* مكتب الجزيرة - القاهرة - عبد السلام لملوم:
حذر خبراء الكومبيوتر من اندلاع حرب الكترونية شاملة علي شبكة الإنترنت في حال ما إذا أقدمت الولايات المتحدة علي تنفيذ تهديداتها بشن هجوم واسع النطاق علي العراق واسقاط نظام الرئيس صدام حسين وأكد الخبراء أن أي هجوم أمريكي ضد العراق سيقابله هجوم مضاد وشامل على شبكة الإنترنت من جانب القراصنة العرب والمسلمين والجماعات الأخرى المعارضة لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية خاصة في مجال البيئة والعولمة والحرب التي تخوضها تحت مسمي مقاومة الارهاب جاء ذلك في ختام ندوة (القرصنة الرقمية والارهاب الالكتروني بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر) التي اختتمت أعمالها في العاصمة البريطانية لندن ونظمتها مجموعه (ام.اي.تو.جي) المتخصصة في أبحاث القرصنة الرقمية وحماية شبكات المعلومات وشارك فيها خبراء حماية الكومبيوتر من بريطانيا وأمريكا واستراليا إضافة إلى خبراء من مكتب التحقيقات الفيدرالي وأشار الخبراء إلى أن شبكة الإنترنت معرضة لهجوم شرس سيكون الأسوأ من نوعه في تاريخ الشبكة العالمية الامر الذي سيؤدي إلى تخريب وتعطيل آلاف المواقع عن العمل وقال دي.كي ماتاي رئيس مجموعة ام.اي.تو.جي ان حدوث هجوم شامل علي شبكة الإنترنت بواسطة جماعات القرصنة السياسية (الهاكتيفيزم) سيكون بمثابة كارثة اقتصادية جديدة ربما تفوق في اثارها السلبية الاثار التي تركتها أحداث الحادي عشر من سبتمبر في ظل انتشار هذا النوع من الجماعات في منطقة الشرق الاوسط والدول الإسلامية بعد أن كان تواجدها قاصراً علي منطقة البلقان وأوروبا الشرقية وشرق آسيا وأكد ماتاي ان هناك معلومات مؤكدة تشير إلى وجود أكثر من 2000 جماعة تمارس عمليات القرصنة ضد المواقع الأمريكية والإسرائيلية والهندية لأسباب سياسية وعقائدية مختلفة من بينها أكثر من 50 جماعة في بلدان الشرق الاوسط وهناك اتصالات مكثفة تجري فيما بينها منذ فترة طويلة استعداداً لشن مثل هذا الهجوم الذي سيبدأ مع أول صاروخ (كروز) يعبر الحدود العراقية في طريقة إلى العاصمة بغداد.من ناحيته أكد كريس هوفارت خبير حماية الشبكات في وكالة التحقيقات الأمريكية ان هناك معلومات كثيرة تتحدث عن استعداد جماعات الارهاب الالكتروني التي لها صلة بتنظيم القاعدة لشن هجوم شامل علي شبكة الإنترنت ونحن نتلقي تحذيرات متكررة منذ فترة طويلة تتحدث عن قرب شن هذا الهجوم ونتعامل مع مثل هذه المعلومات بكل جدية لكننا نعتقد ان توقيت مثل هذا الهجوم ربما لن يكون له علاقة بضرب العراق.أما القرصان الأمريكي السابق كيفين اندرسون مينتشيك الذي شارك في الندوة بصفة مراقب فقد أكد ان جماعات القرصنة العربية والاسلامية وأولئك الذين يطلقون علي أنفسهم اسم (الجهاد الالكتروني) بلغوا مرحلة النضج التقني الكامل وأصبح لديهم الخبرات الكافية لشن هجوم ضخم وكاسح علي شبكة الإنترنت سواء بنظام التخريب والتدمير (ديفيسمنت) أو الاغراق (فلوود) أو انكارالخدمة (دينال اوف سيرفيس) وبعض هؤلاء القراصنة نجحوا بالفعل في ابتكار وتطوير برامج خاصة بهم لا نعلم عنها شيئا وربما يستخدمونها في مثل هذا الهجوم وقال مينتشيك ان (الهاكتيفيزم) العرب والمسلمون لن يقفوا علي الحياد أبدا في حالة قيام الولايات المتحدة وحلفائها بضرب العراق وهم الان في وضع جيد للغاية وعلي درجة كبيرة من الوحدة والتنسيق فيما بينهم وهذا يعني اننا سنواحة هجوما أشد شراسة وأكثر تدميراً من ذلك الهجوم الذي تعرضنا له مع تصاعد التوتر بين إسرائيل والفلسطينين مع بداية الانتفاضة وأدى إلى تساقط عشرات المواقع الأمريكية والإسرائيلية الواحد تلو الآخر رغم اجراءات الامن القياسية التي تتخذها المؤسسات والشركات التي تدير هذه المواقع وحذر الخبير البريطاني توم ماكلوهان من ان الهجوم القادم ربما يستهدف البني التحتية لشبكات المعلومات بهدف أحداث أكبر قدر من الخسائر وبما يتناسب مع الخسائر البشرية والمادية والعسكرية التي يسببها الهجوم الأمريكي علي العراق.
وأشار ماكلوهان إلى احتمال ان يشمل الهجوم المرتقب قواعد المعلومات وشبكات الكومبيوتر التابعة لحلف الناتو ومن بينها شبكة التحكم في الدعم اللوجستي لقوات الحلف المعروفة اختصار ا بإسم (PLCs) وشبكة التحكم في توزيع القوات (DCS) وشبكة القيادة والتحكم والسيطرة الموجودة في بروكسل وقد يمتد الى دول أخرى خارج الحلف ممن يؤيدون علنا الهجوم علي العراق وطالب المشاركون في الندوة بضرورة اتخاذ كافة التدابير والاجراءات اللازمة لاحباط هذا الهجوم او التخفيف من اثاره المدمرة ومن بين هذة الاجراءات ضرورة مراقبة العاملين علي أجهزة الخدمة ومراقبة الشبكات ومتابعتهم جيداً خلال الفترة القادمة حتى لو تطلب الامر وضع المشبوهين منهم تحت المراقبة والتجسس على اتصالاتهم لأن أي هجوم بهذا الحجم المتوقع لايمكن ان يكتب له النجاح إذا لم يجد نوعا من المساعدة أو التعاطف من داخل بعض العناصر التي تعمل داخل هذه المؤسسات.
شهر أغسطس الأسوأ
من ناحية أخرى سجل شهر أغسطس الماضي رقماً قياسياً في عمليات القرصنة الرقمية التي تعرضت لها شبكة الإنترنت والتي بلغ عدد 5830 عملية ليرتفع بذلك عدد عمليات القرصنة التي تعرضت لها مواقع الإنترنت خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي إلى 32 ألف عملية وهو رقم يعادل عدد عمليات القرصنة التي تعرضت لها الشبكة في العام الماضي 2001.
وتوقعت احصائية نشرتها مجموعه ام.اي.تو.جي سيكيورتي ان يرتفع هذا الرقم إلى45 الف عملية بنهاية العام الحالي وبذلك يصبح عام 2002 هو الأسوأ من نوعه منذ ظهور عمليات القرصنة الرقمية عام 1998 والذي شهد 269 عملية فقط ارتفعت في العام التالي 1999 إلى 4197 عملية وتضاعف الرقم إلى 7821 في عام 2000 ثم إلى 31322 عملية قرصنة رقمية في عام 2001.
|