كتب - حاييم ويزمان - في المذكرات - كلمة تتردد منذ أزمان بعيدة وتتحقق رؤية عميقة..
(انه ليس من شيء يبقي الحركة الصهيونية.. حية فاعلة.. إلا الإيمان الراسخ وان هذا الإيمان يجب ان يتركز على فلسطين وفلسطين وحدها وان أي انحراف عن فلسطين يكون بمثابة الفكر بهذا الإيمان).
من تلك المقولة.. التي رمى بها أحدهم.. قبل مئات السنوات.. نجد أن ثمة ثوابت.. تعلن أن زمناً انتهى لا زلنا نقبض.. عليه.
هاهي الحرب الفلسطينية تدور ونحن نرفع شعاراتها في وسائل.. أضعف الإيمان..
المقاطعة.. العبارات التي نتبادلها أنترنتياً أو رسائل بالهواتف الجوالة.. نتبادل فيها ثقافة قومية ان صح التعبير - ومن مقولة حاييم - كانت هي تلك الثقافة القومية ذاتها التي تساقوها قبلنا - اليهود -. فقد سيجت إسرائيل كل مناطقها التي انتزعتها دموعنا وصرخاتنا.. ونظرتنا.. الآسفة.. ولاشيء غير ذلك. وبعيداً عن تسيس الوضع.. ومحاولة اجترام إثم السياسة.. التي فرّ منها أهلها لألمها الذي لاينتهي.. لا زلنا نبحث عن طوق نجاة.. أمني يبقي على البقية الباقية.. من طوق الياسمين الفلسطيني..
فلسنا في طريق البحث عن هوية ثقافية.. وليست القناعة.. بأضعف الإيمان تهب الإيمان الحقيقي..!!
إن هذه المرحلة قد مضت فيها إسرائيل ذاتها منذ زمن غابر فلا الثقافة ولا الكتابة.. ولا حشو الكلام هو القادر على ملء العقل في غياب آلية حربية مقابلة..
إذا ما فقدت القدرة على اجتثاث الثقافة التي تنبت مع أشجار الزيتون..
والتراث...
والمباني...
والحضور والتواجد..
والانتماء...
لأنهم يملكون إيمان الهدف.. ونحن نملك الشعارات الخافقة.. والوجوه اللامعة محتلة شاشات التلفاز ملجلجة بالمذياع «فلسطين عربية وستظل عربية»..
لا نريد ان تكون لنا ثقافة.. ولا تراث.. وأصالة وعراقة.. نريد ان نملك القدس وفلسطين من أول ذرة تراب إلى آخر قطرة ماء لغد من أغصان الزيتون ينمو من ماء دموع النصر....
|