Friday 6th September,200210935العددالجمعة 28 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

نبض المداد نبض المداد
عندما يربى الأطفال عليها
أحمد بن محمد الجردان

البذاءة خلق ذميم والبذيء هو كل من تركه الناس اتقاء بذاءته لأنه يعبر عن كل قبيح بقوله أو فعله، وكل شرير بذيء كما أن كل بذيء شرير، فالبذاءة أصل الشر وعنصره الأساس، ودليل ضعف الإيمان وقلة الحياء وخبث الطوية وسبب لقلة الأصحاب والهوان لدى الناس، وفي الحياة كم نلاقي من الناس منهم بذيئوا الخلق والتعامل قليلو الحياء!! نلاقيهم في الشارع والسوق والعمل والمجتمعات واللقاءات، اللعن عند أحدهم كالتحية والمدح فإن أعجب بأحد قال وهو يرى أنه قد بالغ في مدحه «فلان ملعون يتقن كذا وكذا!!»، وتصل به البذاءة أن يلعن نفسه ويلعن والديه كليهما أو أحدهما فتجد ديدنه اللعن والسباب وسيء الألقاب!!. وكلما كثرت البذاءة في أسرة أو مجتمع كلما كان أهله بعيدين عن الخير قريبين من الشر، وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم منها فقال: «الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة، والبذاءة من الجفاء والجفاء في النار»، والبذاءة ليست من خلق المؤمنين قال عليه الصلاة والسلام: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء»، والبذيء مبغوض من الله ومن الناس قال عليه الصلاة والسلام: «ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء»، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الفحش والتفاحش ليسا من الإسلام في شيء وإن خير الناس إسلاماً أحسنهم خلقاً»، والبذاءة والفحش تفسد الأمر وإن كان قصد صاحبه حسناً قال عليه الصلاة والسلام: «ما كان الفحش في شيء قط إلا شانه ولا كان الحياء في شيء إلا زانه»، ومن أشد البذاءة وأقبحها وأعظمها البذاءة مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم لذا نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عن ذلك فقال: «لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه» وكم هي معبرة تلك القصة التي تقول إن أبا الدرداء رضي الله عنه رأي امرأة سليطة اللسان، فقال لو كانت هذه خرساء كان خيرا لها!! نعم صدق رضي الله عنه كم من الناس في زمننا هذا لو كان الواحد منهم أخرس لكان خيراً له هذا إذا كان بذيئاً بلسانه، وكم من الناس لو كان لا يعرف القراءة ولا الكتابة لكان خيراً لأنه بذيء بقلمه، وكم من الناس لو كان لا يعرف الإنترنت ولا فنونه لكان خيراً لأنه بذيء بمشاركاته وأطروحاته وربما بذيء بموقعه عموماً وقس على ذلك!!.
البذاءة خلق ذميم كما أسلفت قد يولد مع المرء لكن للتربية دور فيه، فإذا كان الوالدان قدوة سيئة أو أهملا الطفل ولم يربياه على الحياء وحسن الخلق تأصلت فيه، ومن المؤسف أن من الآباء والأمهات من يشجع الطفل على البذاءة من باب الفكاهة والتبسط معه فيعلمانه على سبيل المثال أن يلعن أخاه أو أخته أو خاله أو عمه لا لشيء إلا ليضحكا ويضحك معهما محبو البذاءة والفحش!!، وما علما أنهما بذلك يربيانه على سوء الأخلاق ذلك السوء الذي لاريب أنه سيكوي قلبيهما عندما يبلغان من العمر عتياً فكل إناء بما فيه ينضح ناهيك أن سمعتهما قد تشوهت ولا عجب فصدق من قال من شابه أباه فما ظلم فلو لم يكونا بذيئين فاحشين لما ربياه على الفحش والبذاءة وصدق الشاعر:


وينشأ ناشئ الفتيان فينا
على ما كان عوده أبوه

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved