في أعراف كرة القدم لا تخرج الهزائم عن اطار نواميس مجموعة من الحالات والفرضيات يندرج ضمنها الكسب والتعادل.. وبالتالي فإن لكل واحدة من هذه الحالات مسبباتها وأسبابها وملابساتها، والتي عادة ما ينتهي الحديث حولها بمجرد الوقوف على أسبابها سواء من قِبل من يعنيهم الأمر كالمدرب والإدارة وغيرهما من الأطراف ذات العلاقة والمقربة.. أو من قِبل الجماهير والنقاد والمتابعين، ولا سيما إذا كانت تلك الهزائم في حدود المعقول مستوى ونتيجة.
*ولكن عندما تتوالى الهزائم، وترتفع وتيرة استقبال الشباك للأهداف بشكل تصاعدي إلى أن تبلغ معدلات الثلاثة والأربعة كحالة أو ظاهرة جديدة على خارطة الفريق مما ينذر بتجاوزها ذلك السقف إلى ما هو أعلى فذلك يعني دون ريب أن ثمة من الأسباب والتداعيات داخل منظومة العمل ما أدى إلى بلوغ الأوضاع لتلك المعدلات «؟!».
*بالقطع الكل يؤمن بمبدأ التفوق الفني والعناصري والتحضيري في عالم كرة القدم.. كذلك الكل يؤمن بمبدأ «دوام الحال من المحال».. فتبدل الأحوال من المسلمات التي لا يمكن تجاهلها سواء في عالم كرة القدم أو في سواها من المجالات الأخرى.
* وما يحدث لزعيم آسيا في هذه الآونة تحديداً على صعيد المستويات والنتائج تنطبق عليه مقولة «ان ثمة من الأسباب والتداعيات داخل منظومة العمل الهلالي ما أدى إلى بلوغ الأوضاع ذلك الحد من التدهور والانهيار..؟!»
*جماهير الهلال التي لم تعتد على ذلك الصنف من المستويات المتهالكة حتى في أسوأ الظروف وعلى كافة المستويات.. تتساءل اليوم بكل مرارة، لِمَ يحدث كل هذا.. ومن يقف خلفه «؟!».
*أهو الفراغ الإداري الذي أضحى عادة هلالية.. أم قدرات ماتورانا.. أم أنه الشح في المواهب إلى درجة عدم القدرة على مجاراة الاتفاق والقادسية أصحاب الامكانات المادية والعناصرية والفنية الأقل مقارنة بالهلال «مع كامل التقدير لهما».. أم أنها كل هذه العناصر مجتمعة، علاوة على مجموعة أخرى من العوامل من فئة «ما خفي كان أعظم» «؟!».
*هذه الجماهير لم تتفاجأ بهبوط مستويات وعطاءات فرق النادي المختلفة خصوصاً في ظل الأوضاع الإدارية والشرفية الراهنة، والتي عصفت مؤخراً أو كادت بالعديد من الاشراقات والخصوصيات الهلالية المتوارثة.. ولكنها - أي الجماهير - تفاجأت «وبذهول» من بلوغ الأمور هذا المنحدر السحيق من الهوان، إلى الحد الذي أضحت شباكه تستقبل هذه الكميات من الأهداف «سبعة أهداف» في ثلاثة لقاءات، ومِن مَنْ.. مقابل هدف وحيد «؟!!».
*كان الله في عونك يا هلال الأمجاد.
لا فُض فوك يا نواف
*رغم خشيتي من أن يدفع النجم الكبير نواف التمياط ثمن جرأته وصراحته من خلال حواره المنشور يوم الأحد الماضي وما تخلله من نقاط وايضاحات واشارات إلى مكامن القصور والتقصير.. والذي دلل من خلاله أيضاً وأكد على مستوى وعيه ونضجه وإدراكه.. وعلى أنه إن لم تقترن النجومية في دحرجة ومداعبة كرة القدم بالنجومية الفكرية والحسية، والعمق المعرفي، وصفاء الرؤية، فإنها والفاكهة التي لا طعم لها ولا نكهة سواء بسواء.
*أقول رغم خشيتي من أن يدفع نواف ثمن ذلك.. إلا أنني وجدت نفسي كمن يبصم بأصابعه العشرة عند كل نقطة أو حالة ناقشها في حواره ذاك.. فلو أن كل من يعنيهم أمر الأخضر تحدثوا بذلك القدر من الشفافية والوضوح والتجرد من بعض العقد والقيود الوهمية، ومن الاغراق في مجاملة صوير وعوير، ومداراة خاطر زيد وعبيد على حساب سمعة كرة الوطن.. لكان وضع المنتخب بألف ألف خير.
* ومع ذلك.. وما دام الأمر يتعلق بمصلحة «وطن» فلا ضير ان دفع أي منا أي ثمن من شأنه أن يساهم في ازالة أي لبس، أو معالجة علّة.. أو تسليط بصيص من ضوء على أي موقع يعتريه أي نوع من الخلل، أو المرض.
*8والوعي العام، إن لم يشمل اللاعب والإداري والمدرب والإعلامي، وحتى الجماهير.. ولو بقدر يسير مما يتمتع به ويجسده التمياط، وإلا فإن أي جهد مبذول بغية الارتقاء نحو الأفضل هو بمثابة الحرث في الأرض الجرداء.
الكرة في ملعب الجمعان
* جاء القرار الذي صدر مؤخراً لمعالجة قضية النجم الدولي عبدالله الجمعان، الذي قضى بتحويله من محترف إلى هاو، جاء لحسم الموقف، ووضع حد لسلسلة من الاجراءات والتكهنات والأخذ والرد والقرارات المتسرعة.
*فهو - أي القرار - راعى حقوق ومصلحة النادي واللاعب معاً.. ووفر للجميع الأرضية والمساحة الكافية للاستفادة من تداعيات وتبعات المشكلة بقدر استيعاب كل طرف لما هو منطوٍ به من مسؤوليات وحقوق تجاه نفسه وتجاه الغير.. فلم يحرم النادي من خدمات اللاعب، في الوقت الذي لم يحرم اللاعب من حقه في ممارسة عشقه في المكان الذي أشهره وقدَّمه إلى عالم الأضواء والنجومية.
*ويبقى السؤال المطروح بكل متعلقاته وتوابعه: هل يستفيد عبدالله الجمعان من مجمل الدروس المتلاحقة على طريقة «التكرار يعلم الشطار» بعد أن وضع الجميع الكرة في ملعبه في محاولة يبدو أنها ستكون الأخيرة من باب لعل وعسى.. أم تراه يعود لممارسة هوايته التي أضرت به كثيراً، وجعلت منه مضغة تلوكها الألسن في كل مكان دون أي اكتراث.
*شكراً لأمير الشباب والرياضة على تفهمه وحدبه على رياضتنا الخضراء.. ولا عزاء لمن نذروا أنفسهم للخراب والتخريب.
وقفة:
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام |
|