يؤدونها في رشاقة فائقة أما الكبار الذين تجاوزوا مرحلة الشباب فقد يؤدونها بدون رشاقة!! وفي تكلف يظهر في حركاتهم. ورقصة العزاوي لا أناشيد فيها.
الزيفة
وهي رقصة تؤدى في مكان فسيح خارج المدينة أو القرية، ووقتها بعد صلاة العشاء إلى قبل الفجر، وتتكون من صفين متقابلين يتوسطهما أصحاب الطبول، ويقوم الشاعر الشعبي بالانتقال بين الصفين ليملي على اللاعبين شعره لينشدوه بصوت مرتفع، كل صف على حده.
الطارق
هو نشيد يرفع به الرجل صوته بمصاحبة المزمار أو بدونه. ولكن ليس كل صوت يمكن أن يصلح لإنشاد الطارق، والطارق كالغناء يحتاج إلى الصوت الجميل، الذي يشنف آذان السامع فيطرب له، والطارق ليس له مناسبة محددة أو مكان مخصص، فهو عبارة عن ترويح للنفس، ويستطيع الإنسان أن ينشده في بيته بصوت منخفض حتى لا يزعج جاره أو ينشده مع مجموعة من أصحابه بمصاحبة مزمار، ولكن خارج المدينة أو القرية. وهذا الشعر فيه شيء من الجناس.
الدلع
بكسر الدال.. هي رقصة سريعة الحركة وهي لا تؤدى إلا في حالة الانتقال من مكان لآخر، وتتمثل في أن يتقدم الشاب الذي سيختن مثلاً «في حالة إن كانت الرقصة للختان» ومعه بعض الشبان ويحمل الشاب الجنبية في يده في كل الرقصات، أما الباقون فيتخلفون وراءه في شكل صف طويل وإلا في صفين ويسارعون للوصول إلى ميدان العرضة والأناشيد لرقصة الدلع إلا في حالة واحدة وهي بعد الانتهاء من وليمة «الختان» حيث تدق الطبول رقصة «الدلع» ويؤدون الرقصة ثم يعود المدعوون إلى بيوتهم.
الدانة
رقصة جماعية تتميز بإيقاعها العنيف وسهولة أدائها لحناً ورقصاً وألحانها قد تصل إلى ثمانية أنواع والواحدة منها تتكون من مقطعين كل مقطع ثلاثة أبيات يغني الشاعر المقطع الأول لكي يحفظه المشاركون في الرقصة بعد سكوت المشاركين في الرقصة أثناء أدائها أما المقطع الثاني فيردده الشاعر فقط بعد سكوت المشاركين في الرقصة.
الكاسر
لون غنائي بحري يؤدى من قبل مجموعة يستخدم فيه الملكد «هاوند» للطرق على صفائح معدنية ويستخدم أثناء بناء مسرح العرس ويكون الكاسر عصر يوم الزواج.
عادات وتقاليد الزواج
عادات الزواج مرت بأطوار مختلفة خلال السنوات الأخيرة إذ تأثرت بروح العصر المتجدد التي اجتاحت المنطقة.. ولكنها لم تذهب بروحه النابضة.. وما زالت روح الماضي مبثوثة في ثنايا وفقرات مناسبات الزواج المعقودة.. في القديم إذا أراد الشاب وعزم على الزواج كلم أباه وأمه في شأنه والعادة أن تختار الأم الزوجة فيما لو اختار الزواج من خارج العائلة.. فإن ناسبت البنت ذهب الجاهة إلى أهل البنت وبحثت مواضيع المهر، وحفلة الزواج. وجرت العادة قديما أن تقام الحفلة في بيت الزوج أولاً وتنتقل بعدها إلى بيت العروس على ظهر الجمال محملة بالجهاز المكون عادة من ثلاثين قطعة من القماش أو أكثر من ذلك بقليل، مع بعض الفضة والذهب إن أمكن الحال.. وتسير القافلة والرجال تدق الطبول.. وبعد صلاة العشاء تخرج العروس فتجلس على كرسي يسمى بالمنطقة «قعادة» مرتفعة وحولها النساء في ابتهاج وغناء ورقص.. وينقط للضاربات بالدفوف وتسمى «النقطة» والعروس جالسة على «مربعة» على القعادة وهي «مولبة» بالخضر والفل، والكادي، لابسة ثوب العرس الأحمر استعداداً لليلة الدخلة.. وفي بيت العروس يقومون بالتخيلة أي ترقيص العروس خطوة إلى الأمام وخطوة إلى الخلف وهي مغطاة بالقناع، ويكون الدق على صحون الحلي وبعد صلاة العصر في اليوم الثاني يقومون بتنظيم الفل على رأس العروس وترقص الراقصات وتدق الطبول وترتفع.. الزغاريد.
تقاليد النقول
وهو انتقال العروس من بيت أهلها إلى بيت زوجها حيث ترقص النساء ليلة النقول وبعد انتقال الزوجة يقدم لها أهل الزوج الطقم إما ذهباً أو فضة ثم يبكون عليها أهلها ويغنون لها ويمشون بها على الأقدام ويطلبون أن يشاهد العريس وهو يستقبل زوجته ولا تدخل العروس حتى يفرش لها «المصناف» أو يذبح شاة احتفاء بها وتمشي على دمها!!، وفي الصباح ليلة العرس تقوم العروس لتناول الإفطار مع زوجها وأهل العريس ثم يأتي الضيوف ويتناولون القهوة ويباركون لها زواجها ثم ينصرفون إلى بيوتهم وتكاد بعض هذه العادات في النقول قد تلاشت بسبب اختلاف الزمان.
عادات وتقاليد الملابس الجيزانية
جازان منطقة مترامية الأطراف متنوعة التضاريس والمناخات.. تبعاً لذلك جاءت العادات في اتخاذ الملابس متنوعة ومختلفة نظراً لتنوع واختلاف البيئة، لكن هناك أشياء مشتركة تجمع بين سكان المنطقة فيما يخص الملبس وإن كان هناك اختلاف فربما كان في الألوان ونوعية القماش المتخذ منه الملبس، ولكن نجد الاختلاف واضحا وجلياً فيما يخص النساء، فنساء المناطق الجبلية يختلف لبسهن شكلاً واسما عن نساء الأماكن الساحلية والأماكن الصحراوية، غير أن ما يشترك فيه لبس الرجال هو أنه يتكون من قطعتين «مئزر، وشميز» وقد تختلف الإكسسوارات الأخرى، كارتداء الجنبية أو الطاقية أو القوبعة، أما الآن فقد اختلف الأمر وبدأ اللباس يتوحد وهو الثوب والغترة والعقال، وتنوعت ملابس المرأة وتعددت ألوانها وأشكالها وأفكار تصميمها.
ملابس الرجال
تتسم ملابس الرجال بالبساطة، وألوانها الصارخة، وعلى العموم أصبحت هذه الملابس ترتدى كنوع من المحافظة على الماضي، أو عند أداء الرقصات الشعبية، وهذه الملابس هي الحوك «الأزار» من القماش الثقيل وله فتحة من الأمام تقفل بمشبك تسمى «زناقة» وتثبت عند لبسها بحزام من الجلد ومنها أيضاً «المصناف» وهو من القماش الثقيل باللون الأبيض المقلم بالألوان الأخضر والأزرق والأصفر وله أطراف معقودة ويوجد منه باللون الأحمر المقلم بعدة ألوان وبه خيوط ذهبية متداخلة محلاة بأشرطة ذهبية من الأسفل.
ملابس النساء كبار السن
تلبس المرأة «الكرتة» وهي الثوب الواسع ولها زم من الجوانب تشبه الثوب العسيري والقصيمي.. وهو ذو تفصيل واسع بأكمام عريضة وتلبس تحته السديرية من الكتف إلى الصدر كالبلوزة وبألوان تناسب الثوب الذي يلبس تحته، كما تلبس الوزرة أو الفوطة.
ملابس الفتيات
كانت الفتيات في منطقة جازان متميزات بالألبسة المتنوعة وكن يطلقن عليها الألفاظ والمسميات المختلفة كالثوب كان يسمى «كرتة» كما أن منها الجبيرة والميل والسديرية والنقبة والمصر وأسماء أقمشة الفتيات ولبساهن كمشة كبيرة وكمشة صغيرة وصاروخ الفقراء وصاروخ التجار وعاش مرتين وخاني طريق مصر. أما الألبسة المشهورة في المناسبات فهي الثوب الميل، والمقنع، والمقنع الميل، والمطرز، ويكون لونه أحمر أو أزرق وتلبس الفتاة بعض الحلي من الفضة والذهب مثل الخلخال الذي يوضع في القدم تحت الثوب.
عادات السماية
للسماية في منطقة جازان شأن خاص لما تربط أسرة المسمى والمسمي به من روابط وثيقة ولها تقاليد وأعراف كما أن لها احتفالاً عند ابتداء السماية.
فعندما يولد لشخص ما ووالده ورغب تسميته بشخص يعز عليه فإنه عندما يقطع سر «الغلام» يقول والده ترونه سمي فلان، ومن ذلك الوقت يصبح ذلك الاسم علماً عليه وإذا علم بالخبر المسمى به يستعد للوصول للسلام على سميه، فيدعو رجالاً من قومه ويأخذ مبلغاً من المال وكسوة للطفل وأبيه وأمه وذلك بحسب حاله، وعندما يقبل على منزل سميه ومعه رفقاؤه يطلقون الأعيرة النارية ثم يدخلون بهم المنزل وتذبح لهم الذبائح وتقام الولائم ويسلمون على الطفل ويقدم سميه ما وصل به ثم يعود إلى بلده وتصبح بين الأسرتين روابط كروابط الرحم.
عادات وتقاليد عملية الختان
يطلق على الحفلات التي تقوم بمناسبة الختان «الهود» ويطلق على الشاب الذي سيختتن «الدرم» وكان الشاب لا يختتن قبل سن الخامسة عشرة، وقد تتعداها إلى عشرين سنة، لأن هذا الشاب سيواجه حالات قد لا يحتملها قبل هذه السن فعملية الختان تتم أمام الجمهور وجها لوجه دون ستارة تستره عن الأنظار حتى يتم ختانه لذلك فإن العيون ترقبه وترصد حركاته وهذا يتطلب منه شجاعة وجرأة في الوقت نفسه، ثم إنه سيواجه ألماً شديداً عند قطع جلدة عضوه، وهو ما يرغبه أهله لإثبات شجاعة وقدرة تحمل ابنهم الشاب.
وكأن الناس يعلمون أولادهم عندما يحين وقت ختانهم بعض أسماء أجدادهم فإذا ما وقف الشاب للختان وأقبل الخاتن «الشخص الذي يقوم بعملية الختان» وشفرته بيده فإن أول ما يقوم به هو أن يضرب صدر الشاب بعرض الشفرة «أي بسطحها» ويقول له: «اليوم يومك، الحد فيك» وكأنه بهذا يستثير نخوته ورجولته عندها يستعد الشاب ويقف كالعمود المسلح بارز العينين ويبدأ الخاتن في القطع وفي الوقت نفسه يبدأ الشاب في سرد أسماء أجداده بالتسلسل فيقول: «أنا فلان بن فلان بن فلان إلى آخر اسم يحفظه من أجداده ويتعمد الخاتن قطع الجلدة بصورة بطيئة كأنما يختبر شجاعة هذا الشاب وصبره وعلى الشاب ألا يبدو عليه ارتباك في سرد الأسماء أو يغمض عينيه أو يتحرك بين يدي الخاتن فإذا فعل فإنه يوصف بالجبن ويصبح عار على أهله وغير مكتمل الرجولة ومن العادات المصاحبة لعملية الختان أن يقوم المختون قبل العملية بدهن رأسه بالسمن وتسريح شعره والتزاور مع أصدقائه الذين ستجرى لهم العملية معه ثم يأخذون بالتمرين على رقصات الختان.
الرقصات المصاحبة للختان
عملية الختان هي مناسبة عظيمة في شرع أهل المنطقة يحتفى بها بشكل عظيم ولها وقع في نفوس آباء الشاب المختون لهذا تقام الرقصات التي تستمر لمدة تختلف حسب وضع الشاب المادي حيث تدق الطبول ويرقص الشباب وتغني النساء وتقام الولائم وهناك رقصات عدة منها السيف، والعرضة والدلع وغيرها.
وليمة الختان
يقوم والد المختون بتوجيه الدعوة لأقربائه الذين يسكنون خارج القرية ويحدد لهم موعدا وهو اليوم الذي يسبق الختان، وفي هذا اليوم يصل المدعوون إلى من دعاهم، وعند وصولهم يسارع أهل القرية أو الحي من المدينة التي يسكن فيها والد الشاب للمشاركة في استقبال الضيوف والترحيب بهم ويطلق على هؤلاء المعازيم «المطاليب» أما الوليمة فإنها تتطلب استعداداً كبيرا ومجهوداً أكبر في التحضير لها قبل موعدها فعليه أن يهيئ المكان المناسب الذي يتسع للوليمة والمدعوين وعليه أن يشتري الذبائح والدقيق والسمن والعسل ولوازم أخرى.
أما موعد الوليمة فبعد صلاة الظهر، وتتكون الوليمة من عجين الدقيق الأبيض المصنوع على شكل رقائق، وتوضع هذه الرقائق فوز إنزالها من على النار في قدور كبيرة منحوتة من الأحجار تسمى «مقالي» ثم تهرس بالأيادي وهي ساخنة فتصير كتلة واحدة، وتوضع على شكل صومعة في كل قدر، ثم يصب في جوانب كل صومعة ا لسمن والعسل في فراغات تخصص لهما فإن لم يتوفر العسل يستعاض عنه بالسكر وتسمى هذه الأكلة «المعصوب» وهناك أكلة أخرى معروفة هي الهريسة.وقد يوضع خمير الذرة أقراصاً دون أن يفت وإلى جانبه «مغش اللحم» وأثناء الأكل يقف رجال وفي أياديهم صحون مليئة بالسمن والعسل، ويطلق عليهم «المشربية» ومهمة هؤلاء ملاحظة القدور، فكلما شاهدوا قدراً نقص سمنه وعسله زادوه من ذلك.
الأسواق الشعبية
تتعدد الأسواق الشعبية في منطقة جازان.. وتتميز بغناها بالمعروضات التي تسيطر عليها المنتجات الزراعية.. لما تتميز به المنطقة من جودة أرض ومناسبة هذا النشاط.. غير أن التعدد هذا يتسم بأن المعروض واحد في كل الأسواق عدا سوق الخوبة الأسبوعي الذي يمتاز بوفرة المعروضات وتنوعها وغرابتها في بعض الأحيان.. وكذلك عدد الزائرين الكبير الذين تعج بهم السوق حتى من خارج حدود المنطقة.. وهناك أسواق رئيسية كسوق صبيا مثلاً والأحد والدرب وبيش.
ظروف المنطقة الاقتصادية، ووضعها الزراعي الهام وكذلك إطلالتها على البحر الأحمر واحتضان الجبال لها من الجهة الشرقية أفرز إنتاجاً كبير في المنتجات الاستهلاكية، وارتفاع نسبة السكان كان له عظيم الأثر في إقامة عدة أسواق على مدار أيام الأسبوع وفي مواقع مختلفة بالمنطقة، وجاء توزيعها منطقياً وملبياً احتياجات السكان في جميع أنحاء المنطقة، وتتنوع معروضات هذه الأسواق من منتجات زراعية ونتاج الحرف اليدوية والمنتجات البحرية، وغيرها وغطت هذه المنتجات السوق المحلية لتشق طريقها خارج حدود المنطقة، والسوق الشعبية في المنطقة لها طابع خاص يختلف اختلافاً كلياً عن الأسواق الحديثة، مما يضفي على التجول بها نكهة خاصة والشعور بروح الماضي وتاريخ المنطقة العريق وكفاح الأجداد.
الأكلات الشعبية
هناك العديد من الأصناف والأنواع المختلفة من الأكلات فالمنطقة تختلف باختلاف المكان والزمان، وتبعا لقرب المنطقة من البحر وبعدها عنها غير أن هناك وجبات تكاد تكون مشتركة في جميع المحافظات، وما سيرد هنا هو الأكثر انتشاراً والمعروف من الأكلات الشعبية في منطقة جازان:
المغش
يطلق هذا الاسم على الإناء الذي توضع فيه الأكلة وهو مصنوع عادة من الحجر يأخذ شكل القدر الصغير، ويطبخ فيه اللحم في التنور، يحتوي بالإضافة إلى اللحم بعض الخضار، كالكوسة والبامية والطماطم، و البطاطا، ويرش غالباً عليه قليل من الماء مع ضرورة ملحه، وبعد ساعة تقريباً يخرج من التنور «الميفا» ليقدم مع العيش أو الأرز ساخناً.
المرسة
طبق حلو، يتكون من الدقيق المعصود أو المفتوت والممزوج مع الموز البلدي إن أمكن والمرشوش بالعسل والسمن البقري هو طبق مشهور على مستوى المنطقة يؤكل عادة على الغداء وقبل البدء في أكل أي شيء آخر.
العيش الحامض «الخمير»
وجبة بلدية مشهورة على مستوى المنطقة تتكون من الحب «الذرة الرفيعة» المطحونة على «المطحنة» بشكل جيد يخمر بعدها في إناء يقال له «مخمار» بعدها يخبز في التنور ويقدم ساخناً ومنه الخمير ومنه أيضاً الخضير والفرق بينهما أن الخمير يطحن الحب فيه بعد أن ييبس تماماً والخضير يطحن ا لحب فيه طرياً أخضراً.
المفالت
أكلة جيدة غذائياً تتكون من الحليب والدقيق الأبيض أو دقيق القمح يغلى الحليب على النار وتوضع فيه قطع من الدقيق الصغيرة بقدر الحاجة ويقدم محلى أو بدون سكر أو العسل ثم تحرك العجينة على النار حتى تنضج.
المحشوش
أكلة موسمية من اللحم المقطع قطعا صغيرة والمطبوخ بزيت الشحم ويكون من ذبيحة عيد الأضحى، حيث يقطع باقي اللحم قطعاً صغيرة ويعزل اللحم عن الشحم ويطبخ في إناء «قدر» كبير الحجم يوضع أولاً الشحم حتى يصبح زيتاً ثم يوضع عليه اللحم حتى ينضج ولا يحترق ويبهر بالقرفة والتوابل الأخرى.
الحنيذ
يوضع اللحم بعد تمليحه ويفضل أن يكون قطعاً كبيرة في التنور «الميفا» لينضج جيداً ويعتبر الحنيذ من أشهر المأكولات بالمنطقة.
|